العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ

خبير آثار فرنسي: مستوطنة «القلعة» عاصمة دلمونية فريدة

جرة تحوي بقايا «أفعى»... وألواح حجرية للكتابة

الحضور يتابعون المكتشفات المثيرة
الحضور يتابعون المكتشفات المثيرة

يتوغل رئيس بعثة التنقيب الفرنسية في مملكة البحرين بيير لومبارد عميقًا عابرًا 4 إلى 5 آلاف سنة في محيط قلعة البحرين، ليعيد صورًا من الحياة في المدن التي كانت حاضرة في محيط القلعة والتي تقدر بحوالي 6 مدن في فترات متفاوتة، لكن تلك المنطقة كانت العاصمة الدلمونية الفريدة.

وخلال فترات تاريخية متعددة، وبحسب دراسات آثارية وتنقيبات شهدتها المنطقة منذ الخمسينات من القرن الماضي، يتبين من خلال المسكوكات، ومنها الصينية، وأواني الخزف والفخار، أنها تنتسب إلى عهود مختلفة بدءًا بحضارة دلمون إلى العهد الهلنستي فالعهد الإسلامي، ما يؤكد استمرار سكنى هذا الموقع الهام منذ باكورة العصور التاريخية، فمن بين المكتشفات المهمة في القلعة (الإسلامية) عدد من الحلي والنقود الإسلامية.

وقدم لومبارد مفاجآت مدهشة، في محاضرته التي ألقاها مساء أمس الأول الثلثاء (15 مارس/ آذار 2016) بقاعة متحف البحرين الوطني ضمن فعاليات شهر البيئة الذي ينظمه المجلس الأعلى للبيئة، فمن بين المفاجآت استعراض صورة جرة تم إغلاقها بإحكام وفيها بقايا هيكل أفعى ربما كانت تستخدم لطقوس ما في ذلك الزمن الغابر، كما استعرض بعض النماذج من الألواح الحجرية أو الطينية التي كانت تستخدم لتدوين المعلومات والبيانات كالأجور وجداول العمل والمواعيد وفق ما تم فكه من رموز، في دلالة على حضارة متقدمة للغاية.

وتحت عنوان: «آثار خضراء: دراسة من موقع قلعة البحرين»، استفاض الخبير الفرنسي في شرح تفاصيل تلك المستوطنة التي كانت تمثل ميناءً استراتيجيًّا مهمًّا وعاصمة حضارة دلمون في القرن الثالث قبل الميلاد، وقد تناول الخصائص البيئية والتغييرات التي طرأت على موقع القلعة، وما يحيط به من حدائق ومزارع، حيث ترتبط هذه الملامح البيئية بشكل كبير بالملامح العمرانية للمستوطنة المحيطة بالقلعة والتي يزيد عمقها على ثمانية أمتار تكونت بفعل تراكم الكثير من الآثار والمباني على مر عصور تمتد من الألفية الثالثة قبل الميلاد حتى القرن السابع عشر الميلادي.

ومن بين خصائص تلك العاصمة، تمددها إلى العديد من الحواضر في فترات متفاوتة، وإحدى تلك المدن (ربما هي المدينة الثانية) محاطة بسور ضخم ولاتزال واجهة ذلك السور باقية وربما يعود بناؤها إلى حوالي 2300 سنة قبل الميلاد، وفيما يتعلق بالخصائص البيئية، تناول لومبارد تطور الدراسات البيئية كونها جزءاً من علم الآثار تشمل علم آثار النبات والحيوان، وذلك لأهمية الإحاطة القريبة على الأقل بسمات المستوطنات البشرية في مختلف الأزمان، ولهذا تركزت أعمال البعثة الأثرية الفرنسية على معرفة التاريخ الطبيعي لمملكة البحرين، إذ كشفت البعثة خلال عملها عن العديد من المكتشفات في مجال علم آثار النبات وعلم آثار الحيوان.

بيير لومبارد يتحدث في محاضرته
بيير لومبارد يتحدث في محاضرته

العدد 4941 - الخميس 17 مارس 2016م الموافق 08 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً