العدد 4975 - الأربعاء 20 أبريل 2016م الموافق 13 رجب 1437هـ

خواطر في اليوم العالمي للكتاب

رضي السماك

كاتب بحريني

تحتفل البشرية المثقفة والمتعلمة في مثل هذه الأيام باليوم العالمي للكتاب، والذي يصادف تحديداً في الثالث والعشرين من شهر أبريل/ نيسان الجاري، ويسعدنا في المناسبة أن نقدم تالياً باقة منوعة من الخواطر والمعلومات المتعلقة بالكتاب والمكتبات:

- ثلاثة أماكن لأسواق الكتاب المستعمل عُرفت بعراقتها في الكتب النادرة والزهيدة الثمن: الأول، أكشاك سور الأزبكية بجوار محطة مترو العتبة، والثاني أكشاك شارع النبي دانيال في الإسكندرية، والثالث بسطات (فرشات) شارع المتنبي ببغداد. وغني عن القول إن المعرض السنوي للكتب المستعملة في البحرين بات هو الآخر امتداداً لهذه الأماكن.

- تدهشك تلك الأخبار الصحفية التي تُنشر بين الفينة والأخرى عن استعادة مكتبات عامة شهيرة لكتب مُعارة لم ترجع بعد مضي عقود طويلة، آخر ما قرأته في هذا الصدد استعادة مكتبة جامعة بورتلاند الأميركية لكتابين بعد مضي نصف قرن على إعارتهما، والطريف أن المُعار أرجعهما إلى المكتبة خلسةً مبرراً في ورقة مرفقة بهما سبب التأخر.

- رومانيا من الدول الشيوعية الشمولية السابقة التي تحمل إرثاً استبدادياً طويلا وكانت تعفي السجين 30 يوماً من مدة حكمه، إذا ألّف كتاباً ذا قيمة علمية، لكنها أعلنت في مطلع العام الجاري عن عزمها على التراجع عن هذا الإجراء بعد تزايد أعداد المؤلفين السجناء بالمئات على نحو يثير الشكوك في تزكية أساتذة الجامعات، ودور النشر تلك المؤلفات لمؤلفين سجناء لا تبدو قدراتهم الثقافية تؤهلهم لتأليفها.

- بحسب أحمد الجربا في صحيفة «الحياة» السعودية فإن المكتبات العربية شهدت ازدهاراً في الكتب الروائية التي يتم تأليفها في السجون فيما بات يُعرف بأدب السجون، ومنها «سراب بري» لعبدالرحمن مطر التي يروي فيها سيرة عذابات السجن. ومؤخراً قرأتُ كتاباً صدر عن دار الحكمة في لندن بعنوان «أدب السجون خلال سنوات الحكم الدكتاتوري فى العراق 1963- 2003» لعدنان حسين.

- مازال الكثير من روّاد مكتباتنا العامة لا يلتزمون الهدوء، ويتخذون منها مكاناً لتجاذب أطراف الحديث بأصوات عالية فيما بينهم، والأنكى من ذلك أن موظفي ومسئولي بعض هذه المكتبات لا يجدون حرجاً في مشاركة أولئك الرواد في أحاديثهم، ولكنك إذا دخلت مكتبة جامعة البحرين وشعرت بالهدوء الجميل يخيم على المكان، فاعلم أن صاحب الفضل الأول في ذلك هو المسئول المناوب فيها علي الفضلي الذي لا يتوانى ولا يكل وبكل حزم عن نهر كل من لا يلتزم الهدوء. مسئول مكتبة مدينة عيسى صلاح عبدالرحمن بادر هو الآخر بوضع لافتات بلاستيكية إرشادية على طاولاتها تلتمس من روادها التزام الهدوء.

- لماذا لا يوجد في عالمنا العربي شركة توزيع كتب عربية على غرار شركة «أمازون للكتب» الرائدة عالمياً في توزيع الكتب القيمة جداً لمؤلفين في مختلف حقول المعرفة والعلم من مختلف بلدان العالم والتي تقدم عروضاً جذابة لمؤلفاتهم؟

- لربما تكون الكاتبة سلمى مرشاق المقيمة في بيروت أكبر مثقفة عربية محظوظة ترث أعظم مكتبة منزلية، وصاحبها مازال على قيد الحياة، فما أن توفيت جارة الكاتب المصري الكبير وديع فلسطين، الوحيدة مثله في سكنها، فإذا بالمالك يكسر باب شقتها ويصادر كل ممتلكاتها من دون وجه حق. هذا التصرف أفزع كاتبنا وهو في أرذل العمر (93 عاماً) فاجتاحته نوبة من القلق العميق على مصير مكتبته بعد رحيله، وهي المكتبة التي تفيض بالكتب ليس بأرففها فقط، بل بكل ممرات وغرف وأرضيات شقته، وللتخلص من هذا القلق ما كان منه إلا أن اتصل بالمرشاق، باعتبارها المثقفة الدائمة السؤال عنه للاطمئنان على أحواله والمعجبة بكل كتاباته ومؤلفاته، طالباً منها الحضور فوراً للقاهرة لاستلام كل كتب مكتبته، لكنهما توافقا على شحنها إلى بيروت وهذا ما تم... فألف «مبروك» للوارثة السعيدة.

إقرأ أيضا لـ "رضي السماك"

العدد 4975 - الأربعاء 20 أبريل 2016م الموافق 13 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:07 ص

      جامعة البحرين

      مكتبة جامعة البحرين فوضى، العاملين في المكتبة يحاولون توفير الجو الهادئ إلا أن المسألة غير ممكنة وشبه مستحيلة أن تسيطر على هذا الكم الكبير من الطلبة!! أجواء المكتبة هي ثقافة على الطلبة تعلمها.

اقرأ ايضاً