العدد 4905 - الأربعاء 10 فبراير 2016م الموافق 02 جمادى الأولى 1437هـ

روسيا تقترح وقفاً لإطلاق النار في مارس وسط ضغوط عليها لوقف القصف في سورية

الأمم المتحدة، دمشق، أونجو بينار (تركيا) – رويترز 

تحديث: 12 مايو 2017

ضغطت القوى العالمية على روسيا الأربعاء (10 فبراير/ شباط 2016) لوقف القصف حول حلب دعماً لهجوم القوات الحكومية السورية لاستعادة المدينة، وقال دبلوماسي غربي إن موسكو قدمت اقتراحاً يقضي بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون ثلاثة أسابيع. 

ويسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى حلب، حيث أصبحت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة معزولة فيما حذرت الأمم المتحدة من أن كارثة إنسانية جديدة قد تكون في الطريق. وقال عمال إغاثة الأربعاء إن امدادات المياه إلى حلب التي لا يزال يعيش فيها مليونا شخص لم تعد تعمل. ويأمل كيري التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع يعقد في ميونيخ اليوم الخميس بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وقوى أخرى، في محاولة لإحياء مفاوضات السلام التي تعثرت في وقت سابق هذا الشهر.

وأشار مسئولون سوريون إلى عدم وجود خطط لتقليص حدة القتال. وقال مصدر عسكري سوري اليوم الأربعاء إن المعركة من أجل حلب -وهي جائزة كبرى في الحرب التي حصدت أرواح ربع مليون شخص- ستتواصل في كل الاتجاهات. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي إن الحكومة تتوقع معركة قاسية لكنها قصيرة نسبياً لإعادة المدينة لسيطرة الدولة. وقال لـ"رويترز" في دمشق إنه لا يتوقع أن تستمر معركة حلب طويلاً.

وقال مسئول غربي إن روسيا قدمت اقتراحاً للبدء في وقف إطلاق النار في سورية في الأول من مارس/ آذار لكن واشنطن أبدت مخاوف إزاء أجزاء منه، ولم يتم التوصل بعد لاتفاق بشأن الاقتراح. وفي واشنطن قال مبعوث لوزارة الخارجية الأميركية للكونجرس إن الولايات المتحدة تحتاج إلى النظر في خيارات في حالة فشل المساعي الدبلوماسية. ورداً على سؤال حول أقرب موعد محتمل لوقف إطلاق النار قال دبلوماسي روسي طلب عدم الكشف عن اسمه "ربما في مارس... أعتقد ذلك".

وخلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 عضواً الأربعاء، ضغط عدة أعضاء على روسيا لإنهاء قصف حلب قريباً. وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر للصحفيين "النظام (السوري) وحلفاؤه لا يستطيعون التظاهر بأنهم يمدون يداً للمعارضة بينما يحاولون باليد الأخرى تدميرهم". وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن الضربات الجوية الروسية تتم "بطريقة شفافة". وأضاف أن بعض أعضاء المجلس "تجاوزوا الحد" باستغلالهم القضايا الانسانية لأغراض سياسية. وأضاف "بل إنهم يستخدمون الأمور الإنسانية بشكل فج لكي يلعبوا- كما نعتقد- دوراً هداماً فيما يتعلق بالعملية السياسية"، مضيفاً أنه في ضوء زيادة الاهتمام بالأمور الإنسانية ينبغي للمجلس أن يبدأ أيضاً وبانتظام في مناقشة الأوضاع في اليمن وليبيا.

وقال مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة إن روسيا "تخدع كيري" بغرض توفير غطاء دبلوماسي لهدف موسكو الحقيقي، وهو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على تحقيق انتصار في ميدان المعركة بدلاً من تقديم تنازلات على مائدة المفاوضات. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "من الواضح للجميع الآن أن روسيا لا تريد في الواقع أي حل تفاوضي إلا ما يتيح للأسد تحقيق النصر".

ويرفض الكرملين مزاعم بأنه تخلى عن الدبلوماسية من أجل حل عسكري للأزمة قائلا إنه سيواصل تقديم دعم عسكري للأسد لقتال "الجماعات الإرهابية"، واتهم معارضي الأسد بالانسحاب من المباحثات.

*نقص الغذاء والمياه

يقول أطباء يعملون على جانبي الحدود السورية التركية إنهم يستقبلون أعداداً كبيرة من الجرحى بسبب الغارات الجوية التي تقول موسكو إنها لا تستهدف سوى مقاتلين إسلاميين بينما تقول دول غربية إنها سببت خسائر واسعة بين المدنيين. وقال محمود مصطفى وهو مدير نقابة الأطباء السوريين الأحرار لـ"رويترز" في غازي عنتاب بتركيا "نحن نشهد ما نطلق عليه إصابات متعددة الأضرار بسبب القنابل والأسلحة الثقيلة المستخدمة... هناك حالات حروق والكثير من حالات البتر والإصابات الداخلية". 

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الفرنسية التي تدير ست مستشفيات في سورية وتقدم المساعدة لأكثر من 153 منشأة في مختلف أنحاء البلاد إن المسعفين في المنطقة أجبروا على النزوح للنجاة بأرواحهم. وقالت موسكيلدا زانكادا مدير مهمة أطباء بلا حدود في سورية "مرة أخرى نشهد حصار المنشآت الصحية". 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تقدم المياه إلى حلب لأن شبكة المياه بالمدينة لم تعد تعمل، لكنها أشارت إلى انقطاع بعض الطرق التي تمر عبرها المساعدات. وقالت ماريان جاسر رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سورية في بيان من حلب "درجات الحرارة منخفضة للغاية وبدون إمدادات مناسبة من الطعام والمياه والمأوى يحاول النازحون العيش في ظروف محفوفة بالمخاطر".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء إن 500 شخص على الأقل قتلوا من جميع الأطراف خلال المعارك بمحافظة حلب منذ بداية هجوم للجيش السوري والقوات المتحالفة معه في أوائل فبراير شباط. وقال المتحدث باسم أطباء بلا حدود سام تايلور إن مستشفيات المنظمة في سوريا لم تتعرض للقصف لكن مستشفيات اخرى كثيرة تعرضت. وأضاف "من التقارير التي نتلقها من منشآت تدعمها اطباء بلا حدود فإن غالبية المستشفيات تعرضت لأضرار أو لدمار جراء الهجمات الجوية". وتابع "نشهد منذ أسبوعين إلى ثلاثة منشآت تتعرض للقصف في الجنوب وفي الشمال". فابيوس يشكك في الالتزام الأميركي قالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن يوري أوشاكوف المساعد بالكرملين الأربعاء إن العاهل السعودي الملك سلمان يعتزم زيارة موسكو في منتصف مارس اذار. وقالت الرياض الثلثاء إنها مستعدة للالتزام بإرسال قوات خاصة إلى سوريا إذا نشر التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة قوات برية لقتال داعش.

وقال معارضون تدعمهم السعودية إنهم سيذهبون لميونيخ لكنهم لن يذهبوا إلى مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في وقت لاحق هذا الشهر إلا إذا توقف القصف الروسي على مواقعهم وسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وقال رياض حجاب منسق المعارضة السورية إنه يجب على الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى إجبار روسيا على وقف قصف المدنيين. وأضاف أنه حري بالولايات المتحدة وأصدقاء الشعب السوري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يقولوا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن هذا يجب أن يتوقف.

وعلى الأرض يقول معارضون إنهم الآن يقاتلون من أجل البقاء. وقال زكريا قرشلي القيادي في كتيبة تركمانية تعمل ضمن الجبهة الشامية، إن رجاله يواجهون هجمات من ثلاثة محاور هي داعش في الشرق والقوات الحكومية في الجنوب والأكراد في الغرب. وأضاف لـ"رويترز" من منطقة قرب معبر أونجو بينار إن الموقف العسكري بالغ السوء على الأرض، وإن الطائرات الروسية تقصف مواقع قواته من الجو بينما يهاجمها الإيرانيون والقوات الحكومية براً. وقال أيضاً إن الطائرات الحربية الروسية تقوم بمئات الطلعات كل يوم، وإن شمال مدينة حلب مطوق. لكنه قال إن الطرق القادمة من محافظة إدلب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدينة لا تزال مفتوحة.

وقال سالم المسلط المتحدث باسم المعارضة السورية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قادر على وقف الهجمات الروسية. وأضاف ل"رويترز" قائلاً "إذا كان (أوباما) يرغب في إنقاذ أطفالنا فهذا هو وقت قول (لا) لتلك الغارات على سورية". وتريد المعارضة أسلحة مضادة للطائرات حتى تتمكن من إسقاط الطائرات الروسية التي تنفذ حملة قصف عنيف على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة. لكن الداعمين الغربيين والعرب للمعارضة يرفضون تقديم مثل هذه الاسلحة خشية ان يستولى عليها تنظيم داعش ويستخدمها ضد طائراتهم التي تنفذ ضربات جوية ضد التنظيم.

وشكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بدوره في مدى إلتزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية. وقال فابيوس للصحافيين "هناك غموض يكتنف المشاركين في التحالف... لن أكرر ما قلته من قبل بشأن الخطة الرئيسية للتحالف... لكننا لا نشعر أن هناك التزاماً قوياً بتحقيق ذلك".

وحدد مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميتسورا يوم 25 فبراير/ شباط موعداً لعقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف. لكن في أقل من أسبوعين تسبب تقدم القوات الحكومية السورية وحزب الله والميليشيات الشيعية التي توجهها إيران - وكلها مدعومة بضربات جوية روسية- في اختلال ميزان الحرب. وحوصر مقاتلو المعارضة داخل حلب المقسمة الآن بين الحكومة والمعارضة. وقال دبلوماسي غربي لرويترز "سيكون من السهل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار قريباً لأن المعارضة كلها ستكون قد ماتت... هذا وقف إطلاق نار فعال للغاية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:46 ص

      نعم على روسيا ان توقف قصف المدنين في سوريا
      ودخول القواة العربية لردع داعش والنظام وايران وملشياتهم

اقرأ ايضاً