العدد 4914 - الجمعة 19 فبراير 2016م الموافق 11 جمادى الأولى 1437هـ

المعارضة السورية تدعو روسيا لوقف «عدوانها» أولاً

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

رأت المعارضة السورية موقف روسيا السلبي من مواقف رئيس النظام السوري بشار الأسد٬ كما عبر مندوب موسكو في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين٬ أنها لا يتمّتع بالمصداقية مع استمرار العدوان على سوريا، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم السبت (20 فبراير/ شباط 2016). غير أنها٬ في الوقت عينه٬ اعتبرت أن موسكو تحاول بهذه التصريحات «بعث رسالة مزدوجة للأسد وللأطراف الأخرى المعنية بالملف السوري٬ للقول إنها جادة في مساعيها لإيجاد حل لكن ليس إلى حد طموحات الأسد الذي يريد من خلالها فرض شروطه».

عضو الائتلاف الوطني السوري سمير نشار٬ الذي حاور «الشرق الأوسط» قال معلًقا: «زادت ثقة الأسد بنفسه كثيراً منذ بدء الحملة العسكرية الروسية في سوريا وتحقيق قوات النظام وداعميها مكاسب على الأرض٬ علماً بأن موسكو تعرف جيداً أن تدخلها هو فقط كان بهدف عدم انهيار النظام وليس إعادة سيطرته على كامل سوريا».

ورأى النشار أنه وفي ظل تمّسك المعارضة بموقفها الرافض للعودة إلى المفاوضات ما لم تتحقق شروطها المتعلقة بالإجراءات الإنسانية٬ إضافة إلى رفضها القبول ببقاء الأسد في السلطة٬ يحمل الانتقاد الروسي في طياته أيضاً رسالة إلى المعارضة ودعوتها إلى طاولة المفاوضات. ومن جهة ثانية٬ اعتبر نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة أن التصريحات الروسية الأخيرة حول موقف نظام الأسد من المفاوضات والانتقال السياسي «لن تتمتع بالمصداقية مع استمرار العدوان على سوريا٬ وخصوصاً في ريف حلب الشمالي».

ورأى مروة أن أقوال الأسد هي تأكيد لموقفه المتعنت من رفض العملية السياسية واستخدام حلفائه٬ في محاولة لإعادة إنتاج شرعيته المتبددة٬ وتنسجم في الوقت ذاته مع الأفعال العدوانية الروسية٬ على امتداد سوريا٬ من قصف للمشافي والمدارس واستهداف مباشر للمدنيين.  وأكد أن روسيا «إذا كانت تعتبر نفسها شريًكا في عملية الانتقال السياسي٬ فلتوقف عدوانها على سوريا٬ ولتوقف قصفها للمدنيين٬ أما أن تقدم مجرد تصريحات صحافية باهتة بينما هي تمعن في عدوانها ضد المدنيين فهو أمر يصعب معه تصديق أنها شريك في الحل السياسي». ما يذكر أن تشوركين قال لصحيفة «كومرزانت» الروسية إن «روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الأزمة٬ سياسًيا ودبلوماسًيا٬ والآن عسكرًيا٬ وبالتالي نريد بالطبع أن يأخذ بشار الأسد هذا بالاعتبار٬ واصفا كلامه بأنه يعكس (وجهة نظر شخصية)». وأضاف أن موقف الرئيس السوري «لا يتوافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا». وتابع: «إذا واصلوا على أساس أنه لا حاجة إلى أي وقف لإطلاق النار٬ وأنهم بحاجة للقتال من أجل نصر نهائي٬ فسيستمر هذا النزاع فترة طويلة جًدا٬ ومن المروع تخيل ذلك».

وكانت روسيا٬ قد شاركت خلال الأسبوع الماضي في اجتماع ضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتركيا ودولاً عربية في ميونيخ٬ وتقرر خلاله «وقف الأعمال العدائية» في سوريا خلال أسبوع٬ لكن المهلة انقضت من دون أن يكون في الإمكان تنفيذ الاتفاق على الأرض. كذلك اتفقت مجموعة الدعم الدولية لسوريا المؤلفة من 17 بلًدا في ميونيخ على مواصلة السعي إلى حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ خمس سنوات٬ الذي حصد أكثر من 260 ألف قتيل٬ والتركيز على وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن المناطق الذي يتسبب بمجاعة واستئناف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين.

ولكن في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية٬ خلال الأسبوع الماضي٬ تعهد الأسد استعادة كامل أراضي سوريا. وقال رداً على سؤال حول قدرته على استعادة الأراضي السورية كافة «سواء كان لدينا استطاعة أو لم يكن٬ فهذا هدف سنعمل عليه من دون ترّدد».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً