العدد 4932 - الثلثاء 08 مارس 2016م الموافق 29 جمادى الأولى 1437هـ

الرباط: بان كي مون "تخلى عن حياده وموضوعيته" خلال زيارته للمنطقة

حملت الرباط الثلثاء (8 مارس/ آذار 2016) بشدة على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى المنطقة في نهاية الاسبوع الماضي، متهمة إياه بـ"التخلي عن حياده وموضوعيته" وبالوقوع في "انزلاقات لفظية" لا سيما بوصفه الصحراء الغربية بأنها أرض "محتلة".
وقالت الحكومة المغربية في بيان إنها "تسجل بذهول" استخدام الأمين العام "عبارة (احتلال) لوصف استرجاع المغرب لوحدته الترابية"، مؤكدة أن "هذا التوصيف يتناقض بشدة مع القاموس الذي دأبت الأمم المتحدة على استخدامه فيما يتعلق بالصحراء المغربية". وأضافت أنها تبدي "اندهاشها الكبير للانزلاقات اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي، بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة".

وكان الأمين العام الذي زار السبت مخيماً للاجئين الصحراويين قرب تندوف، قال بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية إنه يتفهم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه". وأضاف البيان المغربي أن الرباط تعبر عن "احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام الأممي حول قضية الصحراء المغربية"، مؤكداً أن "هذه التصريحات غير ملائمة سياسياً، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن". وشددت الحكومة المغربية في بيانها على أن "هذه التصريحات المسيئة تمس بمشاعر الشعب المغربي قاطبة".

ولم يقف هجوم الرباط على فحوى تصريحات الامين العام بل تعداه الى الزيارة نفسها. وقال البيان إنه "سواء تعلق الأمر بمجريات هذه الزيارة أو بمضمون التصريحات التي تخللتها، فإن الحكومة تسجل أن الأمين العام للأمم المتحدة تخلى عن حياده وموضوعيته". وأضافت الرباط في بيانها أن "الأمين العام الأممي عبر بشكل علني عن تساهل مدان مع دولة وهمية، تفتقد لكل المقومات بدون تراب ولا ساكنة ولا علم معترف به"، في إشارة إلى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنتها البوليساريو وغير المعترف بها دولياً. كما عبرت الحكومة المغربية عن أسفها لكون الامين العام "استسلم لابتزاز الأطراف الأخرى من خلال فرض أمر واقع في خرق للالتزامات والضمانات المقدمة من طرف المغرب".

وكان بان كي مون قال خلال زيارته إلى الجزائر الأحد إنه طلب من موفده الى الصحراء الغربية كريستوفر روس استئناف جولاته في المنطقة سعياً الى احياء المفاوضات بين الرباط وجبهة البوليساريو. واستأنف روس جهوده الدبلوماسية في فبراير/ شباط 2015 بعد خلاف مع المغرب الذي اتهمه بـ"الانحياز". وكان زار المنطقة نهاية سبتمبر/ أيلول ونهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من دون نجاح يذكر.

ويعيش نحو مئتي ألف صحراوي في مخيمات للاجئين في منطقة تندوف (1800 كم جنوب غرب الجزائر). وزار بان السبت مخيم اللاجئين في سمارة قرب تندوف، وأعرب عن "حزنه العميق لهذه المأساة الانسانية". وهذه أول زيارة للأمين العام للمنطقة يخصصها للنزاع في الصحراء الغربية. والصحراء الغربية مستعمرة أسبانية سابقة يسيطر عليها المغرب ويقترح حكماً ذاتياً موسعاً لها تحت سيادته، في حين تطالب بوليساريو بدعم من الجزائر بإجراء استفتاء فيها لحق تقرير المصير.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً