العدد 4911 - الثلثاء 16 فبراير 2016م الموافق 08 جمادى الأولى 1437هـ

ولايزال البحث عن «الفقر» جارياً

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يُعدُّ موضوع الفقر في البحرين من القضايا الحساسة والجدلية، ففي ظل قناعة الشارع العام والمؤسسات الأهلية المختلفة بوجوده مع تقلص مساحة الطبقة الوسطى، فإن الجهات الرسمية «تنكر» ذلك وتتمسك بمفهوم «الفقر النسبي».

البحرين تفتقر إلى تعريف واضح لخط الفقر، فيما هو مؤكد أن المقياس الدولي لخط الفقر، أي نسبة السكان الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم، غير صالح للبحرين، وأن الإطار العام للأهداف الإنمائية للألفية يتطلب من البلدان المعنية أن تستخدم خطوط الفقر الوطنية وليس المقياس الدولي من أجل رصد التقدم بالنسبة إلى هذا الهدف المحدد.

مؤخراً، كشف وزير العمل والتنمية الاجتماعية عن أن وزارته تعمل حاليًّا على البحث عن بيوت خبرة ﻹجراء دراسة حديثة يتم بموجبها اعتماد خط جديد للحد اﻷدنى المعيشي او ما يسمى عالميّاً «خط الفقر»؛ بما يتوافق مع متطلبات اﻷفراد واﻷسر التي تستحق المساعدة الاجتماعية بما يوفر لها الحياة الكريمة.

حديث الوزير، وسعي الحكومة إلى اعتماد «خط الفقر» ليس جديداً، بل تجاوز عمر ذلك أكثر من عشر سنوات من التصريحات والوعود والبيانات وحتى المؤتمرات الصحافية، لكن دون فائدة.

ما هو معتمد حاليّاً، بحسب الوزير، يعود إلى دراسة قام بها مركز البحرين للدراسات والبحوث في العام 2003، إذ حددت تلك الدراسة «خط الفقر» بـ 56 دينارًا للفرد الواحد؛ و337 دينارًا للأسرة المكونة من 6 أشخاص فما فوق.

تصريح وزير العمل والتنمية الاجتماعية الجديد يتناقض مع تصريح وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة، فالوزير الحالي يتحدث عن بحث الحكومة عن بيوت خبرة ﻹجراء دراسة حديثة يتم بموجبها اعتماد خط جديد للحد اﻷدنى المعيشي أو ما يسمى عالميا «خط الفقر»، فيما كانت وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة في العام 2007 أعلنت قرب إعلان «خط الفقر» في البحرين، إذ كشفت الوزيرة خلال مؤتمر صحافي عقدته في نادي المراسلين في (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2007) بمناسبة اليوم العالمي للفقر عن قرب إعلان البحرين خطّاً بحرينيّاً لمستوى الفقر بالتعاون مع البنك الدولي الذي يعد دراسة خاصة بمستوى الفقر في البحرين.

هناك دراسة، وهناك خطة، وهناك عمل قائمة منذ عشر سنوات تقريباً، ومع ذلك خرج الوزير الجديد المعني بالتنمية الاجتماعية ليتحدث مجدداً عن البحث عن بيت خبرة جديد لدراسة جديدة، ما يعني مصاريف وتكلفة جديدة، وضياع أموال على دراسات سابقة وبيوت خبرة لم يستفد منها من قبل، فلماذا؟

الواضح أنه لا يوجد تخطيط في مؤسسات الدولة، ولا تنسيق، ولا عمل مهني يقوم على أسس واضحة، فكل وزير يأتي لينسف عمل الوزير الذي يسبقه، ما يكلف الدولة الكثير من الأموال المهدورة، التي يمكن الاستفادة منها على أقل تقدير في رفع معاناة أسر بحرينية ضمن الأسر المحتاجة.

وزير العمل والتنمية الاجتماعية الحالي يؤكد في رده على سؤال برلماني أن الحكومة وبالتعاون مع البنك الدولي أجرت دراستين حول الحد اﻷدنى للمعيشة في البحرين في العامين 2008 و2010؛ «وقد تمت مناقشة هاتين الدراستين مع اللجنتين الماليتين بمجلسي النواب والشورى؛ إلا أن الحكومة لم تتمكن من اﻷخذ بالنتائج وتنفيذها». وهو ما يعني أن الحكومة تبحث من جديد عن بيوت خبرة لإعداد دراسات جديدة، فلماذا لم تأخذ الحكومة بنتائج دراستين سابقتين للبنك الدولي في 2008 و2010؟

ما هو مؤكد أنه لا يوجد في البحرين من يعيش بأقل من دولار وربع يوميّاً، وهو المقياس الدولي لخط الفقر (الفقر المدقع)، لكن في البحرين أيضاً، وبحسب الجهات الرسمية توجد 15 ألفاً و225 أسرة تستفيد من مساعدة الضمان الاجتماعي، وأن عدد الأسر التي لا تمتلك مصدر دخل يبلغ 7981 أسرة تقريباً غالبيتهم أفراد مسنون، وذلك بحسب تصريحات وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة في (أكتوبر 2015).

هناك أكثر من 15 ألف أسرة محتاجة مسجلة ضمن صندوق الضمان الاجتماعي (وهم فقراء بالمصطلح العام) بحسب ما هو معمَّم من قبل الجهات الرسمية في (أكتوبر2015).

الحكومة بدأت منذ العام 2006 بالتعاقد مع البنك الدولي لوضع دراسة لتحديد خط الفقر في البحرين، ومع ذلك أكملنا العام العاشر على تلك الخطة التي لم ترَ النور بعد لوضع خط فقر بحريني واضح، بل لاتزال الحكومة تبحث عن بيوت خبرة لوضع دراسة لتحديد «خط الفقر»!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4911 - الثلثاء 16 فبراير 2016م الموافق 08 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:24 م

      ما يحتاج وضع خط للفقر ....
      على الحكومه توفر وظائف للخريجين.. تقليل البطالة
      على الحكومة توفير بيوت إسكان. .

    • زائر 16 | 3:33 ص

      عشان مبلغ بسيط يتم قطع الشؤون

      انا مطلقة ولا اعكل ولدي دخل من تقاعد والدي100 دينار وكان الشؤون يمشون لي لما اكتشفو تم قطع الشؤون عني هل هذا المبلغ 100 استطيع ان ادفع به الإيجار والكهرباء والماء ومصاريف الحياة الثانية اي قانون هذا ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الوضع جدا صعب

    • زائر 13 | 1:46 ص

      ..

      لا تحسبن الموت موت البلى * فإنما الموت سؤال الرجال
      كلاهما موتٌ ولكن ذا أعظم من ذاك لذل السؤال

    • زائر 12 | 12:59 ص

      عرضا

      عن هدر ميزانيات لخط فقر في البلد ومؤتمرات قَص حجم البطالة بين الشباب والضياع والهدر وتمكين الأجنبي ستدرك بأننا دون الفقر والحرمان والجوع والعوز من قلب محروق ومحروم من العلاج وإجازة المرض

    • زائر 11 | 12:10 ص

      رواتبنا ياجماعة ٣٠٠دينار واحنا جامعيين او عدنا أسر واولاد والدينار ما يطلع الا بالمر مع القطاع الخاص والديره فيها الخير لكن مشكلة هالخير ما يتوزع بالعدل وبالتالي نشوء الطبقية الفاحشة في المجتمع وصدق الامام علي عليه السلان يوم قال ما رأيت نعمة موفورة الا والى جنبها حق مضيع..اتقوا الله في الناس الا تكرف من الصبح الى الليل في القطاع الخاص عشان راتب ابرخص الترااب في هالزمن

    • زائر 10 | 12:07 ص

      هي جت على الخطط والمشاريع
      ترى حتى الموظفين، كل وزير يمشي وحاشيته معه

    • زائر 9 | 12:06 ص

      كل وزير يأتي لينسف عمل الوزير الذي قبله
      هذه هي النظرية الادارية المعمول فيها في البحرين

    • زائر 7 | 11:42 م

      حسبي الله

      أنا متزوج وعندي ولدين أثنين وزوجتي ما تشتغل وراتبي 250 وما تنزل لي بدل السكن لأن ما كملت خمس سنوات وساكن في إيجار شقة أدفع 120 ويوم رحت للتنمية قالوا ما يصير ! يقولون راتبك لازم أقل من 224 ! أغلب الأشهر أستلم بس 220 دينار بسبب التأخير من الزحمة ! الله كريم والله يصبرنا !

    • زائر 15 زائر 7 | 2:05 ص

      ..

      انه عزوبي وراتبي 320 ومايظل منه شي .كود في هالفلوس .

    • زائر 6 | 11:09 م

      هدهد

      كل الوزارات بلا تخطيط فا مدار العمل تحكمه الرغبات والاهواء فا وزارت التربية تتخبط وتدار با التعسف في القوانين ولنا في التمديد مثال من تقطيع بل زوال التمديد وكذا وزارت الصحة حدو النعل بالنعل وكذا سائر الوزارات ،،، اقول هل جننتم

    • زائر 5 | 11:03 م

      مشكلتنا مع الصبر لأن معظم الفقاره يشربك روحه بالديون وبعدين يصيح يااخي استخدم عقلك ويتصلح حالك لايفلح من يحارب الله

    • زائر 8 زائر 5 | 12:06 ص

      ..

      مشكلتنا اشكالك،، الي في يعيش في هالييرة و ما يتسلف ينشك في امره

    • زائر 14 زائر 5 | 2:04 ص

      كلامك عدل.

      وماعليك من التعليق اللي تحتك .

    • زائر 4 | 10:56 م

      سيارتي عقار وما نجحت في الفحص و مامستطيع أشتري سيارة أخرىوبس ماوصل راتبي 310 دنانير إلاوقطعوا عني 70 دينار الشئون قبل سنتين اللهم إني أسألك البركة في الرزق.

    • زائر 3 | 10:20 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      اللي أيده في الماي غير اللي في النار

    • زائر 2 | 10:12 م

      الكاسر

      الفساد وهدر الأموال من غير حسيب ولا رقيب

    • زائر 1 | 9:18 م

      الحل هو تعيين وزير الفقر. دبي لم تجد اي نقص في حكومتها فاستحدثت منصب جديد وهو وزير السعادة، ونحن بأمس الحاجة الى شخص فقير يعمل كوزير للفقر.

اقرأ ايضاً