العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ

“... تجاوزت الخمسين من العمر ومازلتُ على أمل مجيء النصيب”

من الصعب أن تطلب من امرأة "عانس" أن تكتب معاناتها على سطور لا تعرف كيف سيكون حبرها.. هل من مداد القلب أم من الدموع؟ لكن إحداهن (وافقت) و كتبت لـ "بيللا" هذه الأسطر، لا لاستدرار العاطفة، ولكن لإيصال رسالة إلى المجتمع:

تجاوزت الخمسين من العمر ومازلتُ على أمل مجيء النصيب.. لم أفقد الأمل أبدًا فأنا مؤمنة بأن الله سبحانه وتعالى قدر لنا كل شيء في حياتنا وثقتي كبيرة في رحمة الله جل وعلا.. لم يغب عن أمنياتي ذلك الحلم الذي يراود كل فتاة.. زوج صالح وبيت صغير وأطفال وأسرة سعيدة تكون هي مملكتي، فقد تزوج كل إخوتي الذكور والإناث ما عداي، وبقيت أرعى والدايَّّ الطاعنين في السن حتى توفاهما الله.

في الحقيقة، كنت أسأل نفسي :"هل أنا عانس؟ هل دخلت تحت طائلة وصف العنوسة؟"، ثم مع تقبلي الداخلي بأنني إحداهن فعلًا.. واحدة من عشرات وربما المئات وربما الآلاف والملايين من النساء العوانس في العالم، لكنني، أنا وهم جميعًا، بشر.. لابد أن نحترم إنسانيتنا ونتقبل واقعنا ولا ننقطع عن الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يغير حالنا ويرزقنا ما يصلح شأننا.. كانت بارقة الأمل تلوح عندما تقدم لخطبتي رجل، لكن إخوتي رفضوه فكانوا يأملون في أن يتقدم لي زوج أكون أنا زوجته الأولى.. وليست الثانية أو الثالثة أو الرابعة، كانت الفكرة مقبولة بالنسبة لي، لكن مع تقدم العمر، كنت مهيئة لأن أكون (ضرة).. لا بأس بأن أكون حتى الرابعة.

تقدم آخر، فقبلت دون تردد ووافق إخوتي كذلك.. كان رجلًا ميسورًا في الستين من العمر لكنه كان بصحة جيدة، وعلاقته مستقرة مع زوجاته الثلاث، ولست أجد مانعًا من الاقتران به وبالفعل.. تزوجنا وعشت معه ثلاثة أشهر حتى تغير فجأة! لا أدري ما السبب في ذلك، مع أنني لم أجد منه طوال تلك الفترة إلا حسن المعاملة والطيبة، وحتى العلاقة مع زوجاته الثلاث وابنائه كانت طيبة، ويومًا بعد يوم، شعرت بإهماله الكبير لي، حتى أنه كان يقضي أيامًا دون أن يتصل بي على أقل تقدير.. سألته عن السبب في ذلك، لكنه كان يجيب بعبارة :"مشاغلي.. حياتي هكذا.. لن أقصر معك في شيء.. كل ما تطلبينه تجدينه"، لكنني بلغت مرحلة وجدت فيها بأن الشيء الأهم الذي كنت أبحث عنه ليس موجودًا.. لا أجد حولي رجلًا يملأ حياتي ويشعرني بالأمان.. بدأت مشاعري تكبر رافضةً أن أكون قطعة أثاث.. طلبت منه الطلاق مؤملةً بأن هذا الطلب سيؤثر إيجابيًا في تحسين حياتنا، لكنه وافق على الفور، فما كان لنا إلا الانفصال.

هذه تجربة وانتهت، لكن المفاجأة السارة أن رجلًا آخر تقدم لخطبتي بعد مرور وقت قصير من طلاقي، فقد كان متزوجًا ولديه خمسة أبناء، وجاءت موافقتي سريعة لعل في هذه الخطوة خير.. تمت إجراءات عقد القران، واجتمعنا لمدة أسبوعين كانا من أجمل الأيام في حياتي.. ما زلنا في مرحلة الخطوبة زعمًا.. حتى يتمكن من تجهيز شقة لي، وبعد مضي تلك الفترة التي لم تكمل حتى شهرًا واحدًا.. تحدث معي على انفراد.. قال أن زوجته الأولى علمت بالأمر وظهرت المشاكل في حياته وهو في غنى عنها..وماذا بعد، أنا لست "سلعة رخيصة" حتى تتعرض كرامتي لكل هذا.. أليس هناك مجال لأن نرتب أمورنا؟ غاب فترة، ثم عاد دون تغيير في موقفه.. إذن، لننفصل.. الوداع.

العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً