العدد 4936 - السبت 12 مارس 2016م الموافق 03 جمادى الآخرة 1437هـ

النظام السوري يرفض بحث مصير الأسد...والمعارضة تصل إلى جنيف

راجمات صواريخ أميركية تقصف «داعش» من الأردن لأول مرة

وزير الخارجية السوري وليد المعلم يتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق - AFP
وزير الخارجية السوري وليد المعلم يتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق - AFP

قبل يومين من جولة المفاوضات الجديدة بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، أعلن وزير الخارجية السوري أمس السبت (12 مارس/ آذار 2016) أن الرئيس بشار الأسد، الذي تصر المعارضة على ألا دور له في المرحلة الانتقالية للبلاد، «خط أحمر» ومصيره خارج إطار البحث.

في هذا الوقت، وصل وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، إلى جنيف للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات تختلف عن سابقاتها، إذ أنها تترافق مع اتفاق هدنة لا يزال صامداً منذ أسبوعين.

من جهة أخرى، يعقد مسئولون أميركيون وروس مشاورات حول الانتهاكات التي حصلت خلال فترة الهدنة.

وفي مؤتمر صحافي في دمشق، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم «نحن لن نحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى جنيف».

ويعتبر مصير الأسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على أن مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.

وتبدأ غداً (الإثنين) جولة جديدة من المفاوضات من المفترض أن تستمر عشرة أيام لتنتهي في الـ24 من الشهر الحالي، وسيتم فيها، بحسب المبعوث الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا، بحث ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جديدة جامعة، ودستور جديد وإجراء انتخابات في الأشهر الـ18 المقبلة اعتباراً من موعد بدء المفاوضات.

وتطرق المعلم إلى تصريحات دي ميستورا والتي قال فيها إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجرى خلال 18 شهراً.

واعتبر أن «الانتخابات البرلمانية هو نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية (...) فهي حق حصري للشعب السوري».

المعارضة في جنيف

والسبت، وصل رئيس الوفد المفاوض الممثل للمعارضة السورية، أسعد الزعبي وكبير المفاوضين، محمد علوش إلى جنيف، بعد ساعات من تحذير النظام بأنه لن ينتظر وصول وفد المعارضة أكثر من 24 ساعة.

وأكد المعلم أن وفد بلاده الذي سيتوجه الأحد إلى جنيف «لن ينتظر أكثر من 24 ساعة» وصول المعارضة إلى مبنى الأمم المتحدة.

غير أن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية، حسن عبد العظيم رد على تلك التحذيرات قائلاً إن «النظام كان يراهن على عدم حضور المعارضة إلى جنيف (...) لكنها حاضرة وستحضر وتوحد خطابها ورؤيتها واستراتيجيتها التفاوضية».

بدوره، وصف كبير المفاوضين، محمد علوش تصريحات المعلم بـ «البهلوانية، وتدل على أن النظام غير جاد في العملية السياسية».

وفي وقت لاحق، قالت عضو الوفد التفاوضي المعارض، سهير الأتاسي لدى وصولها إلى جنيف برفقة عضوي الوفد جورج صبرا وفؤاد عليكو والمستشار نصر الحريري، «كان واضحاً أن النظام لم يكن جدياً كل الفترة الماضية في العملية السياسية، والمهم حالياً هو المعارضة التي جاءت لتطرح كيفية تنفيذ بيان جنيف».

وحول اعتبار وزير الخارجية السوري أن الأسد «خط أحمر»، أكدت الأتاسي أن «المهم هو ما يقوله الشعب السوري. في كل التظاهرات الماضية كان الشعب يجدد العهد بالقول (الشعب يريد إسقاط النظام). فالمهم فعلياً هي إرادة الشعب السوري».

اجتماع متعدد الأطراف في باريس

وعشية استئناف محادثات السلام في جنيف، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من السعودية السبت أن مراقبين أميركيين وروساً سيعقدون لقاءات السبت في جنيف وعمان لتقييم انتهاكات الهدنة السورية.

وقال كيري خلال زيارة قصيرة إلى السعودية إن «مستوى العنف تراجع بنسبة ثمانين أو تسعين في المئة وهذا أمر مهم جداً».

وأدلى كيري بتصريحاته قبيل توجهه إلى باريس حيث يلتقي اليوم (الأحد) نظراءه الفرنسي والألماني والبريطاني والإيطالي لبحث الموضوع السوري.

ودعا كيري روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين لنظام دمشق، إلى العمل بما يضمن أن «يحترم نظام الأسد الاتفاق» على وقف الأعمال القتالية، وعدم خرق الهدنة لتحقيق مكاسب ميدانية.

واعتبر أن محادثات جنيف تمثل «خطوة حاسمة للتوصل إلى حل سياسي» للنزاع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام.

ميدانياً، سقطت ثلاث قذائف صاروخية على الأقل اطلقت من سورية أمس في مدينة كيليس في جنوب تركيا متسببة بأضرار مادية من دون أن توقع ضحايا، وفق ما أعلن مكتب الحاكم المحلي.

من جهة أخرى، أسقطت حركة أحرار الشام الإسلامية السبت طائرة حربية تابعة للنظام السوري في محافظة حماة في وسط البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وكالة «فرانس برس».

وفي تطور آخر، أفاد الجيش الأميركي، بقيام التحالف الدولي للمرة الأولى بضرب أهداف لـ «داعش» جنوبي سورية، من شمالي الأردن، باستخدام راجمات صاروخية أميركية.

وأعلن المتحدث باسم قيادة عمليات «العزيمة الصلبة»، العقيد «ستيف وارين»، أن «التحالف الدولي استخدم نظم دفاع صاروخية سريعة الحركة نوع «أم 142» أو ما يعرف باسم «الراجمات الصاروخية»، من الأردن، لقصف مواقع داعش في مدينة التنف بريف حمص».

وأشار «وارين»، خلال لقاء في دائرة تلفزيونية من بغداد مع صحافيين في واشنطن، إلى أن «الراجمات من نوع إم 142، منظومة أسلحة متعددة المزايا وشديدة المرونة»، مشدداً على أن هذه العمليات «مؤشر جيد» على قدرة واشنطن على العمل مع المعارضة المتواجدة جنوبي سورية، بحسب «وكالة الأناضول».

وأضاف «نحن قادرون على استخدامها بشكل جيد في مختلف الأحوال الجوية، وبدقة عالية جداً، ودقتها كدقة الغارات الجوية التي نستخدمها». وتابع «وارين» أنهم استخدموا «إم 142» من قاعدتي «التقدم» و»عين الأسد»، في العراق الصيف الماضي، إلا أنها استخدمت في 4 مارس الجاري، منطلقة لأول مرة من الأردن.

العدد 4936 - السبت 12 مارس 2016م الموافق 03 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً