العدد 4949 - الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 16 جمادى الآخرة 1437هـ

80 ساريّاً يقتلون فراغ «التقاعد» ببرامج رياضية وثقافية يومية بنادي «سار»

المحفوظ: بدأنا بـ 25 شخصاً ووصلنا إلى 80... ولا مرحباً بغير المتقاعدين

المتقاعدون في قرية سار يمارسون رياضة المشي يومياً في النادي  تصوير : عقيل الفردان
المتقاعدون في قرية سار يمارسون رياضة المشي يومياً في النادي تصوير : عقيل الفردان

يبدأون برنامجهم اليومي بعد أداء صلاة الفجر، ويستمر حتى الساعة العاشرة صباحاً، يقضون ساعات في ممارسة رياضي المشي، والتمرين على الأجهزة الرياضية، ولعب كرة القدم وكرة الطاولة، ويقتلون بذلك وقت الفراغ الذي خلفه التقاعد عن العمل، بعد عقود قضوها في وظائف مختلفة، فمنهم من عمل معلماً، ومهندساً، ومنهم موظفون في جهات حكومية.

أولئك هم السّاريّون المتقاعدون عن العمل، الذين بلغ عددهم نحو 80 شخصاً من قرية سار أو قاطناً فيها، يتجمّعون من يوم السبت وحتى الخميس في «ملتقى المتقاعدين» بنادي سار الثقافي والرياضي، ويرفضون إشراك غير المتقاعدين معهم، وذلك لمحدودية المكان المخصص لهم في النادي، ولضمان استمرار حضور الأشخاص.

«الوسط» زارت المتقاعدين في نادي سار، والتقت بعدد منهم، حيث دار الحديث عن انطلاق ملتقى المتقاعدين، والتطورات التي شهدها، وعن البرامج والأنشطة التي تقام لهم، إلى جانب طموحاتهم وآمالهم.

25 متقاعداً يحملون شعلة الانطلاق

بدأ ملتقى المتقاعدين بتجمع نحو 25 شخصاً، حملوا شعلة انطلاق الملتقى، وازداد العدد ليصل إلى 80 تقريباً، وهو العدد القابل للزيادة، وذلك وفق ما ذكر السيدمحمد عدنان المحفوظ (معلم متقاعد)، والذي أشار إلى أن فكرة الملتقى جاءت قبل 3 أعوام تقريباً، وتم عرضها على إدارة النادي، وشجّعتها وهيأت الظروف لانطلاق الملتقى، ووافقت الإدارة على تخصيص 3 أيام في الأسبوع، وهي السبت والاثنين والأربعاء، على أن يستخدم المتقاعدون الصالة الرئيسية للنادي، والملعب، والغرفة التي تضم أجهزة رياضية، وكانت هذه البداية لملء أوقات الفراغ التي يعاني منها المتقاعدون.

ويذكر المحفوظ أنهم طلبوا إضافة يومين إلى جانب الثلاثة، ليصل عددها 5 أيام، وزادت فيما بعد لتصبح 6 أيام، من السبت إلى الخميس.

ويوضح أن البرنامج اليومي للمتقاعدين يبدأ بعد أدائهم صلاة الفجر، ويستمر حتى الساعة العاشرة صباحاً، ويتوافدون إلى النادي بعد أن تصلهم الرسالة النصية اليومية على مجموعة أنشئت ببرنامج التواصل الاجتماعي «واتساب»، تحمل اسم «ملتقى المتقاعدين - نادي سار»، وهي رسالة يبعثها المتقاعد عبدالرضا كاظم.

تدشين الفعاليات الثقافية والصحية

يبيّن المحفوظ أنهم إلى جانب البرنامج الرياضي اليومي، دشنوا عدداً من الفعاليات الثقافية والصحية، التي كان لها الأثر الإيجابي في نفوس المتقاعدين، وطوّرت من الملتقى، وكان أبرزها محاضرات وورش عمل عن: الإسعافات الأولية، الغذاء الصحي ومخاطر داء السكري، وكيفية الادخار والاستثمار بالنسبة للمتقاعد.

ويشير إلى أنهم أقاموا عدداً من الفعاليات الأخرى، منها رحلة إلى المدينة المنورة، وأخرى إلى منطقة الصخير، إلى جانب زيارة متحف البحرين الوطني، وبعض الأماكن التراثية والدينية.

ويؤكد أنهم مستمرون في إقامة العديد من الفعاليات التي تخرج المتقاعد من حالة الملل والفراغ، وتسهم في راحته من جانب، وإدخال السعادة والسرور في قلبه.

اللجنة التنسيقية... حلقة وصل المتقاعدين بالنادي

ويذكر المحفوظ أنهم عقدوا أخيراً اجتماعاً بإدارة النادي، وتم الاتفاق على تشكيل اللجنة التنسيقية للمتقاعدين، وهي حلقة الوصل بين المتقاعدين والنادي، ويتم من خلالها بحث سبل تطوير الملتقى، ورفع الاقتراحات والآراء إلى الإدارة، لتسعى بدورها في تحقيق هذه الاقتراحات.

وينوّه بتعاون الإدارة، ورئيس النادي عباس عبدالوهاب، والجهود التي يبذلونها في سبيل راحة المتقاعدين.

ويقول إن اللجنة التنسيقية انطلقت من خلالها عدة لجان أعضاؤها المتقاعدون، منها للثقافة والرحلات والتموين.

بطاقة المتقاعد وقائمة الحضور والانصراف

ويكشف المحفوظ عن قرب تدشين بطاقة المتقاعد، وهي بطاقة ستضم اسم كل متقاعد في الملتقى، وبعض المعلومات المهمة، ومنها فصيلة الدم، وهي تأتي بعد تدشين تفعيل قائمة الحضور والانصراف، مبيناً أن كل متقاعد يسجل اسمه عند الحضور ويوقع عند الانصراف، ليتم التأكد من التزام جميع المتقاعدين بالحضور.

ويذكر أن الملتقى خاص بالمتقاعدين من أهالي قرية سار أو القاطنين فيها، أما غير المتقاعدين فغير مرحب بهم، بحسب تعبيره، إذ إن ضيق المساحة تمنعهم من فتح المجال أمام المتقاعدين من المناطق الأخرى للدخول إلى الملتقى، وكذلك بالنسبة لغير المتقاعدين.

وينوّه إلى أن الكثيرين من المناطق الأخرى يطلبون الدخول إلى الملتقى، إلا أنهم يرفضون ذلك، ويدعونهم إلى الانخراط في الأنشطة والبرامج التي تقام في مناطقهم. ويضيف أن لديهم قاعدة بيانات تضم أسماء جميع المتقاعدين.

ويؤكد أن تجربة ملتقى المتقاعدين في سار، تعد الوحيدة والفريدة من نوعها، إذ لم يلحظوا تجربة شبيهة لها في أية منطقة أخرى، داعياً إلى الاستفادة من تجربتهم وتطبيقها في بقية المناطق، لما لها من جدوى وأثر إيجابي كبير على المتقاعدين.

عبدالرضا... المصوّر والمموِّن

تحدثت «الوسط» إلى المتقاعد عبدالرضا كاظم، الذي يصفه المتقاعدون بأنه المصوَّر والمموِّن، فهو المعني بتصوير المتقاعدين وإرسال الصور إلى المجموعة في «الواتساب»، وأيضاً تحضير وجبة الإفطار يومياً.

يقول كاظم إنه يبعث رسالة كل صباح إلى أقرانه المتقاعدين، ويدعوهم إلى الحضور في النادي، ويعمل أيضاً على تحضير الشاي والحليب، وبقية أطباق الفطور. ويشير إلى أنهم استفادوا من المثقفة الصحية التي حاضرت في النادي، ولذلك غيّروا أصنافاً كثيرة كانت تحضر في وجبة الإفطار، واستبدلوها بأصناف صحية. وذكر أنهم يحرصون الآن على توفير الأطعمة الصحية، ومنها الخضراوات والفواكه.

ويؤكد أنهم يشعر بسعادة كبيرة لوجوده في الملتقى، إذ ساعده على قضاء وقت الفراغ الذي يشعر به كل متقاعد، وخصوصاً في الفترة الصباحية، التي كان معتاداً فيها على الذهاب إلى العمل.

الطموحات والآمال

يتطلع المتقاعدون في قرية سار إلى الحصول على دعم ومساندة لأنشطتهم وفعالياتهم، وخصوصاً من رجال الأعمال والشركات التجارية، مشيدين في هذا السياق بالدعم الذي يحصلون عليه من وزارة شئون الشباب والرياضة.

المتقاعد أحمد عبدالرحيم، يطرح آماله في أن تُنشأ لهم بركة سباحة، ويحصلون على دعم إنشائها من رجال الأعمال القاطنين في قرية سار، ويؤكد أن الملتقى قرّب المتقاعدين في قرية سار والمقيمين فيها.

وإضافة إلى طموح عبدالرحيم، يؤكد سيدمحمد عدنان المحفوظ أنهم يسعون إلى تمويل الملتقى ذاتياً، وبدأوا هذه الخطوة بفرض رسوم رمزية يدفعها المتقاعد شهرياً، ومن خلالها تتم تغطية المصروفات اليومية، وكلفة وجبة الإفطار.

ومن بين طموحاتهم، أن يقام معرض مستقبلي للمتقاعدين، بحيث يستعرض كل متقاعد حرفته وموهبته، حتى يبقى متصلاً بعمله قبل التقاعد، متطلعاً إلى أن يجدوا من يساند مثل هذه الأفكار، ويدعمها، في سبيل استمرار وتطور ملتقى المتقاعدين في سار.

العدد 4949 - الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 16 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:41 ص

      الله يعطيكم العافيه

      خطوة جداً ممتازة يستاهلون متقاعدينا

    • زائر 13 | 8:42 ص

      متقاعد

      التقاعد هو مرحلة من مراحل الحياة ويمكن للشخص ان يتعايش معها وينتج ويشترك في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية وغيرها من الأنشطة بجانب التواصل مع الاسرة والاهل والاصدقاء والسفر حسب الإمكانيات انها مرحلة جميلة كباقي مراحل الحياة
      لا تقل مساكين المتقاعدين بل قل مساكين الي ما يفهمون الحياة
      متقاعد من سنة تقريباً

    • زائر 12 | 5:54 ص

      زائر

      الرياضه مفيدة جدآ للتغيير النفسيه والاكل الصحي مهم الى المتقاعد

    • زائر 11 | 5:01 ص

      التقاعد فترة جديدة لبدء تغيير سلوك الحياة نحو الافضل بدون تقييد والتزام . والحركة دائما لان فيها بركة .

    • زائر 10 | 1:30 ص

      فكره جميله ليتها تتكرر في باقي المناطق

    • زائر 8 | 12:53 ص

      بدون تعليق

      فكرة جميلة حبذا لو تطبق في باقي مناطق البحرين

    • زائر 7 | 12:09 ص

      حتي يتعلم نادي المتقاعدين في سند، أنشطتهم تقتصر على البلياردو وأنشطة تكاد تذكر. انشطة رد الرماد في العين.
      نادي المتقاعدين يحتاج علاج جذري حتى يرتقي بالمستوى المطلوب

    • زائر 6 | 11:51 م

      تعقيب

      شي حلو لكن وين نصيب المراءة المتقاعدة هل هو تربية الاحفاد فقط واعادة التربية من جديد بعد ماتقدم بها العمر المراءة المتقاعدة هي احوج لمثل هذه الانشطة لانها ضحت وتعبت اكثر منك ايها الرجل ايها المجتمع ساعدو المراءة لتعيش جزء من حياتها حره طليقة ولاتفكرون في نفسكم فقط ايها الرجال

    • زائر 5 | 11:04 م

      افضل حل

      مساكين المتقاعدين من يتقاعد من العمل تلقاه غالباً متملل وما عنده شي يسويه غير الاكل والشرب والنوم ولفرارة هالحال مع مرور الوقت يدمر الشخص
      لكن اذا صار عنده برنامج يحرك نفسه فيه يكون افضل بمشاركة اصدقائه واحبابه

    • زائر 4 | 11:00 م

      الله يعطيهم الف عافية

      خوش برنامج صراحه ويشكر عليه النادي

    • زائر 3 | 10:54 م

      محرقي : بصراحة فكرة جميلة من اهالي ونادي سار الرياضي الاهتمام بالمتقاعد بممارسة الرياضة والاهتمام الأطعمة الصحية ، ارجو من باقي الاندية الاستفادة هذه الفكرة وفتح المنشئات الرياضية اما المتقاعدين .

    • زائر 2 | 10:40 م

      الله يعطيكم الصحة و العافية

      ولاكن بس للمتقاعدين اعتقد فية أشوي عنصرية، وشلون بل نسبة لي إلي فنشوهم قصريياً؟

    • زائر 9 زائر 2 | 1:27 ص

      اللي فنشوهم يروحون يدورون شغل مو يسجلون في هالبرنامج
      جدا جميل هالبرنامج للمتقاعدين لا غير
      شكرا لنادي سار

    • زائر 1 | 10:15 م

      مصورين 12 شخص

      وكاتبين 80
      حارسوهم يتجمعون وصوروهم.
      على العموم الله يطول في اعمارهم
      خوش برنامج

اقرأ ايضاً