اصبح المهاجم الفرنسي انطوان غريزمان "رجل المناسبات" على ارض الملعب في الأشهر الماضية بالنسبة للأرجنتيني دييغو سيميوني مدربه في اتلتيكو مدريد الاسباني، وينوي تكرار ذلك خلال قمته ضد برشلونة السبت في الليغا.

في خريف 2014، كان سيميوني واضحا عندما استدعى غريزمان من ريال سوسييداد مقابل 30 مليون يورو وأراد تحويله بسرعة إلى "رجل ولاعب هام".

عمل الشاب بجهد واثبت انه حاسم، فأنهى موسمه الأول في العاصمة وبحوزته 25 هدفا في مختلف المسابقات.

بعد موسمين، أصبح المهاجم الصغير البنية ركنا أساسيا في صفوف "كولتشونيروس": في منتصف الموسم بات رصيده 19 هدفا في مختلف المسابقات.

قال سيميوني السعيد قبل ايام: "اصبح رجلا على ارض الملعب. يملك السرعة، الالعاب الرأسية، القدرة على التسديد، فهو لاعب كامل. اضاف الاستقرار بمساعدة من النادي الى زملائه على ارض الملعب".

اصبح مقنعا بالنسبة لرفاقه في الفريق الاحمر والابيض، فقال الجناح البلجيكي الشاب يانيك كاراسكو: "هو شخص بسيط، لطيف ودائما منفتح".

اكتشاف الليغا

ينتاب خصومه الحذر وصوت المعلقين يصدح لدى استحواذه على الكرة: اللاعب المنبوذ من الأندية الفرنسية في صغره نظرا لبنيته الهزيلة، أصبح من النوعية الأولى في الدوري الاسباني لكرة القدم.

يقول مدافع اشبيلية تيموتي كولوديتشاك المتوج بكأس أوروبا تحت 19 سنة مع غريزمان في 2010: "لقد كان نموه استثنائيا. هو لاعب رئيس في الليغا. لا ينفك عن التقدم، هو منتظم ويملك كل شيء كي يصبح من أقوى اللاعبين في العالم والانتقال إلى فريق اكبر".

في برشلونة، تابع الحارس التشيلي كلاوديو برافو هذا التطور بعدما زامل غريزمان في ريال سوسيدداد.

قال برافو في مقابلة مع شبكة "كانال بلوس" في اسبانيا: "هو صبي طبق الأمور بشكل صحيح، ونضج بسرعة. لقد فهم أن الخطة تقتضي العمل، الاهتمام بالنفس والعيش من اجل كرة القدم".

مع منتخب فرنسا

أصبحت قضية غزواته الليلية مع منتخب فرنسا للشباب في 2012 طي النسيان: غريزمان الوالد قريبا والمفجوع من تفجيرات باريس حيث نجت شقيقته بأعجوبة في اعتداءات باتاكلان، أصبح شخصا عاقلا.

قال اللاعب البالغ 24 سنة الذي تخلى عن صبغ شعره بألوان غريبة معتمدا تسريحة أكثر تقليدية: "اعمل كي أكون لاعبا هاما ويجب أن أتابع هكذا".

يتوقع أن يكون غريزمان عنصرا رئيسا في تشكيلة المدرب ديدييه ديشان في كأس أوروبا 2016 على أرضه بين 10 يونيو/حزيران و10 يوليو/تموز. لكن في اي مركز؟ في ظل الغياب المحتمل لكريم بنزيمة بسب فضيحة الشريط الجنسي مع لاعب الوسط ماتيو فالبوينا، أصبح "غريزي" مرشحا موثوقا للعب في مركز رأس الحربة حيث يتألق مع اتلتيكو.

يحلل سيميوني الرافض لانتقاله: "رأيت فيه دوما لاعبا يحتاج إلى الحرية، لأنه يوفر عملا بدنيا كبيرا. يتأقلم بسرعة، ويعرف جيدا انه يمكنه أن يؤذي الخصم".

هل يمكن نقل نجاحه إلى المنتخب الأزرق؟ تأدية جديدة على ملعب"كامب نو" السبت قد تؤكد أكثر أن انطوان غريزمان أصبح لاعبا ورجلا ناضجا.