العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ

البابا فرنسيس يصطحب معه 12 لاجئاً سورياً من ليسبوس مؤكداً أن المهاجرين «ليسوا أرقاماً»

البابا فرنسيس يرحب بمجموعة من اللاجئين السوريين بعد وصولهم شيامبينو في طريقهم إلى روما - epa
البابا فرنسيس يرحب بمجموعة من اللاجئين السوريين بعد وصولهم شيامبينو في طريقهم إلى روما - epa

دعا البابا فرنسيس العالم إلى التعامل مع أزمة المهاجرين بطريقة «تليق بكرامتنا الإنسانية المشتركة»، خلال زيارة أمس السبت (16 أبريل/ نيسان 2016) لمخيم موريا في جزيرة ليسبوس اختتمها باصطحاب 12 لاجئاً سورياً معه إلى الفاتيكان.

وأوضح الفاتيكان أن اللاجئين يشكلون ثلاث عائلات مسلمة «تعرضت منازلها للقصف»، وتتحدر إحداها من منطقة يحتلها تنظيم «داعش».

وأثارت هذه المبادرة ترحيباً عبر «تويتر» تجلى في التأكيد أن الدولة البابوية الصغيرة هي في مقدم الدول الأوروبية التي تبدي استعداداً لاستقبال لاجئين.

وأعلنت «هذه المبادرة» وفق الفاتيكان في ختام زيارة للحبر الأعظم للجزيرة اليونانية رافقه فيها بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول ورئيس أساقفة أثينا وكل اليونان إيرونيموس.

وخاطب البابا المهاجرين «لستم وحدكم (...) لا تفقدوا الأمل».

وكان البابا وصل ظهر السبت إلى مخيم موريا الذي يحتجز فيه 3000 شخص، بينهم العديد من النساء والأطفال، بانتظار إعادتهم إلى تركيا وإلى بلدانهم لأنهم وصلوا بعد 20 مارس/ آذار، تاريخ دخول الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حيز التطبيق.

وفي ليسبوس التي عبرها القسم الأكبر من مليون شخص وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي في ستة عشر شهراً، وجه البابا انتقاداً ضمنياً إلى القادة الأوروبيين وإلى التردد في استقبال اللاجئين، رغم الوعود بذلك.

وقال «فليهب جميع إخوتنا وأخواتنا في هذه القارة، على غرار السامري الصالح، للمساعدة بهذه الروح من الأخوة والتضامن والاحترام للكرامة البشرية التي طبعت تاريخها الطويل».

ودعا العالم إلى التعامل مع هذه الأزمة في شكل «يليق بكرامتنا الإنسانية المشتركة».

وفي موريا، صافح الأحبار الثلاثة مئات الأيدي وباركوا أطفالاً واستمعوا إلى جوقة من الفتيان وتسلموا رسوم أطفال. كما تناولوا الغداء مع بعض اللاجئين.

وردد المستقبلون كلمة «حرية» ورفعوا لافتات كتبوا عليها «مساعدة»، حتى أن مهاجراً ركع أمام البابا وقال له «باركني».

ووجه المسئولان الروحيان الأرثوذكسيان نداءً مماثلاً لنداء البابا. وقال البطريرك برثلماوس مخاطباً اللاجئين «من يخافون منكم لم يمعنوا النظر إلى عيونكم (...) ولم يشاهدوا أطفالكم. إن العالم سيحاكم على كيفية تعامله معكم».

ووقع الأحبار الثلاثة إعلاناً مشتركاً دعوا فيه العالم إلى التحلي بـ «الشجاعة» لمواجهة هذه «الأزمة الإنسانية الكبيرة».

وخلال استقباله البابا، ندد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بـ «بعض الشركاء الأوروبيين الذين أقاموا جدراناً باسم أوروبا المسيحية».

وبعد الظهر، وأمام حشد من السكان والسياح، توجه البابا والبطريرك ورئيس أساقفة أثينا إلى ميناء ميتيلين تكريماً لمئات المهاجرين الذين قضوا غرقاً منذ العام الماضي خلال عبورهم بحر إيجه الذي يفصل تركيا عن ليسبوس، وكذلك تحية إلى سكان الجزيرة الذين ساعدوا الوافدين.

وقال البابا «يجب ألا ننسى أبداً أن المهاجرين، قبل أن يكونوا أرقاماً، هم أفراد ووجوه وأسماء وتاريخ»، متطرقاً إلى «من قضوا في البحر (وكانوا) ضحايا الرحلات غير الإنسانية».

العدد 4971 - السبت 16 أبريل 2016م الموافق 09 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً