العدد 4914 - الجمعة 19 فبراير 2016م الموافق 11 جمادى الأولى 1437هـ

"قانون هانت" يهدد بهجرة الأطباء المبتدئين من بريطانيا

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

كشفت إحصائية بريطانية عن تضاعف عدد الأطباء المبتدئين الذين تقدموا بطلبات للعمل في الخارج قائلة بأن نسبتهم فاقت الألف في المائة٬ هذا الشهر عما كان عليه في السابق٬ في الوقت الذي فرض فيه وزير الصحة البريطاني جيرمي هانت عقود عمل جديدة عليهم٬ تتضمن شروطا اعتبروها مجحفة وقاسية في حقهم ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم السبت (20 فبراير / شباط 2016).

وطلب نحو 300 طبيب مبتدئ مغادرة البلاد بعدما فرض هانت هذه الخطوة الخميس الماضي وحده٬ في حين أشار المتحدث باسم المجلس الطبي العام في المملكة المتحدة اندي ايغورث لـ«الشرق الأوسط» أمس٬ أن «المجلس منح 1333 شهادة حالة مهنية (يحتاجها الأطباء للعمل في الخارج) منذ بداية 2016.

بينها 803 طلبات في فبراير (شباط) الحالي. وطلب 298 طبيبا الحصول على هذه الوثيقة المهنية الخميس الماضي٬ وهو اليوم الذي أكد هانت أنه سيفرض عقد عمل جديدا».

وحذر ايغورث أن «هذه الطلبات تشير إلى أن عددا كبيرا من الأطباء قد يفكرون في مغادرة البلاد». ويتكبد دافعو الضرائب البريطانيون نحو 300 ألف جنيه إسترليني في تدريب طبيب مبتدئ واحد٬ وهو ما يعني أن الأطباء الذين تكلف تدريبهم نحو 400 مليون جنيه إسترليني منذ بداية ٬2016 اتخذوا خطوات فعلية في سبيل الهجرة.

وتعتبر شهادة الحالة المهنية٬ إقرارا من المجلس الطبي العام بالمملكة المتحدة بعدم وجود دعاوى قضائية ضد الطبيب المتقدم بالطلب. وتعمل الحكومة البريطانية حاليا على تعديل الأجور المالية للأطباء٬ والتي ستؤدي إلى تقليص رواتبهم نحو الثلث٬ لكن نقطة الخلاف الرئيسية هي الأجر الإضافي الذي يحصل عليه الأطباء المبتدئون في حال عملهم خلال عطلة الأسبوع٬ وما إذا كان ينبغي تصنيف يوم السبت كيوم عمل عادي ضمن الأسبوع.

ووعد زعماء الأطباء المبتدئين «بمواصلة القتال» بعد أن أعلنت الحكومة أنها ستمضي في فرض عقود جديدة عليهم.

وقالت الجمعية الطبية البريطانية بأنها «تدرس كل الخيارات»٬ كما يهدد الخلاف بينهم إلى المزيد من التصعيد. وشهدت طلبات الهجرة خارج المملكة المتحدة ازديادا بعد تولى هنت منصبه كوزير للصحة.

 فمثلا في ٬2015 عندما بدأ النزاع القضائي٬ جرى استصدار 8627 شهادة للأطباء٬ مقارنة بـ4925 في 2014. و5 آلاف طلب في السنوات الثلاث التي سبقت هذا التاريخ. وشكلت الزيادة السنوية عبئا كبيرا٬ إذ تتكبد الدولة نحو مليار جنيه إسترليني سنويا لتدريبهم قبل أن يتجهوا للهجرة.

ومن جهتها٬ رفضت الجمعية الطبية البريطانية مشروع الحكومة لتقديم عقود عمل جديدة الأسبوع الماضي٬ بعد ما احتج آلاف حول البلاد وألغت أكثر من 3 آلاف عملية جراحية. وفي ظل الحيرة من عقد الحكومة الجديد٬ هدد الأطباء المبتدئون بمغادرة البلاد أو المهنة في حال استمرت الحكومة في تنفيذ خطتها.

وبحسب الحكومة٬ العقد الجديد سيطور الرعاية الصحية للمرضى في عطلات نهاية الأسبوع. وقالت الطبيبة المبتدئة المختصة في مجال طب الأسرة في مستشفى شمال غربي لندن٬ مريم حسن لـ«الشرق الأوسط»: «أدعم هجرة الأطباء إلى الخارج بسبب الأجور المالية للأطباء وتوظيف الأطباء في عطلات نهاية الأسبوع يعرض حياة المرضى للخطر».

وصرحت الطبيبة المبتدئة عن الطب النفسي٬ تانيا سور لـ«الشرق الأوسط»: «أتحدث نيابة عن الأطباء المبتدئين في المملكة المتحدة٬ وأقول: إن هذا العقد غير آمن وغير عادل لكل من المرضى والأطباء٬ ونحن نشهد وقتا لا قيمة لجهود الأطباء وعملهم الإنساني٬ وهذا دفعهم للعمل في خارج البلاد».

وحذرت الكلية الملكية للأطباء أن «العقد الجديد الذي تقدمه الحكومة سيخلق مشاكل لتوظيف العدد الكافي من الأطباء في المستقبل»٬ وأكدت الهيئة التي تشرف على جوانب التدريب والمعايير السريرية أنها «صدمت» في قرار التغييرات. ورغم أن الحكومة عرضت على الأطباء المتدربين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي٬ زيادة الأجور بنسبة 11 في المائة٬ لأي راتب يبدأ من 23 ألف جنيه إسترليني سنويا٬ فإن ذلك كان مقابل خفض بنسبة 25 في المائة في الساعات الإضافية التي يقول المضربون إنها تشكل ما يصل إلى 50 في المائة من دخلهم الشهري.

وفي سياق متصل٬ كشفت أول من أمس إحصائية لوكالة الأنباء «برس اسوشيشن» البريطانية أن أكثر من ألف مريض عانوا من أخطاء طبية خطيرة في قطاع الصحة البريطانية خلال الأربع سنوات الماضية.

وشملت هذه الأخطاء من نسيان الأطباء أدوات طبية٬ من بينها ملاقط طبية في أجساد المرضى إثر العمليات الجراحية٬ وأن بعض المرضى يخضعون لعمليات في أجزاء خاطئة من أجسادهم. وأشارت الإحصائية إلى 245 خطأ طبيا في بريطانيا من أبريل (نيسان) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2015 وعن 306 أخطاء طبية من أبريل 2014 إلى مارس (آذار) ٬2015 وعن 338 خطأ طبيا من أبريل 2013 إلى مارس ٬2014 وعن 290 خطأ طبيا من أبريل 2012 إلى مارس 2013.

 ومن جانبه٬ صرح المتحدث باسم القطاع الطبي مايك فوريستر لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك 4.6 مليون مريض يدخل المستشفيات كل عام٬ وعلى الرغم من الإجراءات الصارمة التي وضعت في مستشفيات بريطانيا٬ في مناسبات نادرة٬ هذه الحوادث تحدث».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً