العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ

القطان: كفالة اليتيم جزاؤها عظيم... ورعايته تشمل كل احتياجاته

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

01 أبريل 2016

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن كفالة اليتيم جزاؤها عظيم، وقد رغّب الإسلام إليها ورتّب على ذلك الجزاء العظيم، مشيراً إلى أن رعاية اليتيم تشمل كل احتياجاته، ومنها حُسن تربيته، وتعليمه التعليم المناسب لأمثاله، وحفظه من الضياع ومُصاحبة المفسدين، وكذلك الاهتمام بماله حِفظاً وتنمية.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (1 إبريل/ نيسان 2016)، والتي خصّها للحديث عن اليتيم بمناسبة يوم اليتيم العربي، قال: «تحتفل كثير من المؤسسات والهيئات والجمعيات والمنظمات التي تعنى برعاية الأيتام في عالمنا العربي في الجمعة الأولى من شهر إبريل من كل عام، باليوم العربي لليتيم، وجميل أن نحتفل باليتيم في هذا اليوم، لكن الأجمل من ذلك أن نحتفل باليتيم في كل يوم، فمكانة اليتيم في كتاب الله تعالى وسنة نبيه (ص) عظيمة».

وأفاد بأن «ديننا الإسلامي الحنيف يحث على رعاية اليتيم وإكرامه طيلة العام، إلا أن هذه الفكرة بتخصيص يوم تشارك فيه جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في إبراز مكانة الأيتام، ووجوب رعايتهم، وحث الأمة على كفالتهم ومساعدتهم، وإبراز الأجر العظيم والثواب الكبير لأولئك المحسنين لهو أمر يستحق التشجيع والشكر والثناء».

وقال: «حسبُ اليتامى عزّاً و فخراً أن يكون خاتم النبيين وإمام المرسلين محمدٌ (ص) يتيماً بلا أب ولا أم، حيث مات أبوه وهو حمل في بطن أمه، وماتت أمه وهو صغير، فحفظه الله ورعاه، وآواه وهداه».

وأوضح أن «اليتيم هو الذي فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم، ومن فَقَدَ أبويه فهو لطيم، فإذا بلغ الصغير الحلم زال عنه وصف اليتم، وقد جعل الله تعالى الإحسان إلى اليتيم ورعايته عملاً عظيماً جزاؤه الجنة، وذلك يُشعر اليتيم أنه إن كان قد فقد أباه، فقد وجد في الرحماء آباءً يعطفون عليه، ويجودون بالإحسان إليه، ويتولَّون أمره ويقومون بشأنه، فلا تنكسر نفسه، ولا يشعر بذلَّة أو حزن حينما يرى كل ولد بجوار أبيه يقبل بفرح إليه، ويرتمي في أحضانه؛ لأنه وجد في المسلمين أكثر من واحد يصنع معه ذلك».

ولفت إلى أن «شأن اليتيم ذكر في كتاب الله العظيم في 23 موضعاً، فقرَّر حقَّه كاملاً ورفع عنه كل ظلم وجور، فسبحانه أرحم الراحمين الذي هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها».

وتابع «لمَّا كان هذا اليتيم الصغير لا يستطيع القيام بشئون نفسه نصَّب الإسلام عليه وصيَّاً يتفقد حاله ويصلح شأنه، ويحفظ ماله وينميه إلى أن يصل هذا اليتيم إلى مرحلة الفهم والإدراك وحسن التصرف، فيسلمه هذا الوصي ماله، ولا بد أن يكون هذا الوصي معروفاً بالرشد وحسن التصرف والأمانة وحسن الأخلاق». ونبّه إلى أن الإسلام حذّر من التصرف بمال اليتيم إلاَّ بما يعود عليه بالمصلحة والمنفعة، فإذا بلغ أشدَّه فيجب أن يسلم إليه جميع ماله، ولا يجوز للوصي أن يبخس أو يأخذ منه شيئاً إلا بطيبة نفس من اليتيم بعد أن يبلغ أشده ويحصل رشده، فكل تصرف في مال اليتيم لا يقع في دائرة ما هو أحسن فهو محظور ومنهيٌّ عنه، فأكل ماله طمعاً فيه واستضعافاً له محرم ومنهي عنه، وتجميد ماله وعدم استثماره بالزراعة أو الصناعة أو التجارة محرم ومنهي عنه، وإهماله وعدم صيانته محرم ومنهي عنه.

وذكر أنه «إذا بلغ اليتامى مبلغ الرجال وعُلم رشدهم، فيجب دفع أموالهم إليهم، فالله سبحانه وتعالى أمر بابتلاء اليتامى وهو اختبار عقولهم وتصرفهم في أموالهم، ولا يكون الابتلاء قبل بلوغ النكاح، فإذا علمتم حسن تصرفهم بعد بلوغهم فادفعوا إليهم أموالهم ليتولوها بأنفسهم، فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأَشْهِدوا عليهم حتى لا يجحدوا تسلُّمها». وأردف قائلاً: «الإشهاد يقتضي المحاسبة للأولياء على تصرفاتهم في أموال اليتامى وهذه المحاسبة تقتضي المراجعة، والتدقيق قبل أن يشهدوا وفي هذا ضمان لحقِّ اليتيم، كما أن في الإِشهاد فائدة أخرى وهي أن دعوى الأوصياء أنهم دفعوا إلى اليتامى أموالهم لن تُسمع ولن تُقبل إلا أن يكون هناك من يشهد على صحة ذلك، وإلا اعتُبروا آكلين لها بغير حق وكفى بالله حسيباً».

وأفاد القطان بأن «للوصيِّ أن يأكل من مال اليتيم بالمعروف إذا كان محتاجاً إلى ذلك، أما إن كان غنيَّاً بماله عن مال اليتيم فليستعفف فهو خير له. ولقد حذر الله تعالى الأوصياء من الظلم لليتامى الذين جعلهم الله تحت رعايتهم ووصايتهم وأمرهم بالإحسان إليهم، فكما تخشى - أيها المسلم - على أولادك الصغار الضِّعاف بعد موتك فعليك بتقوى الله في هؤلاء الأيتام».

وقال: «إن خير البيوت بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وإن شرَّ البيوت بيت فيه يتيم يُهان ويُساء إليه، فلقد نهى الله تعالى عن ازدراء اليتيم وإهانته، وقهره واحتقاره، وذلك لضعفه، والضعف غالباً يثير الطمع في الضعيف، وجعل الاستخفاف به والجفاء نحوه».

وفي سياق خطبته، نوّه القطان برعاية عاهل البلاد للأيتام، فهو يضرب خير قدوة وأسوة في كفالة الأيتام والقيام على أمرهم، والعناية بشئونهم، وتلمس احتياجاتهم، فيصدر أمره السامي للمؤسسة الخيرية الملكية بكفالة جميع الأيتام البحرينيين وأمهاتهم من الأسر المحتاجة».

وأكد أن «المؤسسة الخيرية استطاعت بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل الرعاية الكريمة لجلالة الملك كفالة أكثر من خمسة آلاف يتيم، من مختلف محافظات البحرين، بالإضافة إلى حوالي خمسة آلاف أرملة، وتقوم هذه المؤسسة التي أسسها جلالة الملك، وكلف نجله سمو الشيخ ناصر بن حمد رئاستها، لتحقيق تطلعات جلالة الملك، حيث تقوم هذه المؤسسة بتقديم الكفالة المادية لهؤلاء الأيتام والأرامل بصورة ميسرة ومستمرة للوفاء باحتياجاتهم اليومية، وتوفير المعيشة الكريمة لهم، كما توفر لهم الرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية.

ورأى أن «هذه الأعمال وغيرها الكثير مما يقوم به جلالته لأبناء شعبه الوفي، ما هي إلا إيمان منه بأهمية هذه الفئة من المجتمع وعظم تأثيرها عليه، فكان بحقٍّ نعم الأب الراعي لهم الساهر على مصالحهم وشئونهم.

العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً