العدد 4954 - الأربعاء 30 مارس 2016م الموافق 21 جمادى الآخرة 1437هـ

مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية يُطلق منتدى أمراض القلب والأوعية الدموية

خلال قمة 2016 لدراسة سُبل الوقاية الأولية من الإصابة بأمراض القلب التاجية

سريناث ريدي
سريناث ريدي

أعلن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن إطلاق منتدى الفوائد الاقتصادية للاستثمار في الصحة ضمن فعاليات مؤتمر القمة لعام 2016، المقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من (29 إلى 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2016).


سيقدّم المنتدى لمحة موجزة عن أمراض القلب التاجية، بما فيها دراسة طريقة انتشارها وكيفية الحد منها وفقًا لمبادئ علم الأوبئة، وتقييم العبء والضغط الذي تشكّله مثل هذه الأمراض على نظم الرعاية الصحية، إضافة إلى تحديد الفرق بين الوقاية من المرض وإدارة عوامل الخطر المكتسبة. كما سيبرز المنتدى دور الابتكارات في وضع الاستراتيجيات الهادفة لضمان الوقاية من المرض، مثل خيارات نمط الحياة ومكافحة التدخين على نطاق أوسع، بما في ذلك الحد من استخدام التبغ والتأثير الإيجابي المحتمل لحظر التدخين في الأماكن العامة. كما سيتمّ إطلاع المشاركين على باقة متنوعة من السياسات والابتكارات المحتملة، التي يمكن تطبيقها على نطاق أوسع من قبل صانعي القرار في مختلف المراحل، بدءًا من الوقاية ووصولاً إلى العلاج.


يرأس المنتدى سريناث ريدي، من مؤسسة الصحة العامة في الهند. وبهذه المناسبة، قال ريدي، الذي شارك في عدد من لجان الخبراء التابعة لمنظمة الصحة العالمية وشغل سابقًا منصب رئيس الاتحاد العالمي لأمراض القلب: "تشكل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على المستوى العالمي، وهي تمثل اليوم خطرًا كبيرًا على التنمية الاقتصادية في العديد من الدول، نتيجة العبء الكبير الناجم عن الوفيات والإعاقات المبكرة. ولا شكّ أن الاستراتيجيات الفعالة للوقاية في مختلف مراحل الحياة، التي تستند إلى المعارف المتاحة للمعالجات الصحية المؤثرة، تمثّل أولوية ملحّة على صعيد السياسات والنظم الصحية. لذا، يهدف المنتدى إلى تحديد سبل الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مع التركيز بشكل خاص على تجنب المخاطر في المجتمعات السكانية والحد منها بالنسبة إلى الأفراد".


من ناحية أخرى، سيُبيّن المنتدى بأنه، بالرغم من المبالغ الطائلة التي تنفقها الحكومات على البحوث ذات الصلة، فقد برزت أهمية الوقاية من المرض إلى الواجهة بشكل أكبر، لا سيما وأن المرض يعتبر الآن السبب الرئيسي للوفاة في الدول المتقدمة، كما أنه مرشّح لأن يصبح السبب الأول للوفاة في بلدان العالم النامي.


ولمّا كانت الفعالية تسعى إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى  تخصيص الموارد بكفاءة، سيقوم المشاركون فيه برفع توصيات قابلة للتنفيذ إلى صانعي السياسات ومقدمي خدمات الرعاية الصحية العامة بما يضمن إمكانية حصول المرضى على رعاية صحية عالية الجودة والحد من معدلات انتشار المرض. كما سيتم التداول في السبل الكفيلة بتحسين العلاجات والالتزام بالمبادئ التوجيهية الطبية القائمة على الأدلة، واستراتيجيات تخفيض تكاليف العلاج.


سيعرض الخبراء خلال المنتدى كذلك مجموعة "value pools"، التي تضمّ سلسلة من السياسات الهادفة إلى تحسين النتائج وتقليص النفقات، والتي استخدمت باقة واسعة من أنظمة الرعاية الصحية العالمية التي ثبت نجاحها عملياً (بما فيها مبادرة mHealth للأمراض غير السارية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية في السنغال). كما ستتم الإضاءة على مجموعة من التدخلات الصحية - بما فيها السياسات والنماذج الخاصة بتقديم الرعاية ومقدميها، إضافة إلى البيانات والتحليلات -  فضلاً عن الجهات الفاعلة، بما فيها الأطراف المموّلة والحكومات والشركات.
 
وتعليقًا على التقرير المرتقب صدوره على هامش المؤتمر، صرّح الرئيس التنفيذي لمبادرة "ويش" إجبرت شلنجز، قائلاً: "من المتوقّع أن تصل نسبة أمراض القلب والأوعية الدموية إلى 50 في المئة من العبء العالمي للأمراض غير السارية. وإذا استمرت بعض عوامل الخطر بالازدياد بسرعة، بما فيها السكري والسمنة، فإن انتشار مثل هذه الأمراض والتكاليف المرتبطة بها، قد ترتفع بنسبة أكبر. وإذا نظرنا إلى القضية من زاوية القيمة، فإن التركيز على الجانب المتعلق بالوقاية يُعدّ أفضل استثمار ممكن، ولكننا نعلم أيضًا أنه من الصعب للغاية القيام بذلك، ليس أقلّه بسبب السياسات ذات الصلة.

ولذا، سيثبت منتدى ويش، تحت إشراف ريدي، بأن بذل جميع النظم الصحية لجهود قائمة على الأدلة وتأخذ في الاعتبار مبدأ القيمة مقابل الكلفة، لمعالجة أمراض القلب والأوعية الدموية، سيمكننا من إنقاذ عدد كبير من الأرواح، إلى جانب توفير مبالغ طائلة، الأمر الذي يجب أن يتصدر جدول أعمال كافة صناع السياسات، ولا سيما في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي."


بالإضافة إلى كونها ملتقى للآلاف من واضعي السياسيات والأكاديميين والمهنيين المرموقين، تطورت مبادرة ويش أيضًا لتصبح منصة رئيسية لنشر الابتكار وأفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، كما أنها تتماشى مع رؤية مؤسسة قطر لتعزيز دور قطر الريادي كمركز ناشئ للابتكار في مجال الرعاية الصحية والسعي في الوقت ذاته لإطلاق قدرات الإنسان.


تجدر الإشارة إلى أن قمة ويش لعام 2016 ستشهد عقد سبعة منتديات بحثية رائدة تسلط الضوء على معالجة بعض التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا في العالم. وبالإضافة لمناقشة أمراض القلب والأوعية الدموية، سوف يصدر المنتدى عددًا من التقارير القائمة على الأدلة في تخصصات متعددة، وتشتمل على موضوعات مثل صحة المجتمع والطب الدقيق والفوائد الاقتصادية للاستثمار في الصحة والرعاية المسؤولة ومرض التوحد والرؤى السلوكية. وسوف يترأس النقاشات خبراءٌ دوليون مرموقون. ولأول مرة، سوف تقدم ويش تقريرًا عن تأثيرها المستمر على المستويين المحلي والعالمي حول الموضوعات التي سبق إبرازها في القمم السابقة، مثل مرض السكري وسلامة المرضى.


وإلى جانب عقد منتديات حول البحوث الحديثة في السياسات الصحية، من المقرر أن تنظّم القمة معرضًا للابتكارات من كافة أنحاء العالم تبرز عملية صياغة التصميم والتسليم وتمويل الرعاية الصحية، فضلاً عن تسليط الضوء على لفيفٍ من المبدعين الشباب، الذين يمثلون قادة الرعاية الصحية الناشئة تحت سن الثلاثين ولديهم إسهامات في الصحة العالمية تستحق التقدير على نطاق واسع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً