العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ

السيسي: نموت قبل أن يمس أحد مصر بسوء

نائب ألماني يطالب بوقف تصدير الأسلحة للقاهرة

متظاهر مصري يسير أمام قوات مكافحة الشغب أثناء تظاهرة خرجت أمس في القاهرة  - REUTERS
متظاهر مصري يسير أمام قوات مكافحة الشغب أثناء تظاهرة خرجت أمس في القاهرة - REUTERS

القاهرة، برلين - د ب أ، أ ف ب 

15 أبريل 2016

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الجمعة (15 ابريل/ نيسان 2016) «أن جزيرتي تيران وصنافير موجودتان على الناحية الأخرى من الشاطئ، لكنهما أرض غيرنا، وهنا هي أرضنا وعلينا أن نعمرها ونحافظ عليها».

وقال السيسي - خلال تفقده مشروع مدينة جبل الجلالة بمنطقة البحر الأحمر أمس: «نموت قبل أن يمس أحد مصر بسوء»، مؤكداً أن القوة ليست فقط عسكرية وإنما أيضاً اقتصادية وعلمية وثقافية ونفسية.

وأضاف، في تصريحات نقلها موقع التليفزيون المصري أنه «في ظل الظروف الحالية ليس لنا سوى شباب مصر الذين يمتلكون النشاط والحيوية والنقاء والبراءة»، داعياً إلى حسن إعداد الشباب المصري لمواجهة المستقبل.

وشدد السيسي على أن الإصلاح والبناء والحفاظ على 90 مليون مصري هي أيضاً من أعمال العبادة.

وقال إنه لا يريد بكلامه تخويف أحد وإنما نقل واقع حقيقي لكي نستعد له جميعًا ونبني بلدنا، لافتا إلى أن «الدولة تعبت على مدى خمسين عاما، وبكم سنرجعها دولة بصحيح».

ودعا السيسي إلى تعظيم ما يتم تقديمه للشباب في العام 2016 باعتباره عام الشباب «وما نطلقه من مشروعات يهدف إلى استدعاء الشباب لبلادهم». ويقع المشروع أعلى هضبة جبل الجلالة بمنطقة البحر الأحمر بين العين السخنة والزعفرانة ويشمل مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك عبدالله ومنتجعًا سياحيًّا يطل على خليج السويس، بالإضافة إلى طريق «العين السخنة - الزعفرانة»، الذى يشق جبل الجلالة ويعمل بالمشروع 53 شركة مدنية وطنية تعمل مع القوات المسلحة.

في الأثناء، أطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع في القاهرة والاسكندرية أمس لتفريق مئات المتظاهرين المحتجين على اتفاق تتخلى مصر بموجبه للسعودية عن السيادة على جزيرتين في مضيق تيران.

وعملت الشرطة مساء على تفريق قرابة 100 متظاهر قرروا البقاء حول مقر نقابة الصحافيين في القاهرة بعد أكبر تظاهرة علمانية ضد نظام السيسي منذ إطاحة سلفه محمد مرسي في (يوليو/ تموز 2013)، بحسب صحافيين في وكالة «فرانس برس».

وأثار الاعلان المفاجئ عن الاتفاق خلال زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة الاسبوع الماضي موجة غضب في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد السيسي. وقال المسئول إن الشرطة قبضت على عدد من المتظاهرين في حي المهندسين في غرب القاهرة.

وكان قرابة 200 شخص تجمعوا امام مقر نقابة الصحافيين، وهي نقطة انطلاق رئيسية للتظاهرات منذ سنين، ووصل عددهم إلى حدود الألف لاحقاً قبل أن يرحل الغالبية العظمى ويقرر نحو 100 البقاء.

ومع حلول المساء، فرقت الشرطة المحتجين الباقين باستخدام الغاز المسيل للدموع ليتفرقوا في شوارع وسط المدينة حول مقر هذه النقابة.

والتظاهرات في مصر ممنوعة بموجب قانون يسمح فقط بالتظاهرات التي تحصل على ترخيص من وزارة الداخلية.

ومنذ اطاحة السيسي بسلفه، يحتكر الاسلاميون تنظيم الغالبية العظمى للتظاهرات. إلا أن معظم مشاركي هذه التظاهرة كانوا من العلمانيين واليساريين. وهتف المتظاهرون «يسقط يسقط حكم العسكر»، في اشارة لكون السيسي قائد الجيش السابق قبل ان يحقق فوزاً كاسحاً في انتخابات الرئاسة في (مايو/ أيار 2014).

ويتمتع السيسي بشعبية كبيرة في البلاد منذ توليه سدة الحكم، الا ان سهام الانتقادات طالته في الاشهر الماضية بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية وعودة تجاوزات الشرطة بحق مواطنين.

وقال المهندس محمد حسين «انا اتظاهر اعتراضا على الاوضاع بشكل عام وليس فقط بخصوص الجزيرتين».

وقال الصحافي خالد داوود لوكالة «فرانس برس»: إن «تواجد هذا العدد الكبير من المتظاهرين ليس بسبب الجزر فقط. هناك تراكم لعدة أشياء. وتلاشي الآمال التي تظاهرنا من أجلها في (25 يناير/ كانون الثاني 2011)» ابان الثورة على نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وفي الاسكندرية على ساحل البحر المتوسط، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين في حي الابراهيمية كما اوقفت عددا منهم، وفقاً لمسئول في الشرطة. وعززت قوات الامن من تواجدها منذ الصباح في عدد من ميادين العاصمة حيث تمركزت الشرطة في محيط ميدان التحرير.

وهذه أكبر تظاهرة في القاهرة بشكل عام منذ ان نظم الاطباء تجمعاً كبيرا حول مقر نقابتهم قرب ميدان التحرير في (فبراير/ شباط الماضي) احتجاجاً على تجاوزات الشرطة المستمرة بحق الاطباء في المستشفيات.

على صعيد آخر، وقبل زيارة نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، زيجمار جابريل، لمصر المقررة اليوم (السبت)، طالب نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، يان فان أكين بوقف توريد الأسلحة الألمانية لمصر.

وقال أكين أمس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «إبرام المزيد من صفقات الأسلحة مع مصر أمر لا ينبغي القيام به نظراً إلى سجل حقوق الإنسان الكارثي».

وأضاف أكين «لا ينبغي لجابريل أن ينسى للحظة أنه يلتقي رئيس نظام تعسفي وحشي تُنتهك فيه حقوق الإنسان بصورة بالغة يوميا».

العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً