العدد 4943 - السبت 19 مارس 2016م الموافق 10 جمادى الآخرة 1437هـ

صحيفة: الكويت تتجه لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس بشكل الزامي

قال وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتي بدر العيسى إن اللغة الفرنسية سوف تدرس في المستقبل كمادة إلزامية وليست اختيارية للطلبة، لافتا إلى أن هذه التجربة أتت بفضل العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين الكويت وفرنسا، وفق ما نقلت صحيفة "الرأي العام" الكويتية اليوم الأحد (20 مارس/ آذار 2016).

وأوضح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن تجربة إدراج اللغة الفرنسية في مناهج الصف السابع في الكويت لاقت نجاحا لافتا وسوف تدرس أيضا في المستوى الثامن.

وأضاف الوزير أن هذه التجربة سوف تساعد طلبة البعثات مستقبلا في اتقان اللغة وتجاوز هذا العائق لاسيما أن عدد طلبة البعثات إلى فرنسا يقدر بحوالي 130 طالبا كويتيا.

وفي سياق متصل، أكد الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح أن مسيرة التعاون الثقافي العربي مع الفرانكفونية ماضية بثبات في هذه المنطقة، معربا عن سعادته لقرب افتتاح فرع لجامعة السوربون في دولة الكويت.

وقال الشيخ ناصر المحمد في كلمة ألقاها باللغة الفرنسية خلال رعايته مساء اليوم (الأحد) احتفالية (اليوم الدولي للفرانكفونية) في منزل سفير الجمهورية الفرنسية الصديقة لدى البلاد كريستيان نخلة إن افتتاح فرع لجامعة السوربون في الكويت هو حدث ثقافي أكاديمي له أهميته في تعزيز التقارب الثقافي وإثراء المجال الأكاديمي وتطوير العلاقات الكويتية الفرنسية.

وأضاف أن العالم الفرانكوفوني يبدأ في كل عام مثل هذا الوقت استعداداته الاحتفال بيومه السنوي اليوم العالمي للفرانكوفونية وتشهد الكويت سنويا هذا الاحتفال الثقافي الجميل “الذي سعدت بمشاركتكم فيه طوال السنوات الماضية ويسعدني هذا العام أن أشارككم مرة أخرى تعبيرا عن تقديري وإعجابي بالفرانكوفونية وما تقوم به خدمة للحوار وللتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة”.

وذكر أن "اللغة ضرورة اجتماعية فالكلمة هي أهم وسائل التعبير وأيسرها وأساس تشكيل الأفكار ودليل على النشاط الفكري للفرد وهي الأداة التي يستخدمها الإنسان في تبادل الأفكار والآراء والمشاعر، ولذلك يقول التشيك (إنك تعيش حياة جديدة مع كل لغة جديدة تتعلمها أما إذا كنت تتكلم بلغة واحدة فإنك تعيش الحياة مرة واحدة)".

وأوضح أنه كلما زادت مفردات اللغة كلما منحت لناطقيها ثروة في التعبير ودقة في الصياغة والفرنسية هي ثالث لغات العالم وفرة بالمفردات وإحدى اللغات الأكثر نطقا في العالم حيث يقدر عدد الناطقين بها في جميع أنحاء العالم بحوالي 274 مليون نسمة وإحدى أكثر اللغات استخداما على شبكة الإنترنت غير أنها فوق كل ذلك هي لغة الرومانسية.

وقال إن "الأديب الشهير ألبير كامو قال عن اللغة الفرنسية إنه لديه وطن واحد وهو اللغة الفرنسية وكان الرئيس الأديب ليوبولد سنغور يقول عن هذه اللغة إنها (لغة الكفاح والتحرر) وأنها تحمل أحيانا (عذوبة النسمات) وأحيانا (قوة الرعد)".

وبين أن "الاحتفال بالفرانكوفونية ليس مجرد احتفال بلغة عالمية إنما هو احتفال بالثقافة التي صنعتها تلك اللغة ثقافة الحرية والمساواة والإخاء واستحضار قيم التسامح والتعاون بين الثقافات المتعددة".

ولفت إلى أن "هذه الثقافة لا تختلف عن ثقافتنا التي نشأنا عليها في الكويت منذ سنوات طوال والتي جعلت مجتمعنا منفتحا على الثقافات الأخرى فثقافة الأجداد التي صنعتها التجارة مع الشعوب الأخرى والسفر عبر البحار إلى الموانئ المتناثرة على المحيط الهندي واجتياز الصحارى القاحلة الممتدة والتعامل مع ثقافات الآخرين ولغاتهم وأفكارهم كل ذلك أورثنا التسامح وتقبل الآخر والاعتراف به".

وبين "أن ذلك يؤهل الكويت لأن تكون مركزا ثقافيا حيويا ونشطا في المنطقة، وما زلت أؤكد على جميع الدول الصديقة وأخص بالذكر الدول الفرانكوفونية أن تجعل استثمارها الثقافي في المنطقة يبدأ من الكويت فالمؤهلات التي تمتلكها الكويت وشعبها كفيلة لنجاح أي استثمار ثقافي يقوم على تبادل الأفكار والقيم البناءة والنتاج الفكري والثقافي".

واستذكر خلال الاحتفال بيوم الفرانكوفونية العام الماضي إشارته في كلمته آنذاك إلى آخر حدث ثقافي في الكويت يتعلق بالثقافة الفرنكوفونية وهو الاحتفال بإنشاء قسم اللغة الفرنسية وثقافتها بكلية الآداب بجامعة الكويت بالتعاون مع جامعة السوربون الفرنسية، وقال " قلت حينها إننا لنأمل أن يكون لنا في كل عام نحتفل به في هذا اليوم حدث ثقافي جديد يدعم التعاون الكويتي والعربي مع الفرانكوفونية".

وأضاف "يبدو أن مسيرة التعاون الثقافي العربي مع الفرانكفونية ماضية بثبات في هذه المنطقة حيث جاءتنا الأخبار هذا العام بنبأ عن قرب افتتاح فرع لجامعة السوربون في دولة الكويت وهو حدث ثقافي أكاديمي له أهميته في تعزيز التقارب الثقافي وإثراء المجال الأكاديمي وتطوير العلاقات الكويتية الفرانكوفونية ولا بد لي هنا من أن أعبر عن سعادتي بتلك الأخبار لما في ذلك من دور في تعزيز التقارب الثقافي وإثراء المجال الأكاديمي وتطوير العلاقات الكويتية-الفرنسية".

وأعرب عن الشكر والتقدير لسفراء السنغال وكندا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا على تنظيم هذا الاحتفال بهذا اليوم العالمي ضمن هذه الأمسية التي تضم حضورا كريما مهنئا الجميع بهذا الاحتفال.

وحضر الاحتفال عدد من الشيوخ والسفراء وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.

من جهته، قال السفير الفرنسي لدى البلاد كريستيان نخلة “إن اللغة الفرنسية هي لغة السلام ولغة المحبة والتعارف بالآخر” مضيفا أن دولة الكويت هي بلد صديق للفرانكوفونية منذ زمن بعيد.

وأوضح السفير نخلة أن مبادرة تعلم اللغة الفرنسية بدأت منذ سبتمبر 2015 في المدارس الحكومية الكويتية كمادة اختيارية ولاقت نجاحا لافتا.

وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى البلاد أطلق في العاشر من مارس الجاري الأيام الفرانكوفونية في الكويت وذلك في دار الآثار الإسلامية بالتزامن مع احتفالات الفرانكفونية حول العالم.

وتحتفي هذه التظاهرة الثقافية باللغة الفرنسية والتطور الإيجابي الذي انعكس على حجم انتشارها أكثر في البلاد وتتسم فعالياتها بالتنوع الثقافي الفرنسي وحضور اللغة الفرنسية في المشهد التعليمي والفكري في الكويت.

ويقصد بالفرنكوفونية الأشخاص الذين تعتبر اللغة الفرنسية لغتهم الأم أو الدول التي جعلت اللغة الفرنسية لغتها الرئيسية والمعتمدة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً