العدد 4976 - الخميس 21 أبريل 2016م الموافق 14 رجب 1437هـ

أوباما يؤكد وحدة بلاده ودول الخليج في مواجهة «داعش»... وليس لنا مصلحة في النزاع مع إيران

الرئيس الأميركي في صورة جماعية مع القادة الخليجيين - afp
الرئيس الأميركي في صورة جماعية مع القادة الخليجيين - afp

أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمس الخميس (21 أبريل/ نيسان 2016) أن بلاده متحدة ودول الخليج في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، متطرقاً إلى هواجس دول مجلس التعاون من نشاطات إيران «المزعزعة» للاستقرار، خلال قمة في الرياض.

وسعى أوباما في زيارته التي يرجح أن تكون الأخيرة إلى المنطقة قبل ختام ولايته نهاية السنة الجارية، إلى ترطيب الأجواء في العلاقات خصوصاً مع السعودية، نتيجة تباينات متراكمة في ملفات عدة، أبرزها الانفتاح على إيران والنزاعات في المنطقة خصوصاً اليمن وسورية.

وترى واشنطن أن التوصل إلى حلول لنزاعات المنطقة، سيساهم في تركيز الجهود على محاربة المتطرفين الذين يتنامى نفوذهم خارج سورية والعراق، خصوصاً في اليمن وليبيا.

وقال أوباما في ختام القمة بقصر الدرعية «نحن متحدون في قتالنا لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية أو داعِش، الذي يمثل تهديداً بالنسبة إلينا جميعاً».

وأضاف «نظراً إلى استمرار التهديدات في المنطقة، الولايات المتحدة ستواصل العمل على زيادة تعاونها العسكري مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يشمل مساعدتهم على تطوير قدرتهم للدفاع عن أنفسهم».

وتشارك معظم دول الخليج في التحالف الذي تقوده واشنطن منذ صيف 2014 ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق. إلا أن هذه الدول باتت أكثر تركيزاً منذ مارس/ آذار 2015، على مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين في اليمن.

وأتت زيارة أوباما بعد أيام من إعلان وزير دفاعه آشتون كارتر زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق وإرسال مروحيات لدعم القوات العراقية في مواجهتها للمتطرفين. وقال مستشار أوباما بن رودس إن ثمة «خطوات سياسية يمكن القيام بها» في العراق إضافة إلى العمل العسكري، خصوصاً المساعدة على الإمساك بالمناطق المستعادة من المتطرفين والعمل على إعادة إعمارها.

وتطرق أوباما إلى الدور الإيراني الذي يشكل هاجساً أساسياً لدول الخليج، وخصوصاً السعودية التي قطعت علاقاتها بإيران مطلع سنة 2016.

وقال الرئيس الأميركي «حتى مع الاتفاق النووي ندرك بشكل جماعي أنه لا يزال يساورنا القلق من التصرف الإيراني»، متطرقاً إلى نشاطات «مزعزة للاستقرار» تقوم بها الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

وحض أوباما قادة الخليج على التواصل مع القوى «الأكثر عقلانية» في إيران، بغرض «عدم المشاركة في تصعيد الحروب بالوكالة في المنطقة».

إلا أنه أكد أن «ليس لأي من دولنا مصلحة في النزاع مع إيران».

وشكل الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران صيف العام الماضي، ونتج عنه رفع عقوبات اقتصادية عن الجمهورية الإسلامية، إحدى نقاط التباين الأساسية في العلاقة بين واشنطن والرياض.

وتتهم السعودية ودول الخليج إيران بالتدخل في شئونها وشئون دول عربية أخرى. ويقف الجانبان على طرفي نقيض في ملفات الشرق الأوسط، خصوصاً النزاع في سورية واليمن.

لقاء «صريح»

وتطرق أوباما إلى النزاع السوري المستمر منذ خمسة أعوام، معتبراً أن اتفاق وقف الأعمال القتالية يتعرض «لضغوط هائلة» بسبب «تواصل الخروقات» من قبل النظام السوري، ضد المعارضة التي تعد الولايات المتحدة ودول الخليج من أبرز داعميها.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ نهاية فبراير/ شباط، إلا أنه بات مهدداً بالإنهيار مع تكثيف العمليات العسكرية والقصف الجوي من النظام لمناطق تسيطر عليها المعارضة.

أما في ملف النزاع في اليمن، فحض أوباما أطراف النزاع على التزام وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل 10-11 أبريل الجاري.

وأتت القمة الأميركية الخليجية غداة وصول أوباما إلى الرياض، حيث عقد الأربعاء لقاءً مع العاهل السعودي تطرق إلى مجمل هذه الملفات.

وقال البيت الأبيض إن المباحثات كانت «صريحة».

وقال مستشار أوباما بن رودس «اللقاء كان على الأرجح الأطول مع الملك سلمان»، مشيراً إلى أنه كان بنّاءً واستمر قرابة ساعتين.

وكان البيت الأبيض أفاد في بيان مساء الأربعاء أن أوباما شدد خلال اللقاء على «أهمية تسريع الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ورحب بالدور المهم للمملكة العربية السعودية في التحالف».

حوار اقتصادي

وتطرقت القمة الخليجية كذلك إلى التراجع الحاد في أسعار النفط.

وأعلن أوباما أن بلاده ودول الخليج ستجري «حواراً اقتصادياً على مستوى عال، مع التركيز على التأقلم مع أسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الإصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي».

واتخذت دول الخليج التي تعتمد بشكل رئيسي على إيرادات النفط، سلسلة إجراءات تقشف أبرزها خفض الدعم عن مواد أساسية، في ظل التراجع الحاد الذي تشهده أسعار النفط منذ منتصف العام 2014.

وأبرز أوباما الحاجة إلى «اقتصاد يخدم كل المواطنين ويحترم حقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن الحوار بين الطرفين سيدعم دول الخليج «بينما تحاول توفير الوظائف والفرص لشبابها وكل مواطنيها».

وفشل اجتماع لدول من أوبك وخارجها عقد في 17 أبريل الجاري في الدوحة، في التوصل إلى اتفاق على تجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير/ كانون الثاني سعياً لإعادة بعض الاستقرار إلى الأسعار.

وغادر الرئيس الأميركي بعد ظهر الخميس السعودية إلى لندن.

الرئيس الأميركي  يحضر اجتماع القمة مع القادة الخليجيين
الرئيس الأميركي يحضر اجتماع القمة مع القادة الخليجيين

العدد 4976 - الخميس 21 أبريل 2016م الموافق 14 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:57 ص

      اوباما يدعو للتأقلم

      هو يدعو للتأقلم مع اسعار النفط المنخفضة. د.....لا تبحث عن مصالح شعوبها بقدر ما تركز على اللعبة الدولية للضغط على بعض الدول الرئيسية بالتحكم بأسعار النفط المنخفضة.
      طبعا النهاية معروفة وهي فشل سياسة الخليج البترولية في استعادة الإقتصاد عافيته و نمو الإقتصاد في الدول الأخرى وإلى الخلف سر. طبعا سياسة فشلت في حل الأزمة السورية الي كانت في متناول اليد نتيجة عناد طائفي مريض.

اقرأ ايضاً