العدد 4955 - الخميس 31 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الآخرة 1437هـ

الأطفال العرب يتعرفون على التراث الإماراتي في "ملتقى الشارقة"

اعتزازاً بالهوية الوطنية والعادات والتقاليد

الشارقة - ملتقى الشارقة للأطفال العرب 

تحديث: 12 مايو 2017

يأتي ملتقى الشارقة للأطفال العرب في دورته الثانية عشر الذي يقام تحت شعار "اسمعونا.. نحن المستقبل"، بصبغة مميزة جعلت منه منبراً حياً، خاض خلالها الأطفال تجربة جديدة وفريدة عاشوا أجواء التراث الإماراتي، مع باقة منوعة من الأشطة والورش الحية والتفاعلية، التي أقيمت لهم في يوم التراث في مركز الطفل في الرقة، تماشياً مع خطة الملتقى في تعريف أطفال العرب بالحرف اليدوية، ومجموعة من العادات والتقاليد الإماراتية.

وافتتح اليوم التراثي، باستقبال أطفال العرب برقصة من التراث الإماراتي، قدمها لهم مجموعة من الأطفال الذين جاؤا من مختلف مراكز الأطفال في إمارة الشارقة، ليعبروا عن مدى سعادتهم بوجودهم بينهم وليرحبوا بهم على أرض إمارتهم الباسمة.

واضاف الفنانين، علي الغرير وخليل الرميثي، اللذان جاؤا من دولة البحرين الشقيقة، أجواء مليئة بالفرح والمتعة، خلال مشاركتهم في اليوم التراثي، حيث شاركوا الأطفال في تأدية الرقصة الشعبية، كما رحبوا بالوفود المشاركة  على طريقتهم الكوميدية، وتجولوا بين أركان اليوم التراثي.

وتنوعت الفعاليات التراثية، التي تم تقديمها للأطفال، لتعريفهم بما تحتضنه الإمارات من تراث ومخزون ثقافي وتاريخي عريق،  بالإضافة إلى ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم، من خلال قيام الوفود المشاركة كافة، بارتداء الزي التراثي الذي يمثل بلدهم، لتأكيد أن وطننا واحد، ثقافتنا واحدة حتى لو اختلفت عاداتنا وتقاليدنا.

كما وانتشرت بين ردهات قاعة اليوم التراثي، العديد من الأركان التي سلطت الضوء على مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية، وأهمها الأزياء التقليدية باعتبارها جزء مهم من التراث الشعبي الإماراتي، الذي ما زال موجود إلى يومنا هذا.

وقدم الملتقى ورشة صناعة الدمى، التي تعتبر إحدى أبرز الحرف والصناعات المرتبطة بالأزياء التقليدية،  وكيفية صناعتها بطريقة سهلة ومبسطة باستخدام مجموعة من الأدوات البسيطة، مثل الخيط  القطن ،القماش ، شيله ودريه وغيرها.

وإلى جانب ورشة الدمى، قدم الملتقى ورشة عمل التلي، ليعرف الأطفال بهذه الحرف النسائية التي تستخدم في تزيين الملابس باستخدام خيوط مزركشه ملونه، تختلف حسب حجم الخيط ونوع الزخرفة المستخدمه، وأيضا من هذه الورش الحرف اليدوية التراثية " السفافة"، وهي عبارة عن نسج سعف النخيل، الذي يستخدم في تصنيع مجموعة منوعة من الأدوات، كالسلال، والمراوح التقليدية "المهفة"، و"المجبة" الذي يستخدم غطاء للأكل لحمايته من الحشرات وغيرها، والحصير، الذي يستخدم سجادة للجلوس والأكل وغيره.

كما قدم الملتقى للأطفال المشاركين، الذين تجولوا بين هذه الورش وتفاعلوا معها، وساعدوا في صناعتها، ورشة "جلادة الحبال"، تعلموا خلالها كيفية صنع الحبال من ليف النخيل، كما تعرف الأطفال على مجموعة من الألعاب الإماراتية القديمة وكيفية ممارستها مثل لعبة القبة والصبا وشاحوف ولعبة النعرة، بالإضافة إلى العديد من الألعاب الأخرى.

وشارك العديد من أطفال المراكز بفقرات فردية كالعزف على البيانو والناي، كما قدم كورال مراكز أطفال الشارقة فقرة غنائية ممتعة، تحدثت عن أهمية القراءة والعلم وهما السبيل في النجاح والرقي، وجعل القراءة أسلوب حياة، والكتاب هو الصديق الوفي والمقرب منهم، لانه به تحلو الحياة ويفتح آفق المستقبل امامهم.

واستمتع الأطفال والحضور، بتناول مجموعة من الأكلات الشعبية الإماراتية، مثل اللقيمات، خبز جباب ورقاق، الذي تم صناعته مباشرة أمامهم، والذين جلسوا ليشاهدوا طريقة عملها على أيدي أمهاتنا الإماراتيات، اللواتي قدمنها للأطفال بطعم ممزوج برائحة الحب الإماراتي للدول العربية كافة.

وقالت ريم بن كرم، رئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب- مدير مراكز الأطفال في الشارقة: "هدفنا من إقامة اليوم التراثي للأطفال، هو تعريف الأطفال العرب المشاركين في الملتقى بجمال وتنوع التراث الإماراتي، ومن أجل المحافظة على تراثنا الأصيل، وتعزيز حضوره في مختلف المناسبات لما له من أهمية باعتباره الإرث والهوية الوطنية لنا، وترسيخه في ذاكرة الأجيال، وتذكيرهم دائما بتراثهم العريق، الذي يشكل لهم بوابة المستقبل".

وأكدت بن كرم، على أهمية ترسيخ العادات والتقاليد في نفوس الأطفال، وهذا من شأنه تعميق الاعتزاز بالهوية الوطنية، وإيجاد رابط قوي في ذهن الأطفال والعلاقة بين الماضي والحاضر، من أجل رفع الوعي والإدراك بأهمية هذه الحرف التراثية التي شكلت جزء لا يتجزأ من حجر الأساس لمستقبلهم الحالي.

واختتم الملتقى فعاليات اليوم التراثي، بأن قام كل وفد من الوفود العربية المشاركة بتقدم فقرة عرض المواهب، عرفوا خلالها الأطفال بوطنهم الذين جاؤا ليمثلونه في هذا المنصة التي اعتبروها نقطة مميزة في طريق حياتهم المستقبلية، والتي قدمت لهم الكثير من الخبرات والتجارب التي استفادوا منها، ليعودوا بها، ويقدموا لأطفال بلدهم ملخص هذه التجربة الفريدة من نوعها على مستوى العالم العربي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً