العدد 4935 - الجمعة 11 مارس 2016م الموافق 02 جمادى الآخرة 1437هـ

بالصور... غسل جثامين مهاجرين قضوا غرقاً في كابول وسط البكاء والصلاة

يقول محمد أشرف، الأفغاني المسن وهو يذرف الدموع أمام نعوش مفتوحة ترقد فيها جثامين أربعة شبان أفغان أعيدت إلى كابول بعد أن غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، "أنها مشيئة الله".

سجيت النعوش المصنوعة من الخشب الرخيص في باحة المنزل الأسري الواقع في حي تقطنه الطبقة الوسطى في كابول. ووضعت الجثامين في أكياس سوداء مفتوحة حتى نصف الصدر علما بان احدها اصغر حجما من الجثامين الأخرى، فقد كان فائز في شهره التاسع عندما غرق في بحر إيجه مع تسعة من أفراد أسرته الأسبوع الماضي.

ويحاول أحد الأقارب أن يحبس دموعه.

ويقول محمد أشرف وهو أحد أقارب الأسرة "انظروا أنها شعائر غسل الميت" مشيرا إلى الجثة الهزيلة لرب الأسرة الذي أدى مناسك الحج في مكة. ويتولى ستة رجال غسل جثته ويبدو احدهم في شدة الحزن ويتمتم صلاة.

ويسمح للرجال فقط بان يحضروا طقوس غسل جثث أقاربهم الذكور. وعلى بعد منزلين تتكرر الطقوس نفسها مع غسل جثامين خمس نساء وبنات من الأسرة قضوا غرقاً.

وقضى عشرة أفراد من أسرة أسكندري غرقا بين سواحل تركيا واليونان. ووحده والد الأولاد الخمسة نجا من الغرق. وقال محمد اشرف "إنه يتعافى في مستشفى في تركيا". وأضاف وهو يحاول حبس دموعه "أننا جميعاً من القرية نفسها والحي نفسه. لقد نشأنا معا".

ونقلت الجثث إلى كابول صباح السبت وتولى هذه العملية شقيق الناجي ونجل الجنرال دوستم النائب الأول للرئيس الأفغاني. وقال مهرالله أحد الأقارب "أن الحكومة الأفغانية لم تدفع إلا نفقات نقل الجثامين من المطار إلى المنزل الأسري".

"القدر دفعهم إلى الرحيل"

هذه المأساة تضاف إلى الأرقام المروعة لمنظمة الهجرة العالمية والتي تفيد بان 320 شخصاً قضوا غرقا في بحر ايجه بين مطلع يناير/ كانون الثاني ومنتصف فبراير/ شباط.

ويهرب الضحايا الأفغان والسوريون أو العراقيون من الحرب ومن آفاق اقتصادية قاتمة. ووصل أكثر من 130 ألف شخص إلى اليونان عبر تركيا منذ الأول من يناير/ كانون الثاني بحسب منظمة الهجرة العالمية. ويحاول المهاجرون واللاجئون الانتقال من اليونان حيث الآن أكثر من 42 ألفاً منهم، والوصول إلى ألمانيا وبريطانيا أو السويد.

وقال عتيق الله وهو أحد أقارب الأسرة أيضاً رافضاً كشف اسمه الكامل "الحياة صعبة جداً في كابول لهذا السبب غادروا. أنا أعمل في فندق-مطعم وبالكاد يكفيني راتبي".

أما محمد أشرف فيقول "هذا صحيح هناك مشاكل كثيرة في أفغانستان لكن هذه الأسرة لم تكن تعاني من صعوبات كبيرة. أن القدر دفعهم إلى الرحيل. أنها مشيئة الله".

وغادرت أسرة أسكندري كابول قبل شهر وسلكت الطريق المؤدية إلى إيران فتركيا قبل أن تبحر في بحر إيجه في زورق غرق الجمعة الماضي.

وكغالبية آلاف الأفغان الذين يتوجهون إلى أوروبا، استعانت أسرة أسكندري بمهربين طلبوا منها "آلاف الدولارات" كما يروي قدير أحد أقرباء الأسرة.

ويضيف "لقد رهنوا المنزل لسداد نفقات الرحلة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:15 ص

      الله يرحمهم برحمتة . والعلم عند الله شهداء
      لاكن هذة ويلات الحروب . اللهم أمنا في اوطاننا

اقرأ ايضاً