العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ

هل يرجع الزمن؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل يرجع الزمن كما كان؟! وهل نستطيع التعامل مع النّاس كالسّابق؟! وهل المعلومة أصبحت خطيرة لمن يقدّمها ومَن يقرأها؟! ولماذا الخوف من المكاشفة والمصارحة والمصالحة؟! هل «المصالحة» هي بعبع لدى البعض؟! ولماذا؟!

نسمع إشاعات هنا وهناك بأنّ بعض المسئولين يريدون إرجاع النّاس إلى 30 سنة ماضية، والتعامل معهم وفق تلك الحقبة الزمنية، ولا ندري إن كانت الإشاعات صادقة أم لا، ولكننا بالتأكيد نعلم بأنّ الزمن لا يرجع، وأنّ ما تعوّدنا عليه في السابق لا يصلح لأجيال المستقبل.

عندما كنّا صغاراً كنّا نعلم بأنّ الأمر الذي نقوم به صح أم خطأ من نظرة والدينا، واليوم ننظر وونظر وننتظر ولا أحد من الأبناء يفهم ما وراء النظرة، وكذلك نقيس الأمر على الأفراد وعلى الموظّفين وعلى المسئولين في الدولة.

في السابق كان الموظّف يتدرّج في الترقيات، يتعب ويبدع ويحاول القيام بالأفضل من أجل النجاح، ولا نقول إنّ «الواسطة» لم تكن موجودة آنذاك، ولكنّها كانت أقل بكثير ممّا نشاهده اليوم، فاليوم لا يحتاج بعض الموظّفين للترقية، بل هي تصلهم إلى مكانهم في شهور بسيطة، يكفي أن يكون الموظّف خادماً للمسئول خارج الدوام وداخله، فتنهال عليه العطايا والمكافآت والدرجات، ويُساوى بمن يجتهد في عمله ليل نهار.

فقط انصح أحدهم بالعمل الدؤوب واسمع ما سيقوله، لماذا أُتعب نفسي، هناك من لا يعمل «ووصل»؟! أو سيقول: لا تحاتي أنا «مضبّط» المسئول؟! إحباط البعض من المسئولين وتضبيط البعض للمسئولين، ألا يجعلنا أمام أزمة كبيرة في العمل وخاصة العمل الحكومي من أجل الإنجاز والعطاء؟! من يشعر بالظلم وما قصّته وكيف انتهت هذه القصّة؟! ومن استطاع الوصول عن «الوصولية» لكرسي ما أو لوظيفة مرموقة ما أو لدرجة ما؟! نتحدّى من وصل بالطرق الملتوية لمصارحتنا ومكاشفتنا أمام الجميع!

هي أمور نشاهدها ونشهدها ونشهد عليها، ولكنّها محظورة عندما نتحدّث عنها، محظورة جدّاً، فأوّل الطريق كيف علمت بأنّ هذا الموظّف غير كفؤ ووصل، وآخر الطريق لديك شكوى بالقذف والسب و «التبلّي» على النّاس! وبين هذا وذاك أين حق الدولة علينا؟! فهل من حقّها علينا الالتواء على القانون أم الاهتمام التدرّج الوظيفي أم نقول بأنّ ليس هذا شأننا بل هو شأن الدولة؟!

شأن الدولة هو شأننا ذلك لأنّ حب الدولة لا يتجسّد في السكوت على المرتشين والفاسدين والوصوليين، بل دور كل مواطن عدم قبول الخطأ، وحق كل مواطن موظّف الاتّجاه إلى القنوات الرئيسية من أجل التظلّم والحصول على حقّه! ولكن كيف يستطيع المواطن الحصول على حقّه في ظل وجود «عصابات وصولية»، فهو لا يستطيع تحدّيهم ولا يقدر لوحده مواجهتهم، وإن واجههم لا محالة واحد من أمرين، إما الخروج أو الدخول في مشكلات لا حصر لها.

لا يرجع الزمن، والشريف الذي يحب وطنه لا يبلع المرّة، ولا يقبل بما يحدث، ولا يرضى أن يصل أحدهم إلى أي مركز من دون خبرة ولا سنوات تشهد له، فالصحيح هو التدرّج، وإن ابتعدنا عنه فقدت المؤسسة - أي مؤسسة - توازنها في العدالة الاجتماعية، وعندها تخسر المؤسسة الكثير ولا تنتج كالسابق.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4931 - الإثنين 07 مارس 2016م الموافق 28 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 11:16 ص

      وأنت وش دراك

      ممكن تخبرنا

    • زائر 17 | 8:09 ص

      لا يمكن أن يختلف إثنان على أن الباطل باطل والحقّ حق!!
      فمن باع ضميره كمن باع نفسه إلى جهة مجهولة لا يعرف إلى أين؟ فلا منجى ولا ملجأ من اللــــــه إلّاب الرجوع اليه! فلذا يقال إنا لله وإنا إليه راجعون والعاقبة للمتقين ... وهل للوقت إمكانية لإرجاع عقارب الساعة؟؟

    • زائر 12 | 5:14 ص

      المشكله حتى الاجانب فهمو الوضع و يحابون اصحاب الواسطات و عيالهم عشان يتمون في الديره و يعيشون من خيرهه .. ناس شايله الشغل و ناس تتكرم و تترقى خلال بضع شهور وبعدهه بفتره يتوظفون حوانهم وعيال عمهم و بنات الخالات وكأن البحرين تخلو من العاطلين ماعدى هالعايله ... بالله عليكم مدير في شركة حكومية موظف عياله اربعتهم واهمه شهادات ثانويه !!!!

    • زائر 11 | 3:18 ص

      الزمن سيعود لكن للأسوء

      لان السراق والذين لا يملكون الضمير قد زادو بشكل غير طبيعي وأبناء البلد قد زج بهم بالسجون وأخذ محلهم من ليس لهم حق بذلك والحقوق قد سلبت والقوانين أصبحت بشخطة قلم من الأعلى والتجويع منتشر ومستمر فتوقعو الأكثر سؤا ملامح البلد قد ضاعت مع الهويات الجديدة المنتشرة
      لك الله يا وطني

    • زائر 10 | 3:15 ص

      هل يرجع الزمن

      رد على رقم 5 شكرًا لك رقم 5 الزمن لن يعود خراج ولم يعد ذالك الزمن الجميل والذي بالفعل زمن التسامح زمن المصالحه زمن المحبه بين الناس وأفضل كلمه زمن العفويه وأتانا زمن الاطهاد زمن الحرمان زمن الإعتقال زمن القشف زمن النفاق زمن المصلحه زمن التغديه الفاسده والعقول الفاسده لن يعود حتى يرجع لنا المهدي والعداله

    • زائر 9 | 2:57 ص

      للاسف الموظفين في الوزرات مقسمين لقسمين قسم تسند لهم الاعمال فقط دون حتى كلمة شكر أما الترقية فهي تصل لمستوى الوهم والخيال وقسم تسند لهم الترقيات فقط دون أدنى عمل وبعضهم يجي يبصم الصبح ويمشي ويرجع الظهر الساعة 2 ويبصم وهو ماشي ويحصل بشكل سنوي على ترقية اضافة للحوافز والسفرات ... الامر اصبح شاهر ظاهر بل ويتم التفاخر به امام الجميع

    • زائر 8 | 1:38 ص

      الكاسر

      صار لي ١٥ سنة اعمل بوزارة واحمل شهادة بكالوريوس ولم اترقي وتم توظيف شخص .... وصار ليه سنتان وتم ترقيته
      الواسطة والمحسوبية هي من تحدد

    • زائر 18 زائر 8 | 8:12 ص

      تبي تقول لي 15 سنة تشتغل وماحصلت على درجة؟؟ ودي أصدق بس وايد قوية

    • زائر 23 زائر 8 | 11:56 ص

      ..

      شنهي وظيفتك ؟

    • زائر 7 | 1:15 ص

      يا مريم
      لن يتغير الحال وهناك من يمجد ويحب الفساد ويدافع عنه لن ينصلح الحال وهناك من يكتب ليل نهار عن مكون اصيل في البلد بكل ما للكلمات من بذاءة ، لن ينصلح الحال وهناك من هو مغبون مقموع حتى من الكلام والرد على البذاءات التي تشتمه يوميا ، الشاتم يحمى ومن يرد الشتيمة يسجن بوشاية ، يا مريم الناس تغلي ولا احد يصغي لها والرد دائما ان لم تسكت فستذهب خلف الشمس والواشون كثر واكثرهم من اخوانكم في المهنة .

    • زائر 15 زائر 7 | 6:12 ص

      لاتصير عاطفي زيادة عن اللزوم

      إحنه عايشين وياك في البلد ونعرف مين اللي يشتم الآخر ليل نهار دون خجل ولا وازع من دين أو أخلاق أو ضمير، لا تحاول قلب الامور علي ظهرها، هذي الإسطوانه المشروخه ما عاد لها لزوم لاهي تأثر في أحد لأن الحقائق صارت واضحه للجميع .

    • زائر 5 | 11:47 م

      اذا كنت تحبّ الدولة فعليك السكوت على الفساد والظلم وكلّ ما تراه عينك من تخريب وتدمير وسرقات ورشاوي .
      اذا كنت تحبّ الدولة فعليك ان تضع لسانك في لهاتك وتخرس عن النقد والانتقاد وان ترى كل شيء عدل ومضبوط.
      اذا كنت تحبّ الدولة فما عليك إلا أن تقنع نفسك كرها بأنك تعيش في بحبوحة من العيش وأنه أحسن من كده ما فيش.
      اذا كنت تحبّ الدولة فيجب ان لا تقارن وطنك بأي بقعة من بقاع الأرض

    • زائر 4 | 11:34 م

      روى الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال:
      ((إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظر الساعة, قال: كيف إضاعتُها يا رسول الله؟ قال: إذا أسندَ الأمْرُ إلى غير أهله, فانتظر السَّاعة))

    • زائر 3 | 10:47 م

      المتغيب والمتاخر يحصلعلي ترقية

      هذا الوضع فية من يحصل الترقية والحوافز هم اليوم طلعنة تقاعد والسبب ما جي من موظفين لم يعملو عشر سنوات اچوفهم اليوم مراكز متقدمة في العمل خسارة ٣٥ سنة من التضحية بالنهوض واليوم يفلتونة بدون حقوق التقاعد حرمونا

    • زائر 19 زائر 3 | 8:13 ص

      لم تحصل على ترقية وحصلها غيرك بسبب إن أداءه الوظيفي أفضل منك بمراحل, لا تلقي اللوم على غيرك

    • زائر 2 | 10:15 م

      آي عدالة انتهت العدالة وأصبح التملق والنفاق سلم الترقيات النفتوح

    • زائر 1 | 6:45 م

      مكتوب التاريخ ٠١ يناير ١٩٧٠م الموافق ٢٨ جمادى الأولى ١٤٣٧ ههههه

اقرأ ايضاً