العدد 4928 - الجمعة 04 مارس 2016م الموافق 25 جمادى الأولى 1437هـ

الائتلاف السوري المعارض يبدأ عملية انتخاب رئيس جديد

انطلقت اليوم السبت (5 مارس/ آذار 2016)عملية انتخابية داخل الائتلاف السوري المعارض، الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقراً له، لاختيار رئيس ونواب له لفترة رئاسية جديدة تمتد لستة أشهر.

وقال مصدر سياسي في الائتلاف اليوم لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن" عملية انتخاب الرئيس جاءت على خلفية مد وجزر بين الكتل السياسية خاصة بعد انسحاب ميشيل كيلو من سباق المنافسة كمرشح قوي، وكذلك خروج مجموعة الإخوان المسلمين من كتلة التجمع الوطني التي كانت الضامن الأبرز لهم". وأضاف المصدر السياسي الذي رفض الكشف عن اسمه أن العملية الانتخابية تقضي بانتخاب الرئيس، والأوفر حظاً حتى الآن هو المرشح أنس العبدة و23 اسماً آخرين هم الأمين العام والنواب الثلاثة للرئيس و19 عضواً للهيئة السياسية".

وأوضح أن "الانتخابات شهدت تسويات سياسية بعد خلافات غير معلنة بين الكتل السياسية وبعد انسحاب كيلو الذي كان هناك اتفاق حول قيادته للائتلاف لكن تغيرات مفاجئة في المصالح وموازين القوى حولت مجرى الأحداث تجاه التوافق على شخص أنس العبدة، وهو إسلامي معتدل كان يقيم في لندن لسنوات طويلة قبل اندلاع الثورة، ويوصف بأنه براجماتي لكنه يفتقر إلى التعمق في الاستراتيجيات".

وكانت الانتخابات قد تأجلت لمدة أسبوع تم خلاله تكليف هيثم المالح بمهام رئيس الائتلاف بصفته رئيساً للجنة القانونية والأكبر سناً بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق للائتلاف خالد خوجة في 27 فبراير/ شباط الماضي. ويواجه الائتلاف تحديات غير مسبوقة منها دوره فيما إذا كان موازياً لدور الهيئة العليا التي مقرها الرياض، أو منافساً لها رغم أن هناك تداخلاً في المهام والعمل السياسي بينهما وفريق من الأعضاء المشتركين في الجسمين السياسيين السوريين الأبرز في المعارضة السورية في الخارج، حيث يخشى الائتلاف أن يكون مصيره كمصير المجلس الوطني الذي تلاشى بعد تشكل الائتلاف.

ويبقى اسم السياسي اليساري التوافقي موفق نيريبية الأقرب إلى أن يكون النائب الأول للرئيس، وهو اليوم يشغل منصب سفير الائتلاف لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ومع نتائج انتخابات الائتلاف اليوم يكون الرئيس الجديد هو الخامس بعد تداول على رئاسته منذ تأسيسه بالترتيب كل من معاذ الخطيب وأحمد الجربا وهادي البحرة وخالد خوجة المقرب جداً من تركيا.

يذكر أن أنس العبدة من مواليد دمشق عام 1967، درس الجيولوجيا في جامعة اليرموك في الاردن، ومن ثم انتقل للعمل في الادارة التقنية في لندن، وكان لفترة ماضية رئيساً "لإعلان دمشق" المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد في الخارج. ويحسب العبدة على التيار الاسلامي المعتدل، وكان عضواً في وفد المعارضة لمفاوضات جنيف الاولى في مواجهة النظام عام 2014، ويمتاز بالبراجماتية والخبرة السياسية من خلال عمله لعقود في المعارضة السياسية. كما أنه كان عضواً في عدة تجمعات معارضة تأسست بعد قيام "الثورة"، وهو أيضاً قبل ذلك أسس في العاصمة البريطانية حركة العدالة والبناء، لكن العبدة يوصف بأنه لا يملك رؤية استراتيجية عميقة رغم أنه مناور سياسي ذكي، ويملك شبكة علاقات سياسية واسعة في الخارج والداخل السوري.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً