العدد 4975 - الأربعاء 20 أبريل 2016م الموافق 13 رجب 1437هـ

العاهل السعودي وأوباما يبحثان في الرياض مكافحة الإرهاب وأوضاع الشرق الأوسط

العاهل السعودي مجتمعاً بالرئيس الأميركي في الرياض - reuters
العاهل السعودي مجتمعاً بالرئيس الأميركي في الرياض - reuters

بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز العلاقات بين البلدين في اجتماع دام ساعتين أمس الأربعاء (20 أبريل/ نيسان 2016) وتطرق إلى الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط ومخاوف الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان في المملكة.

وقال البيت الأبيض في بيان: «جدد الزعيمان التأكيد على الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والسعودية»، مشيراً إلى أنهما ناقشا قضايا بينها اليمن وسورية والعراق ولبنان.

كما بحث الزعيمان في تعزيز جهود مكافحة المتطرفين، ومحاولة ترطيب أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين.


العاهل السعودي وأوباما يبحثان في الرياض مكافحة الإرهاب وأوضاع الشرق الأوسط

الرياض - أ ف ب

التقى الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمس الأربعاء (20 أبريل/ نيسان 2016) العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في مستهل زيارة ستبحث في تعزيز جهود مكافحة المتطرفين وملفي النزاع في سورية واليمن، ومحاولة ترطيب أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين.

ورحب الملك سلمان بأوباما في قصر عرقة بالرياض. وعرضت قنوات التلفزة لقطات لهما وهما يسيران في بهو القصر ويتبادلان أطراف الحديث.

ورد الرئيس الأميركي على الترحيب بشكر المملكة على تنظيمها اليوم (الخميس) قمة لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، هي الثانية بعد قمة أقيمت في منتجع كامب ديفيد العام الماضي، لم يحضرها الملك سلمان.

كذلك، التقى أوباما مساء أمس بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبحثا كيفية «تعزيز التعاون لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، وفق البيت الأبيض.

كما قال البيت الأبيض إن أوباما والملك سلمان بحثا الحاجة لتعزيز وقف القتال في سورية والالتزام بدعم عملية انتقال سياسي بعيداً عن الأسد.

والزيارة هي الرابعة لأوباما منذ توليه مهامه مطلع العام 2009. أما زيارته الأخيرة فكانت مطلع 2015 للتعزية بوفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز.

وشهدت الولاية الثانية لأوباما محطات تباين عدة بين الرياض وواشنطن، منها امتناعه في اللحظة الأخيرة في صيف العام 2013، عن توجيه ضربات لنظام الرئيس بشار الأسد الذي تعد الرياض من المعارضين له، والاتفاق الذي توصلت إليه الدول الكبرى مع إيران، الخصم الإقليمي اللدود للسعودية، حول ملف طهران النووي، في صيف العام 2015.

وسعى البيت الأبيض إلى إبراز أهمية العلاقة مع الرياض التي تعود لسبعين عاماً، مؤكداً أن الزيارة ليست مجرد فرصة لالتقاط صورة تذكارية بين المسئولين السعوديين وأوباما الذي تنتهي ولايته مطلع السنة المقبلة.

وقال مستشار أوباما، بن رودس «العلاقة كانت دائماً معقدة (...) إلا أنه ثمة دائماً قاعدة تعاون حول المصالح المشتركة، لاسيما منها مكافحة الإرهاب».

وبحسب الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، سايمون هندرسون «حتى لو قدمت الزيارة على أنها مناسبة لتعزيز التحالف، إلا أنها ستظهر إلى أي حد تباعدت واشنطن والرياض على مدى الأعوام الثمانية الماضية»، في إشارة إلى مدة ولايتي أوباما.

وأضاف الباحث في مقال نشر في مجلة «فوريس بوليسي» أنه «بالنسبة لأوباما، المشكلة المركزية في الشرق الأوسط هي مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). بالنسبة إلى السعودية، المشكلة هي إيران».

وتأمل دول مجلس التعاون في زيادة الدعم العسكري الأميركي، لاسيما في مواجهة «التدخلات» الإيرانية التي باتت من أبرز هواجسها.

وعشية زيارة أوباما، وصل وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر إلى الرياض، حيث اجتمع امس مع نظرائه الخليجيين.

وقال مسئول اميركي على هامش الزيارة إن بلاده تقترح على دول الخليج تكثيف التعاون الدفاعي خصوصاً تدريب القوات الخاصة وتنمية القدرات البحرية لمواجهة نشاطات «زعزعة الاستقرار» الإيرانية.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران مطلع يناير/ كانون الثاني إثر مهاجمة بعثات دبلوماسية لها في ‘يران من محتجين على إعدام نمر النمر. ويأمل القادة الخليجيون في أن يوجه أوباما رسالة حازمة لطهران، لاسيما بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت انتقادات في الصحافة السعودية.

فقد قال في مقابلة مع مجلة «ذي أتلانتيك» الشهر الماضي إن «المنافسة بين السعودية وإيران التي ساهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سورية والعراق واليمن، تدفعنا إلى أن نطلب من حلفائنا ومن الإيرانيين أن يجدوا سبيلاً فعالاً لإقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر».

إلا أن التباين حول الملفات الإقليمية ليس نقطة الخلاف الوحيدة حالياً بين واشنطن والرياض. فالكونغرس يبحث مشروع قرار يجيز للقضاء الأميركي النظر في دعاوى قد ترفع إليه، تطال الحكومة السعودية أو مسئولين، على دور مفترض لهم في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وأكد أوباما الإثنين معارضته مشروع القرار.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير حذر من أن إقرار المشروع سيدفع السعودية لبيع سندات خزينة أميركية بمئات مليارات الدولارات، وسحب استثمارات.

كما يدور نقاش في واشنطن حول ما إذا كان يجب رفع التصنيف السري عن 28 صفحة من تقرير أحداث 11 سبتمبر، يعتقد أنها تتطرق إلى أدوار محتملة لحكومات وكيانات أجنبية.

وتأمل الإدارة الأميركية في ألا تؤثر هذه الخلافات على تركيزها الأساسي، وهو مكافحة المتطرفين خصوصاً تنظيم «داعش».

والرياض جزء من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ صيف 2014 ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات من سورية والعراق.

إلا أن السعودية منشغلة منذ مارس/ آذار 2015، بقيادة تحالف عسكري في اليمن ضد المتمردين، في نزاع أفاد منه المتطرفون لتعزيز نفوذهم.

وترى واشنطن أن حل النزاع في سورية واليمن سيساهم في التركيز على مكافحة المتطرفين. إلا أن محاولات الحل تواجه عقبات عدة.

على صعيد آخر، طالبت منظمة العفو الدولية أوباما بطرح مسألة حقوق الإنسان و»خنق» أصوات المعارضين في السعودية والخليج، معتبرة أن إسكات هذه الأصوات «بات روتيناً في دول مجلس التعاون الخليجي» بحسب قولها.

العاهل السعودي خلال اجتماع مع أوباما في الرياض أمس - reuters
العاهل السعودي خلال اجتماع مع أوباما في الرياض أمس - reuters

العدد 4975 - الأربعاء 20 أبريل 2016م الموافق 13 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً