العدد 4946 - الثلثاء 22 مارس 2016م الموافق 13 جمادى الآخرة 1437هـ

داعش يقتل 30 شخصاً في هجمات بروكسل وملاحقة مشتبه به

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجمات انتحارية استهدفت مطار بروكسل ومحطة لقطارات المترو في وقت الذروة بالعاصمة البلجيكية يوم الثلثاء (22 مارس/ آذار 2016) مما أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل بينما تلاحق الشرطة أحد المشتبه بهم بعد أن فر من المطار.

وأصدرت الشرطة أمراً بضبط شاب يرتدي قبعة ظهر في كاميرا أمنية وهو يدفع عربة أمتعة في مطار بروكسل مع اثنين آخرين قال محققون فيما بعد إنهما فجرا نفسيهما في المطار مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وقال مسؤولون إن نحو 20 شخصاً لاقوا حتفهم على متن القطار بالقرب من مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وقالت الدولة الإسلامية إن ذلك كان هجوماً انتحارياً أيضاً. وأدت الهجمات المنسقة إلى تحذيرات أمنية في جميع أنحاء أوروبا وأثارت عبارات التضامن من مختلف أنحاء العالم بعد أربعة أيام من قيام شرطة بروكسل بإلقاء القبض على المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي نفذها داعش في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي والتي قتل فيها 130 شخصاً.

وقال ممثل الادعاء الاتحادي فريدريك فان ليو إن السلطات البلجيكية لا تزال تحقق فيما إذا كانت الهجمات لها علاقة باعتقال صلاح عبد السلام على الرغم من أن خبراء الأمن البلجيكيين قالوا إن مستوى تنسيق الهجمات يشير إلى أن الاستعداد لها استغرق أكثر من مجرد بضعة أيام. وبينما بدأت تخرج المدينة من يوم عصيب كانت عملية بحث تقوم بها الشرطة لا تزال جارية بعد حلول الظلام في حي سكاربيك بشمال العاصمة. وقال محققون إنهم عثروا على قنبلة مسامير وعلما للدولة الإسلامية في شقة سكنية.

وأفادت قناة (في.تي.إم) التلفزيونية الخاصة بأن الشرطة ذهبت إلى المنطقة بعدما قال سائق سيارة أجرة إنه قام بتوصيل ثلاثة أشخاص للمطار وشعر بالارتياب نحوهم بعدما منعوه من لمس أمتعتهم. وفي الأسبوع الماضي عثر على متفجرات وعلم إسلامي خلال مداهمة على شقة سكنية في جنوب بروكسل. وعثرت الشرطة أيضا على بصمة جديدة لعبد السلام هناك. ولم يتضح ما إذا كان عبد السلام قد شارك في تلك المرحلة في التخطيط لهجوم المطار.

وقال تنظيم "داعش" في بيان "انطلق عدد من جنود الخلافة ملتحفين أحزمة ناسفة وحاملين عبوات ناسفة وبنادق رشاشة مستهدفين مواقع مختارة بدقة في بروكسل عاصمة بلجيكا لينغمسوا داخل مطار بروكسل ومحطة لقطاع الأنفاق ويقتلوا عدداً من الصليبيين قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة وسط تجمعاتهم وكانت محصلة الهجمات هلاك أكثر من 40 وإصابة ما لا يقل عن 210".

لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان المهاجمون استخدموا أحزمة ناسفة. وجرى تصوير المشتبه بهم وهم يدفعون عربات أمتعة وقال شهود إن كثيرا من القتلى والجرحى تعرضوا لإصابات في الساقين مما يشير على الأرجح إلى أن التفجيرات كانت على مستوى الأرض. وقال ممثل الادعاء الاتحادي ليو في مؤتمر صحفي "التقطت صورة لثلاثة مشتبه بهم في مطار بروكسل. يبدو أن اثنين منهم نفذا هجمات انتحارية. يجري ملاحقة الثالث الذي كان يرتدي سترة فاتحة اللون وقبعة". وقال مسؤول حكومي إن المشتبه به الثالث شوهد وهو يجري بعيدا عن مبنى المطار. وعثرت الشرطة في وقت لاحق على عبوة ناسفة ثالثة وفجرتها في المطار.

وأشار معلقون أمنيون إلى أن الرجلين اللذين كان يرتديان ملابس سوداء واللذين قال مسؤولون إنهما قتلا كانا يرتديان قفازات في يديهما اليسرى فقط. وتكهن أحد الخبراء بأنهما كانا يخفيان أجهزة تفجير. ولم يكن الرجل الثالث يرتدي أي قفازات. وقالت الشرطة في أمر ملاحقة الرجل الثالث "إذا تعرفت على هذا الشخص أو إذا كانت لديك معلومات عن هذا الهجوم... يرجى الاتصال بالمحققين". وناشدت الشرطة البلجيكية المسافرين الذين كانوا في المطار ومحطة المترو إرسال أي صور فوتوغرافية التقطت قبل الهجمات في محاولة لتحديد هوية المهاجمين.

وبعد استجواب عبد السلام أصدرت الشرطة أمر ضبط يوم الاثنين لنجم العشرواي (25 عاما) لصلته بهجمات باريس. ونظرا لرداءة صور كاميرا المراقبة يوم الثلاثاء وصورة العشرواي بات من غير المعروف ما إذا كان هو نفس الشخص الذي ظهر في كاميرات المطار. وقال شاهد إنه سمع صيحات باللغة العربية وطلقات رصاص بعد قليل من انفجارين وقعا في صالة للمغادرة مزدحمة بمطار بروكسل. وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن الشرطة عثرت على بندقية كلاشنيكوف بجوار جثة أحد المهاجمين.

وجرى تخفيف الإجراءات التي فرضت بعد الهجمات وتوجه الركاب والطلاب إلى منازلهم بعد إعادة فتح وسائل المواصلات العامة بشكل جزئي. وقال التنظيم الذي تسيطر على أجزاء في العراق وسوريا ولها أنصار ومتعاطفون في مختلف أنحاء العالم "نعد الدول الصليبية المتحالفة على دولة الإسلام بأيام سود ردا لعدوانهم على دولة الإسلام والقادم أدهى وأمر".

وكانت بلجيكا التي تضم مقر الاتحاد الأوروبي ومقر حلف شمال الأطلسي قد أرسلت طائرات حربية للمشاركة في العمليات ضد الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط. وقال هورست بيلجر وهو نمساوي كان ينتظر رحلة جوية مع عائلته عندما وقعت الهجمات إن أطفاله اعتقدوا في بادئ الأمر أنها ألعاب نارية لكن سرعان ما عرفوا أنها هجمات. وأضاف لـ"رويترز": "اعتقدت أنا وزوجتي أنها قنبلة. نظرنا إلى بعضنا البعض... خمس أو عشر ثوان بعدها وقع انفجار أكبر كثيراً على مقربة. كان هائلاً". وقال بيلجر الذي يعمل في المفوضية الأوروبية إن السقف انهار بالكامل والدخان غمر المبنى. 

وقاد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوات للتضامن مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في كوبا "يجب أن نتكاتف في المعركة ضد الإرهاب دون النظر إلى جنسية أو عرق أو عقيدة. نحن قادرون على هزيمة من يهددون سلامة الناس وأمنهم في مختلف أنحاء العالم وسوف ننجح في ذلك". وتحدث ميشيل خلال مؤتمر صحفي عن "لحظة سوداء" تعيشها بلاده. وقال "ما كنا نخشاه وقع".

وفي باريس أضيء برج إيفل الشهير بألوان العلم البلجيكي مساء الثلثاء تضامنا مع بروكسل. وسيبقى مطار بروكسل مغلقا اليوم الأربعاء لكن سيتم فتح المترو والقطارات ووسائل النقل الأخرى ولو جزئيا على الأقل.

وقال ألفونس يولا (40 عاماً) ويعمل في المطار إنه سمع رجلا يهتف بالعربية قبل التفجير الأول "ثم انهار السقف الزجاجي للمطار". وأضاف وقد تلطخت يداه بالدماء "ساعدت في حمل خمسة قتلى شوهت أرجلهم". وأظهرت لقطات فيديو دماراً داخل صالة المغادرة وقطعاً من السقف منهارة وزجاجاً مبعثراً على الأرض. وكانت الجثث الملطخة بالدماء ملقاة على الأرض.

وكانت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا التي تخشى جميعها من امتداد الصراع في سوريا بين الدول التي أعلنت إجراءات أمنية إضافية في الوقت الذي شُددت فيه الإجراءات الأمنية عند الحدود الهولندية والفرنسية مع بلجيكا. ووقع الانفجار في قطار المترو في الوقت الذي غادر فيه محطة مايلبيك القريبة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي متّجهاً إلى وسط المدينة. وبثت محطة (في.أر.تي) صورة لعربة مترو على الرصيف وقد انتزعت أبوابها ونوافذها بفعل الانفجار كما تشوّه هيكلها في حين تفحّم والتوى أثاثها.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي من المقرر أن يتوجه إلى بروكسل اليوم الأربعاء كما كان مقررا من قبل "نحن في حالة حرب وتعرضنا في أوروبا لأعمال حرب في الأشهر القليلة الماضية". وعلقت خدمات القطارات عبر النفق من لندن إلى بروكسل ونصحت بريطانيا مواطنيها بتجنب السفر إلى بروكسل إلا في حالات الضرورة.

وكانت الشرطة البلجيكية قد اعتقلت يوم الجمعة عبد السلام المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي وقعت على استاد ومقاه ومسرح في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال يان يامبون وزير الداخلية البلجيكي يوم الاثنين إن بلاده في حالة تأهب قصوى تحسباً لوقوع هجوم انتقامي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:24 ص

      وبعدين لا نلومهم اذا كرهوا المسلمين بعد كل هالمجازر والتشويه لصورة الاسلام السمح

    • زائر 4 | 2:18 ص

      يعني تكفير الشيعه وتكفير النصارى واليهود موجود في المناهج ليش نلوم داعش فقط اعقلوا ياجماعه وابحثوا عن المصدر الرئيسي للارهاب

    • زائر 1 | 10:48 م

      هل هؤلاء مسلمون حقا ؟
      داعش وجدت من قبل امريكا والغرب لكي تشوه الاسلام فقط
      وهاهي ترتد عليهم .

اقرأ ايضاً