العدد 4965 - الأحد 10 أبريل 2016م الموافق 03 رجب 1437هـ

حتى عذاري... يا وزارة الإسكان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكبر وأعقد مشكلةٍ تواجهها البحرين هي مشكلة الإسكان التي تزداد تعقيداً مع مرور الأيام.

هذه حقيقة يدركها الجميع، حتى محيطنا الخليجي الذي بادر منذ العام 2011 إلى تبني مشروع مارشال، على مدار عشر سنوات، كان يؤمل أن يسهم كثيراً في إيجاد حلول سريعة لمثل هذه المشكلة المعقدة.

إلا أنَّ ما يجري على الأرض، يوحي بأن السياسة الإسكانية مازالت تسير على السكة الخاطئة، بدليل استمرار التعثرات والتخبطات... والمعاناة.

مشكلة الإسكان يعاني منها جميع البحرينيين، وإن اختلفت حدّتها من منطقة إلى أخرى، بحكم التوزيع المناطقي لمشاريع الإسكان. ومازال شائعاً نموذج الأسرة الجديدة التي تبدأ حياتها ببناء غرفة ملحقة (أو غرفتين) ببيت الوالد، لتتحوّل الإقامة المؤقتة إلى دائمة، حتى يبلغ الأطفال وينهوا المدرسة ويلتحقوا بالجامعة.

هناك مشاريع إسكان، كثيرٌ منها يتأخر توزيعه عن الموعد المعلن عدة سنوات، وهناك تخبط في توزيع البيوت الجاهزة بين مبدأي الأقدمية والمناطقية، بطريقةٍ انتقائيةٍ فجّةٍ وغير عادلة، على طريقة الفأر والجبنة، يقضم قضمةً من هنا وأخرى من هناك.

وهناك تظلماتٌ واسعةٌ في الكثير من المناطق التي تشعر بالتهميش والحرمان من أحد حقوقها الأساسية في بلدها. ويلجأ الأهالي إلى طرقٍ بسيطةٍ للاحتجاج، في تجمعات صغيرة، للتعبير عن مواقفهم ورفضهم لهذه السياسات، والمطالبة بالإنصاف.

آخر تجمعٍ أشارت إليه «الوسط» أمس، ما وقع في قرية عذاري، وهي أشهر قريةٍ بحرينيةٍ تقع في قلب جزيرة البحرين الأم، واسمها مشهور جدّاً بين أهل الخليج، لارتباطها بالمثل الشهير: «تسقي البعيد وتخلّي القريب»، حيث كانت عينها الشهيرة تضخّ الماء عبر الجداول والقنوات إلى القرى والمناطق البعيدة، لتروي ناسها ومزارعها في صمتٍ، في أبهى صور العطاء والإيثار.

هذه القرية الشهيرة هي من أصغر قرى البحرين، وحين أنشئ الصندوق الخيري في البلاد القديم وجوارها قبل ربع قرن، انضمت إليه الصالحية والزنج وعذاري، التي كانت من أصغر مناطق الصندوق، حيث لا يزيد عدد منازلها على المئة بيت. هذه القرية الصغيرة المحدودة السكان، خرجت أمس لتطالب بحلٍّ لمشكلتها مع الإسكان.

التجمع الصغير ضمّ نساءً وأطفالاً فقط، ويمكنك أن تسمع الصراخ القادم من أعماقهم من خلال قراءة العبارات البسيطة التي رفعوها على اللافتات الورقية أمامهم:

«17 سنة أطالب بمسكن. 17 سنة عايشة في غرفة مع 4 أطفال. 17 سنة عايشة في منزل آيل للسقوط. طلبنا من سنة 1999». هل يمكن أن يشعر وزير الإسكان وطاقمه الإداري ومهندسوه معنى أن تعيش في غرفةٍ واحدةٍ، مع 4 أطفال، في منزل آيل للسقوط، لمدة 17 عاماً؟ هل يوفّر ذلك الحدّ الأدنى للحياة البشرية؟ وهل هذه حياة تحفظ كرامة البشر؟ وهل من المناسب في بلدنا أن تخرج عائلةٌ متوجعة ترفع لافتةً تقول: «نناشد وزير الإسكان الموقر أن ينظر في حالتنا»... وهل في هذا حفظٌ لحقوق المواطنة وكرامة الإنسان؟

بقية العبارات تحكي واقع الحال: «إلى متى الانتظار يا وزارة الإسكان»؟، «أين أنت يا وزير الإسكان من الطلبات القديمة؟»، والتوقيع يحمل اسم أصحاب طلبات 93، 94. فنحن أمام عوائل ذات دخلٍ محدود، تنتظر فرصة الحصول على سكنٍ ملائمٍ منذ 23 عاماً، وليس أربع أو خمس سنوات.

إذا تكلّمت عذاري، «القرية المخفية ومن الإسكان منسية»، كما كتب على إحدى اللافتات، فاعلم أن وزارة الإسكان نكأت جروحها، وذكّرتها بمأساتها ومعاناتها منذ القدم... حيث تسقي الغريب والبعيد وتترك القريب عطشان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4965 - الأحد 10 أبريل 2016م الموافق 03 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 4:29 م

      احنا من 19994 وللحين الحمد الله .. قالو بيعطونا في سند واسكان سند مستوي وللحين مو موزعينه الى متى بعد !! الحمد الله

    • زائر 25 | 3:27 م

      ....

      فاقمت الازمة...ملكوهم الوظائف والبعث ولبيوت

    • زائر 24 | 2:52 م

      باختصار

      وين المسئولين وكل ما يحصل راضين به. تهميش ومحاربة مكون عند كل عتبة.

    • زائر 21 | 8:39 ص

      بيوت الاسكان حق المواطنين الجدد

    • زائر 20 | 6:33 ص

      احنا صار لينا 14 سنه وعايشه في حجرتين في منزل ايل للسقوط والحجرتين موصحيين كلش ماتدخلهم الشمس ولا فيهم تهويه عدله جابو ليي الضيقه بس ويش نسوي الخير لغيرنا والشقاء لينا

    • زائر 18 | 5:05 ص

      مطلقة وحياة مظلمة

      فما تقولون عن مطلقة بلا عمل وتعيش في شقة للإيجار وأننا نعيش في دولة نفطية وخليجية كما يسمونها لكن خيرنا لم نتهنى به انا بنت البلد اعيش بفقر وبلا مسكن خاص بي والبحرينيين الجدد في نعيم. ولا وزارة بالدولة تعمل بشكل منصف يخدم المواطن فأكثرهم ضد المواطن اسمع عن المطلقات وحياة الرفاهية التي يعيشونها في دول الخليج الثانية أما نحن فأخس من هنود الخليج حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 17 | 4:41 ص

      سيد انت رحت الاسكان؟

      اذا رحت الاسكان اكيد شفتها الامم المتحدة هناك من كل جنسية يطالبون بالبيوت والقروض والاراضي فكيف تحل هذه الازمة الاسكانية والطلب اكثر من العرض بكثييييييييير

    • زائر 16 | 4:41 ص

      مشكلة المواطنين المحدودي الدخل، اذا حصلوا بيت الإسكان من وقت، بيفرحوا وبزيدوا لينا المواليد، واحنا مو قاصرين عدد. فأفضل شي المواطن يحصل بيت الاسكان بعد عشرين سنة، عشان تكون المرأة آيست وما تييب عيال.

    • زائر 19 زائر 16 | 5:48 ص

      جدا ظريف الاخو

    • زائر 22 زائر 16 | 9:08 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله عجبي والله

    • زائر 15 | 4:27 ص

      بيوت سند

      ثلاث سنوات من اتخصصت بيوت سند مجمع ٧٤٥وللحين ما ندري متى بيعطونا المفتاح ، وكل مانروح الاسكان ونراجع ما في احد يعطينا جواب، ، واذا نسأل في انستغرام الوزارة على طول يحدثون الكلام المكتوب

    • زائر 14 | 3:17 ص

      أنا سيدنا طلبي من سنة 1986 والوعود من بياعات الكلام فى وزارة الإسكان كثيرة والآن خبر خير البيوت إلى السكان الجدد فى هذا البلد

    • زائر 13 | 1:52 ص

      الوالده من سنه ٩٠ مقدمه طلب لسكان لبيت لهذا يومنا ماحصلنا شي وساكنين في ايجار غرفتين واحنا خمس اشخاص

    • زائر 11 | 1:07 ص

      كل منطقه ليها امتداد للاسكان الا قرية عذاري فهيا مهمشه... طلبات للاسكان من 94 وعدد افراد اسره مكونه من ثمان اشخاص او اكثر قابعين في غرفه واحده... متى سينظر الى احوال هذه القريه المنسيه المعدومه من اغلب الخدمات!

    • زائر 12 زائر 11 | 1:41 ص

      بو احمد

      في كل قرى شارع البديع من بر الصالحية وسنابس الدراز توجد اراضي كثيرا م مسحاحات شاسعة ولاكن وزارة الاسكان تتجاهل طلباتنا . وزارة الاسكان فالحة يوم تجديد البيانات يوم استرجاع السنوات الفايتة مجر كلام ما منه اي فايدة مجرد شو فقط

    • زائر 10 | 12:50 ص

      ياليت يتذكرون

      الظلم ظلمات والموعد يوم القيامة

    • زائر 9 | 12:24 ص

      قرية عذاري المنسيه الطلبات من ٩٤ وللحين ننتظر طلبنا من ٩٥ عشرين سنه والوالد من ٨٥ تم تحويل الطلب الى ٩٥

    • زائر 8 | 12:21 ص

      طلبنا من ٩٥ وللحين ننتظر بيت عشرين سنه والوالد نفس الشي من ٨٥ تحول طلب الوالد الو ٩٥

    • زائر 7 | 12:07 ص

      ناس حتى بناتهم وولادهم تزوجوا وما حصلوا بيوت لمتى يعنى يعنى بيوتنا القبر مايروح الواحد يستلم المفتاح الاهو اخر عمره

    • زائر 6 | 12:05 ص

      اكبر خطأ ارتكبته وزارة الإسكان هو ماريتيمو بإمتدادات القرى

    • زائر 5 | 12:01 ص

      كل الميزانيات ذهبت للتركيز على مشاريع محدّد وفي مناطق محدّدة وفق المشروع الذي من خلاله يجعل المواطن اقليّة لا قيمة له ولا صوت له بل وجعله يصارع مرارة العيش على ارض وطنه

    • زائر 4 | 11:56 م

      إقتراح

      كل بيت يعج بحكايات اﻹسكان ، والظلم بالطبع واقع على الجميع ، لكن يبقى لسكان العاصمة وضواحيها النصيب اﻷكبر من سنوات اﻹنتظار .
      عندي مقترح أتمنى أن يصل عبر عمودكم وهو بيع اﻷراضي السكنية بأسعار رمزية في حدود 5 و 10 آلاف دينار لمن يريد من قوائم اﻹنتظار ، وعليه تحصل الحكومة على السيولة من جهة وتنهي معاناة بعض المنتظرين من جهة أخرى ،وتوفر أيضا علاوة السكن التي تصرفها لمستحقيها

    • زائر 23 زائر 4 | 10:25 ص

      ضحكتني الاراضي اسعارهه اصغر ارض واخس منطقه ماتقل عن70000 وانته تبغيهم يعطونك اياهه ب5000هههه

    • زائر 3 | 11:47 م

      هو في بيوت بس راحت للآخرين الذين جلبوا للبحرين

    • زائر 2 | 10:35 م

      تدري سيد وزارة الإسكان توطن ناس في مناطق ناس ولا تقوم بتوطين ناس في مناطق تلك الناس خذ مثالا إسكان النويدرات المنهوب سلماباد عراد وجلهم من الجدد .

    • زائر 1 | 10:18 م

      تدري سيد تبنى حاليا في جو وعسكر 4آلاف بيت وهي قرى صغيرة وطلباتعم مغطية ل2012 بل صفر وخط قرى سارع البديع 9مارس بمافيهم عذاري والخميس والسهلتان وأبو قوة 93 وأنت صاعد مكانك سر هذا أليس ظلما.

اقرأ ايضاً