العدد 4892 - الخميس 28 يناير 2016م الموافق 18 ربيع الثاني 1437هـ

ماذا يعني الطبيب بجملة «نمط حياة صحي»؟

أمينة عيسى طاهر

أخصائية طب عائلة

كل مِنَّا يطمح إلى الحصول على جسم جميل المنظر متناسق القوام، وخصوصاً في ظل انتشار ظاهرة السمنة وتصنيفها من قبل منظمات الصحة عالميا بأنها مرض يُضاف إلى قائمة الأمراض المزمنة المنتشرة في دولنا العربية.

كما نلاحظ مؤخراً تسارع وتيرة الحديث عن الحمية، (الدايت)، (الريجيم)، عمليات السمنة جميعها مصطلحات ينظر لها الاغلب على أنها الطريق نحو أجسام جميلة وحسب، إلا أننا لو أمعنا النظر في تبعات هذه المصطلحات وخفاياها لكنا اكثر حذرا.

كطبيبة هدفي بالمرتبة الأولى نشر ثقافة الوعي الصحي لدى عموم الشعب البحريني، لتصل المعلومات الصحيحة وغير المغلوطة إلى جميع الافراد؛ لأنها أحد أهم أسس الوقاية وجميعنا يعرف المقولة المأثورة «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

من هذا المنطلق أحرص دائما على أن تكون هناك دقائق وقائية في ختام الاستشارة الطبية المقدمة لكل مريض مهما اختلفت اسباب الزيارة وغالبا ما يكون عنوان هذه الدقائق: اتباع نمط حياة صحي.

غالبا ما يسبقني المرضى قبل أن أسترسل في الحديث بأنهم اتبعوا (ريجيم) (دايت) «حمية»، جميعها مصطلحات تؤدي بحسب شرحهم غالب الاحيان الى اتباع نظام غذائي صارم مكوناته عنصر واحد من العناصر الغذائية فقط طوال اليوم أو الاقتصار على مجموعة غذائية واحدة مثل الخضراوات فقط او البروتينات فقط .

لاشك في أن اتباع نظام غذائي بهذه الطريقة كفيل بإنزال الوزن في فترة قصيرة جدّاً لكنه لا يعني نمط الغذاء الصحي. وسرعان ما يشعر متبعوه بالملل ويعودون الى سابق عهدهم إلى طريقة الغذاء السابقة ليعود الوزن لتخزين جميع السعرات الحرارية ظنا منه أن الشخص سيدخله في مرحلة تجويع جديدة وعليه فإن متبعي نظام الحميات الصارمة يفقدون الكثير من الوزن في بداية الأيام ليعودوا إلى اكتساب أكثر مما فقدوا لاحقا، وهذا يتعارض مع هدفنا الأساسي، الا وهو الحفاظ على قوام جميل وصحي دائما.

النتيجة هي أن اتباع نمط حياة صحي يكمن في تغيير أسلوب الحياة، ابتداءً من تغيير السلوكيات غير الصحية في المطبخ وعند اختيار الوجبات، الى ممارسة الرياضة بشكل مستمر وبحسب الدراسات فهي الطريقة الانجح في الحفاظ على وزن مثالي.

يتفاجأ غالبية المترددين على العيادة عندما أخبرهم بأن نظام الغذاء الصحي هو أن تأكل كل ما تريد ولكن بتقنين الكمية والنوعية، حيث يجب أن يحتوي غذاؤنا على جميع العناصر الغذائية لنستحق أن يطلق على أسلوبنا نمطاً غذائيّاً صحيّاً ولنضمن أن نحافظ بذلك على أجسام جميلة ومعافاة.

فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وطريق الصحة أيضاً يبدأ بخطوة حازمة لاتباع نمط حياة صحي، فلتكن خطواتنا على الطريق الصحيح نحو حياة صحية.

إقرأ أيضا لـ "أمينة عيسى طاهر"

العدد 4892 - الخميس 28 يناير 2016م الموافق 18 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:20 ص

      شكرا دكتوره، موضوع رائع وطرح جميل ، هل يوجد برنامج حياة صحيه عندك ؟ إن وجد ياريت مشاركته مع القراء خلنه نستفيد من خبرتك دكتوره كلامك مختلف عن النمط السائد في المجتمع البحريني.

    • زائر 2 زائر 1 | 5:14 ص

      موفقه

      كلام عن تجربة ميه بالميه تشكري دكتوره

اقرأ ايضاً