العدد 4929 - السبت 05 مارس 2016م الموافق 26 جمادى الأولى 1437هـ

على شُرفَة الوِصال

قصة قصيرة - ضحى عبدالعبَّاس إبراهيم 

تحديث: 12 مايو 2017

ظلامٌ يقتُلُ الأحلام وهَواءٌ يَعصِف بالقُلوب التائهة، كانت تلك الرِياح تَلعبُ بشَعرِهِ الأسود فتُبعِدُهُ عن عَينيه المُتعَبَتين، كان يَشعُرُ بألم يقتِلُ قَلبَهُ المَجروح بسِهام القَدَر ولا أنسى جَسَدَهُ المُرتَعِش من المَجهول. سَمَحَ لقَدمَيه بالسُقوط بين قبرَين مُتقابِلَين كَجَبَلٍ قد تَزَلزَلَ خَوفاً فما كان من دُموعه إلا أن تَنزِلَ في ساحاتِ حَربِ الحياة.

كان يبكي على ما فعلهُ وَيَبكي على قدَرَهُ البائس بلا رجعة وَكيف لا وَروحَهُ تَنزِفُ من فقدان والديه اللذين تُوفِيا بسبب حادثٍ بائس في ظُلمَةٍ قاتِلة!؟

تصارعت أفكارهُ للحظة وبدأ يُفكِرُ فيما سَيفعلهُ وَسَطَ تلك الأجواءِ الحزينة.

ماركوس: "أبي، أمي، آسِفٌ على كُلِ لَحظةٍ لم أحترِمكُما فيها وعلى كل لَحظةٍ لم أستمِع فيها لهمساتكِ الحانية يا أمي وعلى حُلمِكما الذي لم أحاول حتى أن أحقِقَهُ لكما".

أطلق صرخةً من أعماق قلبه وأغمض عينيه ليتذكر كلام والديه حينها "لطالما حلُمنا بأن تتصرفوا كعائلة لثانية واحدة، هذا الكرْه بينكما سيأخذكما إلى الحضيض دون أن تشعرا".

فتح عيناه بإصرار ليطلق قسمه بتحقيق حلمهما ويعيد شملهُ مع أخيه الذي حكم الحقد حياته، ثم غادر تلك المقبرة ليعود إلى منزله وينام في غرفته الهادئة.

صباح يشرق لتشرق معه بداية إصرارٍ جديد وبداية حلمٍ جديد. نهض من فراشه ليبدل ملابسه ويتوجه إلى غرفة والديه ليرفع وسادة والده ويجد ورقة بيضاء فابتسم للحظة، فلطالما كان والده يخبره بأنه سيجد حل مشكلته أسفل هذه الوسادة. فتح الورقة وبدأ القراءة ويا للعجب فقد كان عنوان تلك الرسالة "كيف تعيدُ شملكَ مع أخيك؟!"

شعر للحظة بأن روح والِدهُ تُرافقه لتُساعده على تحقيق ذلك القسم قبل أن يُعيدَهُ ذلك الصُراخ في الأسفل إلى الواقع، فتَنَهَدَ بقُوة وذهب ليرى ما القصة.

- (بغضب): ماركوس، هل اعتقدت بأنك ستأخذ المنزل من بعد والديّ كونَكَ الأصغر؟!
- مابالُكَ أليكس؟

- يجب علينا تقسيم إرث أبي وشركته، فمن المستحيل أن أحتمل وجودك معي!

- سأعطيكَ حِصَتي من الإرث ولكن لديّ شرط.

- وماهو شرطُك؟

- أن تعيش هنا.

فكّر أليكس للحظة فهذا العرض لا يمكن تفويته حتى ولو كان الثمن أن يعيش مع أكثر شخص يكرهه.

  • حسناً موافقٌ يا ماركوس.

وغادر دون أن ينطق بأي كلمة فما كان من ماركوس إلا أن يبتسم بخبث ويهمس"لقد بدأت اللعبة".

ثم ذهب لتجهيز ما سيفعله حتى وقت قدوم أخيه إلى المنزل. وعند وقت الظهيرة كان المكان يعج بنيران الصراع بين أعين هذين الأخوين حيث تشعر بأنك لا تنظر إلى أبناء أبٍ واحد.

ماركوس (بابتسامة): أهلاً أخي، أقدّر لك تعاونك معي.

أليكس: كفاك هراء لم آتِ إلا بسبب شرطك التافه لتتنازل عن حصتك (ثم ابتسم بخبث) كم أتشوق لرؤيتك تتعفن في هذه الدنيا بسبب فقرك.

ماركوس: وأنا ايضاً، أراك عند طاولة الطعام، فأنت تعرف القوانين جيداً

تنهد أليكس بقوة فما كان منه إلا أن يرضخ لما سمعه.

وعند وقت الغذاء كانت طاولة الطعام مليئةً بأنواع الطعام مما لذ وطاب ومن حولها رجلان يقومان بخدمة أصحاب وقت الطعام. كان الأخوان متقابلين وأمام أليكس هدية صغيرة بجانبها وردة حمراء وعليهما رسالة كُتب عليها "من ماركوس".

نهض أليكس وفي يده تلك الوردة ليُلقيها ويقوم بإتلافها برجله.

أليكس: لا تحاول تمثيل دور الطيب معي. وغادر الغرفة غاضباً.

استمر ماركوس بهذه الطريقة لفترة حيث إنه كان يجلب الهدايا ويحاول الاقتراب من أخيه باختلاق المشاكل واللجوء لأليكس وسرعان ما هدأ بركان الحقد في قلب أليكس ليغمره حباَ.

ماركوس: "من الصعب جداً أن نصل إلى النجاح ونحن في طريق البُعد عن عائلاتنا، ومن السهل جداً أن نُغَيرَ زلازِل الحِقد بالمُعامَلة الطيبة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:27 م

      قصة معبرة .. كانت ستكون أجمل لو كانت أحداثها أعمق وأسخن ..
      بوركتِ وللأمام ...

    • زائر 2 | 5:42 م

      جميلة هي القصة ولكن لم استخدام الأسماء الغربية ???
      واصلي طريقك وربي ينور دربك

اقرأ ايضاً