أسفرت انتخابات مجلس إدارة نقابة عمال «بتلكو»، أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2016)، عن مفاجآت، حين أطاحت برئيسها عبدالعزيز دهنيم الذي حل في المرتبة 16 مكتفياً بـ 82 صوتاً جعلته أخيراً في قائمة الاحتياط.

مقابل ذلك، حلت قائمة مناصري بقاء النقابة تحت مظلة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، في المقدمة، تصدرها علي جعفر الرقراق بـ 156 صوتاً.

وجاءت نتائج الانتخابات التي شهدت تصويت 197 عضواً من أصل 346 عضواً، على النحو التالي:

علي جعفر الرقراق (156)، عبدالجبار الدرازي (136)، سيد محمود المختار (132)، عزيز الليث (125)، سيدحبيب الوداعي (106)، ماجد سهراب (106)، محمد علي عبدعلي (106)، محمد باقر بلجيك (101)، أحمد عبدالله أحمد (96)، مرسال العنزور (94)، وأخيراً علي حسن كاظم (93).

فيما حلت 5 أسماء في قائمة الاحتياط وهي: خاتون العرادي (91)، عباس الليث (86)، صادق مهدي (83)، عبدالأمير الباشا (83)، وعبدالعزيز دهنيم (82).

دهنيم: لا انشقاقات ولا عودة لحضن الاتحاد... والدرازي: أنقذنا الموقف

انتخابات نقابة «بتلكو» تطيح بالرئيس... والغلبة لقائمة أنصار «النقابي»

الهملة - محمد العلوي

أسفرت انتخابات مجلس إدارة نقابة عمال «بتلكو»، أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2016)، عن مفاجآت، حين أطاحت برئيسها عبدالعزيز دهنيم الذي حل في المرتبة 16 مكتفياً بـ 82 صوتاً جعلته أخيراً في قائمة الاحتياط.

مقابل ذلك، حلت قائمة مناصري بقاء النقابة تحت مظلة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، في المقدمة، تصدرها علي جعفر الرقراق بـ 156 صوتاً.

وجاءت نتائج الانتخابات التي شهدت تصويت 197 عضواً من أصل 346 عضواً، على النحو التالي:

علي جعفر الرقراق (156)، عبدالجبار الدرازي (136)، سيد محمود المختار (132)، عزيز الليث (125)، سيد حبيب الوداعي (106)، ماجد سهراب (106)، محمد علي عبدعلي (106)، محمد باقر بلجيك (101)، أحمد عبدالله أحمد (96)، مرسال العنزور (94)، وأخيراً علي حسن كاظم (93).

فيما حلت 5 أسماء في قائمة الاحتياط وهي: خاتون العرادي (91)، عباس الليث (86)، صادق مهدي (83)، عبدالأمير الباشا (83)، وعبدالعزيز دهنيم (82).

هذا، ومن المقرر أن يشهد الأسبوع المقبل، الاجتماع الأول لمجلس الإدارة الجديد، والذي سيختص بتوزيع المناصب على الأعضاء الـ 11.

عودة لحضن «النقابي»

وتشير النتائج، إلى أن نقابة «بتلكو»، باتت قريبة من العودة لحضن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، في ظل تصدر قائمة مناصريها للنتائج.

في التعليق على ذلك، قال دهنيم «لو ارتأت الجمعية العمومية في النقابة العودة للاتحاد فليكن. نعم لم تتحقق كامل أهداف مجلس إدارة النقابة وهذه سنّة الحياة. اختلف معك وتختلف معي، لكن ذلك لا يعني عدم قبول القرار».

رغم ذلك، أكد دهنيم ثقته في أن النقابة لن تعود لحضنها السابق، مضيفاً «لدينا قراءات ومؤشرات تدلل على عدم الرغبة لتحقيق ذلك»، ومؤكداً امتلاكهم الغالبية لترجيح هذا الاتجاه.

ولم تخلو الانتخابات التي جاءت مبكراً، بعيد الخلاف الداخلي بعد قرار النقابة بالانسحاب من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، لم تخلو من إثارة، تحديداً مع انتظار اكتمال النصاب (النصف + 1)، وهو الأمر الذي تم في الثواني الأخيرة قبل غلق الباب في تمام الساعة 1:30 ظهراً.

وضمت قائمة المرشحين، 21 مرشحاً، تنافسوا على مقاعد مجلس الإدارة الـ 11، والتي ستقود أكبر نقابات شركة بتلكو، والتي يوصفها النقابي كريم رضي بـ «النقابة التي تمتاز بسيادة ثقافة الحلول والقرارات التوافقية».

رضي الذي لم تخيب ظنونه نتائج الانتخابات، تحدث واثقاً عن مصير عضو الأمانة العامة في الاتحاد خاتون العرادي والتي حلت في المرتبة (12)، لتصبح أولى قائمة الاحتياط، فقال «هي ممثلة في الأمانة العامة، وسواء فازت أم لم تفز، فستبقى عضو أمانة عامة، ولا إشكالية بشأن ذلك».

وعلى غرار انتخابات الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، كانت القوائم غير المعلنة حاضرة، منها ما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وضم المرشحين الذين تسيدوا المراكز الخمسة الأولى في قائمة الفائزين.

الدرازي: مساعٍ لاختطاف النقابة

وفي الوقت الذي قال فيه المرشح الفائز عبدالجبار الدرازي، (حل ثانياً بـ 136 صوتاً)، إن «المرشحين العشرة في القائمة، لم يكونوا في وارد تشكيل قائمة لو لا أننا وقفنا على مساعي طرف آخر لاختطاف النقابة، إن صح التعبير، إلى نفق مظلم، فتلاقى أصحاب التوجه الواحد على مقترح بالإنضواء تحت قائمة واحدة من أجل سلامة الموقف والوصول لنقابة قوية».

ونفى الدرازي في الوقت ذاته أن تكون هذه القائمة قد جاءت كردة فعل، وعقب «بل جاءت لإنقاذ موقف نحن فيه، حيث احتجنا أن نكون في هذا الموقف للمصلحة العامة ومن أجل أن نصل بالنقابة لبر الأمان».

وأضاف «بشكل واضح أشير إلى أننا لسنا أمام قوائم بل قائمة واحدة، وهي قائمتنا المكونة من 10 مرشحين، أما الآخرون فما رأيناه هو مرشحون مستقلون قد يشكلون كتلة غير معلنة، وبدورنا أعلنا قائمتنا قبل يومين من موعد الانتخابات».

وتابع «بعد حالة التشنج التي وصلت إليها النقابة مؤخراً، فإن الكثير من أعضاء الجمعية العمومية نَفَر من تعامل الإدارة السابقة في ظل غياب الشفافية، وعليه فإن على المجلس الجديد أن يكون قادراً وقوياً على أن يتسلم زمام أمور النقابة ويستعيد عافيتها ويلملم صفوفها، ويأخذ على عاتقه زمام تحمل المسئولية الكبيرة من أجل التوصل لمجلس إدارة جديد يحمل مسئوليته أمام العمال بقدرة عالية وحكمة، تؤهله لأن يكون مرشحاً للانضمام تحت راية الاتحاد العام كنقابة من إحدى النقابات القوية والمعتبرة».

«النقابي»: قرار الانسحاب كأن لم يكن

ورغم قرار الانسحاب من النقابة، كان للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ممثلهم في الانتخابات، ممثلاً في عضو الأمانة العامة كريم رضي، والذي أشار إلى أن مصير النقابة حسم بعد أن أقر المؤتمر العام الثالث للاتحاد العام بعضويتها، ولم يعترف بالانسحاب على اعتبار أن الانسحاب اتخذ دون الرجوع للجمعية العمومية التي لم يؤخذ برأيها بشأن ذلك، وعليه فإن عضوية النقابة في الاتحاد العام هي مسألة محسومة.

وأضاف «ما وجودي هنا إلا دليل على ذلك وهو الحضور الذي تم بدعوة من قبل مكتب المشرف على الانتخابات وهو دليل إقرار وتوافق على المسألة من قبل المرشحين، فنقابة عمال بتلكو، جزء لا يتجزأ من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين وهي نقابة مؤسسة ولها مكانتها الكبيرة في الاتحاد».

وتظهر انتخابات نقابة عمال «بتلكو»، نفسها، بوصفها منعطفاً بين بقائها تحت مظلة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، أو أن تبقى خارجه.

في التعليق على ذلك، يقول رضي «ما نتمناه أن يؤكد مجلس الإدارة الجديد على مسألة بقاء النقابة تحت مظلة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين»، مؤكداً أن العلاقات بين الاتحاد ودعاة الانسحاب ودية ونتمنى تجاوز أية اختلافات.

دهنيم: لا انشقاق ولا استقالة

من جهته، أكد الرئيس السابق لنقابة عمال «بتلكو»، عبدالعزيز دهنيم، أن الاختلافات داخل النقابة تعبت عن حالة صحية، نافياً بذلك أية احتمالات للانشقاق والانقسام.

وتطرق دهنيم لعدم لجوئه لتشكيل قائمة انتخابية، فقال «كمرشح وجدت من سعى للقوائم، لكنني لم أعمل على خلق قائمة، منطلقاً في ذلك من قناعة مفادها أن صندوق الاقتراع وعضو الجمعية العمومية هما الفيصل سواءً بقوائم أو بدون».

ومع النتائج المعلنة، سيتعين على دهنيم الذي التحق بالنقابة في دورتها الثانية، أي في العام 2004، وبحلول 31 ديسمبر/ كانون الثاني 2013، كان رئيسها، أن يبقى خارج دائرة القيادة والتأثير.

يقول دهنيم مستعرضاً بعضاً من إنجازات الفترة السابقة «في الفترة السابقة كنّا موجودين مع إدارة الشركة في أكثر من لجنة، نتحاور ونتفاوض، وهنالك قضية عمالية تنظر أمام هيئة التحكيم رفعتها نقابة عمال بتلكو والنقابة الحرة، وذلك حول موضوع الزيادة السنوية والبونس لعمال الشركة، وقد تقرر عقد الجلسة المقبلة بتاريخ 20 مارس/ آذار الجاري».

ورغم نبرته التي بدت حادة، أشار دهنيم إلى أن العلاقة لا تزال ودية بعد الاختلاف بشأن الانسحاب من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وتحدث عن ما وصفه بـ «التدخل السافر من قبل الأمين العام السابق للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ونائبه، حين طالبا الشركة بوضع اليد وإدارة شئون النقابة والتي رفضتها الجمعية العمومية بكل صراحة».

وتفصيلاً للحديث عن ما أسماه «التدخل السافر»، والذي قد يؤثر سلباً على العلاقات داخل الجمعية العمومية، قال دهنيم «هذا واقع، وذكر الواقع لا علاقة له بما نحب ونكره، فعندما حضر الأمين العام ونائبه إلى إدارة الشركة في مبنى الشركة في الهملة، يطلبون وضع اليد وإدارة شئون النقابة جاء الرد عبر الجمعية العمومية بأن النقابة تدار من قبل أعضاءها، لذا لم يكن هناك أي تدخل أو وجود للاتحاد العام في شئون النقابة من ديسمبر الماضي حتى اليوم، وقد سعوا بأكثر من طريقة لكن لم تتم الاستجابة لمطالب الاتحاد».

وجدد دهنيم حديثه عن الأسباب وراء ذلك، فقال «العلاقة مع الاتحاد كانت طبيعة وودية ومنافسة في ظل الاختلاف في وجهات النظر وخاصة عندما طرحت النقابة مبادئ الحوكمة فجاء الرد بعدم الجلوس مع النقابة وحتى الحوار معها، علماً أن المتقاعدين في إدارة نقابة عمال بتلكو، تقاعدوا منذ 2012، لكن لم نر من الاتحاد أي ردة فعل حول ذلك إلا بعد قرار الانسحاب، حيث ذهبوا لتفسير خاص لمواد القانون يعطيهم الأريحية بوضع اليد وإدارة شئون النقابة، مع العلم أن القانون رقم 33 لسنة 2002 ذكر بالنص كيفية هذه الأمور في المادتين الـ 17 و18 بأن لا تكون إلا عن طريقين، الجمعية العمومية أو الحكم القضائي».

وأضاف «حاول الاتحاد العام الضغط على الجمعية العمومية بالدعوة لانتخابات مبكرة في ديسمبر الماضي فلم يفلح فلجأوا لحيلة تشويه الصورة عبر إنشاء «قروبات» عبر برنامج «الواتس أب».

لا قلق على مستقبل النقابة

وفيما إذا كان لديه قلق على مستقبل النقابة، قال دهنيم «ليس لديّ أي قلق أو خوف على مستقبل النقابة، فمن يديرها أعضاء الجمعية العمومية وهم السلطة العليا فيها، ولو ارتأت الجمعية العمومية في النقابة العودة للاتحاد فليكن. نعم لم تتحقق كامل أهداف مجلس إدارة النقابة وهذه سنة الحياة. اختلف معك وتختلف معي، لكن ذلك لا يعني عدم قبول القرار».

رغم ذلك، أكد دهنيم ثقته في أن النقابة لن تعود لحضنها السابق، مضيفاً «لدينا قراءات ومؤشرات تدلل على عدم الرغبة لتحقيق ذلك»، ومؤكداً امتلاكهم الغالبية لترجيح هذا الاتجاه.

وتعليقاً على القول بعدم مشروعية قرار الانسحاب، باعتباره كأن لم يكن، قال دهنيم «هذا كلام غير صحيح وغير منطقي، فقرار الانسحاب ماضٍ والدليل عدم وجود ممثلين من النقابة في المؤتمر العام الثالث للاتحاد، والأخت الموجودة في المؤتمر كانت قادمة من الأمانة العامة وليست من النقابة، فالنقابة لم تسدد اشتراكاتها وبخلاف القانون تم إدراج اسمها»، مضيفاً «الجمعية العمومية لم ترشح أحداً للمؤتمر العام، ولم تقر بعد دفع الاشتراكات التي توقفنا عن دفعها منذ العام 2012، والمجموع يقدر بـ 4 آلاف دينار».

ورداً على السؤال عن أسباب عدم البحث عن حلول أكثر هدوءاً لإشكالية العلاقة مع الاتحاد العام، قال دهنيم «في واقع الأمر كانت هناك عدة دعوات للحوار من شخصيات مرموقة لدى الطرفين، لكن للأسف لم نجد من الاتحاد أي اتجاه إيجابي».

وحيال الاتحاد بتشكيلته الجديدة، قال «في رسالتنا حول موضوع الانسحاب من الاتحاد العام، فتحنا باباً للعودة، بأن الرغبة الصادقة من قبل الأمانة العامة في إجراء التعديلات وإرساء مبادئ الحوكمة، فسنعيد النظر». وتوضيحاً لأسباب اعتراض الاتحاد على هذه المبادئ، قال «الأسباب غير واضحة بالنسبة إلينا، أما المبادئ فتشمل: المساواة، الفترة الزمنية، عدم تضارب المصالح، الأهلية، والاستمرارية»، مضيفاً «حين أتينا بهذه المبادئ، تكشف لنا عدم وجود لوائح داخلية تنظم عمل الاتحاد نفسه بطرح هذه المبادئ وهي التي أصفها بوضع اليد على الجرح وإيقاف النزيف في حال أن الأمانة العامة السابقة كانت ترتأي إعطاء الجسد «بندول» عوضاً عن ذلك».

وتابع «نرى أن الاتحاد وهو بيتنا الثاني، وصل لمرحلة يجب فيها إيقاف النزيف ليستمر في الحياة والعطاء، غير أن المبادئ رفضت».

وعن حجم تفاؤله حيال التشكيلة الجديدة للأمانة العامة بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، قال «لا أعلم بالتشكيلة الجديدة، وعموماً فإن المسألة ليست في الوجوه بل في السياسات والقرارات».

بين النقابتين... تعددية بلا تصادم

وخلال الانتخابات، بدا لافتاً تواجد رئيس النقابة الحرة محمد مبارك، والذي تحدث عن طبيعة العلاقة مع نقابة عمال بتلكو، مؤكداً وجود اتصالات متبادلة تؤسس لأنموذج إيجابي للتعددية النقابية.

وأضاف «توافقنا حول جملة أمور من بينها الزيادة السنوية والبونس، كما ذهبنا سوية لوزير العمل، الأمر الذي انعكس إيجاباً على عمال النقابتين وعزز من التواصل المشترك».

فيما قال دهنيم إن العلاقة بين النقابتين يحكمها الهدف والمصلحة المتمثّلة في مصالح العمال والدفاع عن حقوقهم والتمسك بمكتسباتهم.

وكشف عن أن النقابات مع إدارة الشركة ومنذ العام الماضي، بدأت مرحلة إعادة أو صياغة آلية عمل لتنسق العمل بين النقابات وإدارة الشركة، بما قد يشكل قدوة لبقية الشركات والنقابات.