العدد 4969 - الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 07 رجب 1437هـ

قرار دولي بإنهاء "داعش"... والخلافات هل تؤجل موعد الحسم؟

الوسط – المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

تشير تصريحات الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا إلى أن أيام "داعش" باتت معدودة، إلا أن حسم المعركة ضد هذا التنظيم على ما يبدو قد تتأخر قليلاً بسبب الخلافات بين الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى بشأن عدد من الملفات وبشأن الملف السوري خصوصاً.

ويسيطر تنظيم داعش على مساحة واسعة من العراق وسورية، ورغم أن التنظيم كان موجوداً في سورية والعراق إلا أن التحالف ضد التنظيم والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لم يتحرك إلا بعد أن ذهب التنظيم بعيداً بسيطرته على الموصل (ثاني أكبر المدن العراقية) في يونيو/ حزيران 2014 زاحفا باتجاه كردستان العراق وارتكابه مجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع.

وفور سقوط الموصل تشكل في العراق الحشد الشعبي والذي جاء لدعم الجيش العراقي والفصائل المسلحة لمنع "داعش" من التقدم نحو العاصمة العراقية بغداد وباقي المدن الأخرى.

فيما بدأت قوات التحالف بقيادة واشنطن أولى ضرباتها إلى تنظيم داعش لمنعه من التقدم نحو كردستان العراق في الثامن من أغسطس/آب 2014.

وبدأت قوات التحالف الدولي في 23 سبتمبر 2014 قصف "داعش" في معقله في مدينة الرقة السورية من خلال غارات جوية وقصف بصواريخ توماهوك.

وكانت التصريحات الأميركية المتكررة تشير إلى أن الحرب على "داعش" ستستغرق عدة سنوات، وطلب الرئيس الأميركي من الكونغرس منحه تفويضاً لـ3 سنوات لمحاربة "داعش" وذلك بعد 6 أشهر من انطلاق عمليات التحالف ضد التنظيم.

وتوقع وزير الخارجية الأميركي جون كيري حينها أن يطول أمد الحرب التي يخوضها التحالف الدولي على تنظيم "داعش" في العراق وسورية.

وفي رسالة بعث بها عبر الهاتف إلى مؤتمر التحالف الدولي المناوئ لـ"داعش" في العاصمة الفرنسية باريس، قال كيري في الثاني من يونيو 2015 إن الحرب على "داعش" ستستمر "لسنوات عدة".

في الوقت نفسه أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد المؤتمر على "التصميم الكامل" للتحالف الدولي في حربه على "داعش".

وفي الـ30 من سبتمبر 2015، كان العالم مع حدث غيّر من الموازين في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية إذ بدأت القوات الروسية عملية عسكرية مساندة للجيش السوري ضد الجماعات المسلحة ومنها تنظيم داعش وجبهة النصرة، وهو الذي بدا مفاجئا للعالم الذي لم يكن يتوقع أن تقوم روسيا بعملية عسكرية كبيرة في سورية.

واعتبرت واشنطن أن التدخل الروسي في سورية يطيل أمد الصراع في هذا البلد، فيما واصلت روسيا عملياتها التي اتهمت من قبل الغرب والولايات المتحدة الأميركية بأنها لا تركز ضرباتها الجوية على التنظيمات الإرهابية "داعش" و"النصرة" بل المعارضين المسلحين المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ورغم الخلافات العلنية، إلا أن التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية لم يتوقف وصولا إلى انعقاد المباحثات بشأن الوضع السوري، وانتظاراً لانعقاد جنيف 3 للحوار بين النظام والمعارضة.

وأمام هذا التدخل الروسي الذي وجه ضربات موجعة لتنظيم داعش خصوصا باستهدافه أهم موارده "النفط" الذي كان يذر على التنظيم مئات الملايين من الدولارات، اختلفت التصريحات الأميركية ليؤكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أيام تنظيم داعش باتت معدودة لتتوالى تصريحات قمة الهرم الأميركي بالتأكيد على أن أيام "داعش" باتت معدودة، وليؤكد قمة الهرم في البيت البيضاوي الرئيس باراك أوباما أن هزيمة "تنظيم داعش ما زال أول أولوياتي".

وكانت أخر التصريحات التي صدرت من مسئول غربي عن ضرورة هزيمة داعش هي لوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان والذي دعا من بغداد الإثنين (11 أبريل/ نيسان 2016) إلى تكثيف الضغوط على تنظيم "داعش" الذي تعرض لهزائم عدة أخيراً، بهدف استعادة السيطرة على معقليه، الموصل في العراق والرقة في سورية خلال العام الحالي.

ورغم التصريحات والعملية العسكرية المستمرة ضد تنظيم داعش، إلا أن هناك خلافات بين روسيا وحلفاؤها من جانب والولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها من جانب آخر، فهل تؤجل تلك الخلافات هزيمة تنظيم داعش؟.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً