العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ

القطان يحذر من الإساءة للكوادر الطبية أو إهانتهم... ويؤكد: الطبُّ أمانةٌ والتمريضُ مسئوليةٌ

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

حذر خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان عبدالله القطان، في خطبته أمس الجمعة (15 إبريل/ نيسان 2016)، المرضى والمترددين على المستشفيات، من الإساءة للكوادر الطبية أو إهانتهم، وفي المقابل خاطب الكوادر الطبية، قائلاً: «أيها الأطباء والممرضون، أيتها الطبيبات والممرضات: الطب أمانة، والتمريض مسئولية، فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوه في مرضاكم».

وبعنوان: «الابتلاء بالمرض ووصايا للمرضى والأطباء»، قال القطان: «هناك نعمة عظمى، ومنة كبرى بعد نعمة الإيمان والإسلام، يغفل عنها كثيرٌ من الناس، ويقصرون عن أداء شكرها، وهي نعمة لا يحسها إلا من فقدها، ولا يشعر بها إلا من يئن تحت وطأة الأمراض والأسقام، ومن يرقدون على الأسرة البيضاء، ويتململون ويتقلبون على فراش المرض، في البيوت وفي المستشفيات، لا يعلم بحالهم إلا الله، كانوا بالأمس يرفلون بثوب الصحة والعافية، واليوم يشكون إلى الله ضعف قوتهم، وقلة حيلتهم، وفشت الأمراض في أبدانهم، حتى أفقدتهم التلذذ بطيب المنام، وشهي الشراب والطعام، والحمد لله على قضائه وقدره، لذلك يا عباد الله، رغب الإسلام، وحث نبي الإسلام (ص)، على استغلال نعمة الصحة والعافية، واغتنامها بالعمل الصالح قبل أن تحل بالإنسان العوائق، ويقع في المآزق، وتكتنفه المضايق».

وفي خطبته، تحدث القطان عن أن «من فوائد المرض أن الله يُخرِجُ به من العبد الكبر والعجب والفخر، فلو دامت للعبد أحواله، لتجاوز وطغى ونسي المنتهى، لكن الله سلط عليه الأمراض والأوجاع وخروج الأذى والريح ليعلم أنه ضعيف، فالعبد يجوع كُرهاً، ويمرض كرهاً، ويموت كرهاً، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً. فمن كانت هذه طبيعته فلماذا يتكبر ولماذا يتغطرس، ومن فوائد المرض أن يعلم المريض أن المرض مقدر من عند الله، وأن يتيقن أن الله أرحم به من نفسه ومن والدته والناس أجمعين، وأن يعلم أن ما أصابه هو عين الحكمة من الله، وأن الله أراد به خيراً، وأن ما أصابه علامة على محبة الله له، وأن يعلم المريض أن الجزع لا يفيده، وإنما يزيد من آلامه ويفوت عليه الأجر، كما أن من فوائد المرض أنه سبب للجوء العبد وانكساره بين يدي الله عز وجل».

وخاطب القطان الكوادر الطبية، قائلاً: «أيها الأطباء والممرضون، أيتها الطبيبات والممرضات: الطب أمانة، والتمريض مسئولية، فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوه في مرضاكم، أخلصوا لله في أعمالكم، وراقبوه في كل صغيرة وكبيرة، حذار من المقاصد الدنيوية، والتكالب على حطام الدنيا الفانية، اهتموا أيها الأطباء بمرضاكم، أدوا الأمانة، واحذروا الخيانة، تخلقوا مع المرضى بالأدب والخلق الطيب والكلام اللين والصبر الجميل، والرفق والملاطفة، والبشاشة والابتسامة، بعيداً عن التكبر والعجب والتعالي والغرور... الطبيب داعية، ومعلم، ومرشد، تثبتوا عند التشخيص، وترفقوا في المعاملة، واضبطوا الوصفات، بارك الله فيكم، وفي علمكم وجهودكم، اعتزوا رعاكم الله بإسلامكم، أدوا الصلاة، وتعلموا من العلم الشرعي ما يتعلق بمهنتكم، وتمتعوا بالغيرة على الأعراض، فكثرة الإمساس تقلل من الإحساس، واستغلوا أوقات المرضى وفراغهم بما يعود عليهم بالمنفعة في دينهم ودنياهم، ذكروهم أوقات الصلاة وكيفية الوضوء، لمن لا يعرف ذلك. فكثير من المرضى شفاهم الله يتساهلون في ذلك، مع أن الصلاة لا تسقط عن الإنسان أبداً، مادام عقله معه، ويصلي المريض على حسب حاله، قائماً أو قاعداً، فإن لم يستطع فمضطجعاً، ويتطهر بالماء، فإن عجز عن استعماله فليتيمم».

واستدرك قائلاً: «في المقابل فإننا نوصي المرضى والمترددين على المستشفيات، باحترام الأطباء والممرضين، وإجلالهم وتقديرهم، ونحذرهم من الإساءة إليهم أو أهانتهم، بالقول أو الفعل».

وبين القطان أن «الصحة والعافية أهم ما رزقه العبد، وهي على أنواع كثيرة، منها: صحة العقيدة، وسلامة الفكر والعقل، وصحة الأرواح والقلوب، وأخطر الأمراض أمراض القلوب، بسبب المعاصي والكبائر والذنوب، وكم من مهتم بصحة جسده وبدنه، في غفلة عن قلبه وروحه... واعلموا أيها المرضى، شفاكم الله وعافاكم: أن الله تعالى لما أنزل الداء، كتب الدواء، وأباح التداوي المشروع (...) أيها المرضى، أيها الأطباء، أيها الأصحاء، أيها المسلمون جميعاً، اتقوا الله تعالى وأقبلوا على كتاب ربكم، ففيه الشفاء بإذن الله تعالى، حصنوا أنفسكم بالأوراد الشرعية، والأذكار النبوية الصحيحة، بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والمعوذتين وغيرها، احرصوا أيها الأصحاء على زيارة إخوانكم المرضى الزيارة الشرعية، فهي حقٌّ لهم، مع الدعاء والتخفيف». وأوضح أنه «إذا كنا نعيش اليوم في عصر تفشي الأمراض المستعصية الجسدية والنفسية أجارنا الله وإياكم منها، فإن الحصانة في القرآن والذكر، تربى عليه النفوس، وتعمر به البيوت، ويحصن به الأولاد... ما انتشر القلق والأرق والاكتئاب، وكثر المس والسحر والعين وما يسمى بالطب والعمل، إلا لما غفلنا عن الله تبارك وتعالى، وأهملنا أنفسنا من الحصانة الشرعية... وإذا كان التداوي مشروعاً، فيجب الحذر كل الحذر من الذهاب إلى المشعوذين والسحرة والدجالين، والكهنة والعرافين، الذين كثروا بشكل عجيب ومخيف لا كثرهم الله، طلاسم وخرافات، وحروز وخزعبلات، يكذبون بها على الناس، ويوهمون أن فيها شفاء وهي والله الداء، لابد من وضع العقوبات الرادعة على هؤلاء السحرة الأشرار، فقد آذوا عباد الله، فرقوا بين الأب وابنه، وبين الزوج وزوجه، فيجب التبليغ عنهم، ولا يجوز الذهاب والتردد عليهم، اتقوا الله أيها المرضى، واعلموا أن الشفاء فيما أباح الله غنية عمّا حرم».

العدد 4970 - الجمعة 15 أبريل 2016م الموافق 08 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:28 ص

      لاتستغرب

      لايجوز الاسائة الطبيب حتى لو قتلك

    • زائر 3 | 1:53 ص

      محرقي : فضيلة الشيخ من حق المريض محاسبة الاطباء والمسئولين عن الاخطاء الطبيه في ظل صمت المسئولين بوزارة الصحة فارواح الناس ليست رخيصة ، فضيلة الشيخ ليش الهوامير والمسئولين لو يصيدهم شمخ يسافرون على حساب الدولة الى الخارج لانهم يعرفون ان معظم الاطباء الموجودين حاليا غير مؤهلين .. يعني مش كويسين ..

    • زائر 2 | 12:34 ص

      اطباء الشعب

      اللهم فرج عن الاطباء المعتقلين..العكري و السماهيجي..

    • زائر 1 | 12:21 ص

      بحذر؟

      ليش يحذر بالإساءة للطاقم الطبي, الانتقاد من غيورين على سمعة الوطن وصحة المواطن وابتغاء الأحسن لكليهما. هذا صحي.
      بصراحة صار الطب عندنا في تراجع دائم وصار تجارة بحته, وتباهي بألقاب. اعملو حملات تفتيش بأشخاص يبدو عليهم الفقر وسترون كيف التشخيص لحالاتهم.
      بعض الأوقات نسمع أنه في نقص في الطاقم الطبي وأوقات انه دوام طويل لهم فيتعبون... ممكن صحيح, ولكن ما ذنب المريض في ذلك... هذه ارواح بشر... اتقو الله فيها.

اقرأ ايضاً