العدد 4947 - الأربعاء 23 مارس 2016م الموافق 14 جمادى الآخرة 1437هـ

بلجيكا تكشف هوية شقيقين مرتبطين باعتداءات باريس نفّذا تفجيرات بروكسل

بلجيكيون يضعون الشموع والورد لضحايا الهجمات في بروكسل - afp
بلجيكيون يضعون الشموع والورد لضحايا الهجمات في بروكسل - afp

أكد المدعي الفيدرالي البلجيكي أمس الأربعاء (23 مارس/ آذار 2016) إن شقيقين مرتبطين باعتداءات باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني شاركا في العمليتين الانتحاريتين الثلثاء في بروكسل وذلك في اليوم الأول من الحداد الوطني تكريماً للقتلى الـ31 والجرحى الـ 270.

وبعد 24 ساعة على الاعتداءات التي تبناها تنظيم «داعش» صباح الثلثاء في مطار بروكسل ثم محطة مترو مالبيك في الحي الأوروبي، أكد المدعي فريديريك فان لو أن اثنين من الانتحاريين هما الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي الملاحقان لصلتهما باعتداءات باريس.

وقال المدعي إنه تم التعرف على إبراهيم البكراوي بأنه أحد الانتحاريين وراء التفجيرين اللذين وقعا بفارق ثوان عند الساعة 7,58 (6,58 تغ) في قاعة الرحلات المغادرة في مطار بروكسل الدولي.

وهو الرجل الذي في وسط الصورة التي التقطتها كاميرات مراقبة في المطار وبثتها الشرطة الثلثاء، وهي تظهر ثلاثة أشخاص يدفعون عربة لنقل الحقائب قبل وقوع الانفجارين في قاعة المغادرة.

وأوضح أنه «لم تكشف بعد هوية الانتحاري الثاني إلى اليسار في الصورة».

وقال «إن المشتبه به الثالث الذي يرتدي سترة فاتحة اللون ويعتمر قبعة فار. كانت حقيبته تحتوي على العبوة الأقوى». وتابع «انفجرت في وقت لاحق بعد وصول خبراء تفكيك المتفجرات» دون أن تسفر عن ضحايا.

لكنه لم يذكر نجم العشراوي المشتبه به الفار المرتبط باعتداءات باريس والذي أعلنت وسائل إعلام بلجيكية اعتقاله قبل أن تنفي. وأفاد مراسلون لوكالة «فرانس برس» أن عملية للشرطة كانت جارية الأربعاء في حي إندرلخت الشعبي.

وقال المدعي إن خالد شقيق إبراهيم البكراوي هو الانتحاري الذي نفذ العملية في محطة مترو مالبيك. وتم التعرف على هويته من بصماته.

وكانت الشرطة تلاحق أساساً الشقيقين بسبب علاقتهما بصلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي على قيد الحياة من المجموعة المنفذة لاعتداءات نوفمبر/ تشرين الثاني في باريس والذي اعتقلته السلطات البلجيكية الجمعة في مولنبيك بعد ملاحقة استمرت أربعة أشهر.

وكان خالد قام على ما يبدو باستئجار شقة في شارلروا (جنوب) بهوية مزيفة انطلق منها منفذو اعتداءات باريس في 13 نوفمبر.

كما استأجر بهوية مزيفة شقة في حي فورست في بروكسل حيث وقع تبادل لإطلاق النار خلال عملية مداهمة الأسبوع الماضي ما سرع في القبض على المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام.

أكثر من أربعين جنسية

وتأكيد مشاركة الشقيقين البكراوي في اعتداءات بروكسل يقيم رابطاً مباشراً بين الشبكة وراء اعتداءات باريس (130 قتيلاً) واعتداءات بروكسل الثلثاء الأكثر دموية التي تشهدها العاصمة البلجيكية والأوروبية.

وتعزز هذه المعلومات القلق حول قدرة الشبكات المتطرفة البلجيكية على مواصلة تنفيذ اعتداءات دامية رغم تشديد الإجراءات الأمنية في أوروبا وزيادة ضغوط الشرطة بشكل كبير منذ اعتداءات باريس.

خصوصاً وأن الشقة التي تمت مداهمتها الثلثاء في منطقة شاربيك في بروكسل التي عثرت فيها السلطات على علم تنظيم «داعش» وعبوة ناسفة، كانت ورشة حقيقية لصناعة القنابل».

وأفاد المدعي أن المحققين عثروا في صندوق قمامة في هذا الشارع على كمبيوتر يحتوي على رسالة «وصية إبراهيم البكراوي».

وقال فيها «إنه على عجل من أمره. ولم يعد يعلم ما عليه فعله وأنه مطارد في كل مكان». ويبدو أنه يحذر فيها لمن أرسلت إليهم بأنهم إذا استمروا لفترة طويلة سيلقون المصير ذاته»، في إشارة على ما يبدو إلى صلاح عبد السلام المسجون في بروج بانتظار تسليمه لفرنسا.

وأكد المدعي أن سائق سيارة الأجرة الذي نقل الرجال الثلاثة إلى المطار هو من قاد الشرطة إلى شقة شاربيك.

ونشرت النيابة حصيلة جديدة مؤقتة لهذه الاعتداءات وهي 31 قتيلاً و270 جريحاً.

«سريالية بلجيكية»

في مدينة بروكسل أصيب أشخاص «من أكثر من أربعين جنسية على الأرجح» وفقاً لوزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز. وتوفيت بيروفية ومغربية وأصيب 10 فرنسيين وبريطانيان وثلاثة أميركيين بجروح بحسب معلومات مؤقتة.

وفي حين بدأت فترة حداد من ثلاثة أيام، وقفت بروكسل ظهراً دقيقة صمت في مواقع عديدة مثل محيط مستديرة شومان في قلب العاصمة الأوروبية بحضور ملك بلجيكا، فيليب والملكة ماتيلد وكذلك رئيس الوزراء شارل ميشال.

ووقف آلاف الآشخاص أيضاً دقيقة صمت في وسط المدينة خصوصاً في الساحة المركزية التي أصبحت الموقع لتكريم الضحايا.

وسيبقى مطار العاصمة مغلقاً حتى (الخميس) على الأقل.

وأعيد فتح عدة محطات مترو تحت مراقبة أمنية مشددة لكنها لم تكن مكتظة كالعادة.

وقال موظف شاب يدعى فاسكو وصل بالقطار من انغهاين على بعد 30 كلم من بروكسل «سأستخدم المترو مهما حصل لن أغير نمط حياتي من أجل حقير أحمق فجر نفسه». وأضاف وهو يبتسم «في القطار كان هناك أشخاص يمزحون بشأن الأحداث التي وقعت. إنها السريالية البلجيكية ولن تتغير أبداً».

العدد 4947 - الأربعاء 23 مارس 2016م الموافق 14 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً