العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

سكرتيرة الرئيس المتسلطة...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

تستمد أي وظيفة صلاحياتها ونفوذها من خلال ما يسند لها من مهام وظيفية، ولكن عزيزي القارئ لا تستغرب إذا ما وجدت موظفاً يستمد صلاحياته من وظيفة أخرى، يمارس تلك الصلاحيات على آخرين أعلى منه مهنياً بل ويتحكم بمصيره.

فمن الملاحظ بأن بعض شاغلي وظائف السكرتارية ينصبون أنفسهم مدراء على زملائهم، وإذا ما نظرنا لسيكولوجية هؤلاء الموظفين، نجد أن نمط شخصيتهم يميل للتسلط وحب السيطرة، فضلاً عن رفض واقعهم الوظيفي والتعامل بشخصية المدير لا شخصية ومهام السكرتير، وللأسف نجد بأن المسئول يساندهم في ذلك.

دعوني استعرض أحد المواقف التي مررت بها مع هذا النوع من الشخصيات المتسلطة، فمع احترامي لوظيفتها وشخصها إلا أن تعاليها وتعقيدها للأمور وكأنها الآمر الناهي والتحكم في أوراق من يدخل للجنة الخاصة بالأمر، جعلني أتساءل عن جدوى اللجنة إذا كانت السكرتيرة هي من تتحكّم بالأوراق وتنظر في مطابقة الشروط، فيكفي أن تكون هي اللجنة، هذا من جانب ومن جانب آخر ومع ابتسامتي المعتادة في ظل التعقيدات في مجال عملي، خطرت لي فكرة هذا المقال، فشكرت الصدف التي تجعل مواضيعي قريبةً من الناس لأنها تلامسنا جميعاً، وقرّرت أن أكتب عن الشخصية المتسلطة والتي لديها هاجس السيطرة، والمضحك أكثر في الأمر أنك وإن حاولت أن تشرح لها الامر بطريقة منطقية تكون متعنتةً في رأيها، لأنه رأي واحد.

وأول أمر يجب علينا إدراكه عندما نقابل مثل هذه الشخصية، هو فهم ما الذي يجعل الفرد الذي تتعامل معه، مهووساً بالتحكم في الآخرين. الأشخاص المصابون بهذه الصفة، تكون لديهم حاجة للتحكم في كل الأشياء، وكذلك الأفراد، من حولهم. ويرجع سبب ذلك إلى شعورهم بأن حياتهم الخاصة خارجةٌ عن نطاق السيطرة، ويبحثون عن علاج ذلك عن طريق التحكم في شخص آخر. إنهم خائفون من الفشل، خاصةً فشلهم الشخصي، وعدم قدرتهم على فهم العواقب التي تحدث عندما تسير الأشياء بطريقة خاطئة. يوجد بداخلهم نواة رئيسية للشعور بالخوف والقلق من أنهم مقيّدو القدرات (يكون شعور خفي بداخلهم عادة)، وخوفهم من ألا يحترمهم الآخرون وأن يضع نفسه كرمز السلطة الوحيد في الجوار، سواءً كان لديه الفهم الصحيح للحقائق أم لا (وللآسف عادةً لا يمتلك هذا الفهم).

ولعل أهم طريقة للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص المتسلطين هو الشعور بالثقة تجاه نفسك، وعلي التأكيد أن القيام بذلك ليس عمليةً سهلةً، لكنها مهارة يمكنك أن تتمرن عليها، كما أنه من الضروري ألا يشعر الشخص المهووس بالسيطرة أنك تتقبل محاولاته للتسلط عليك. كلما تقبلت ذلك مرةً تلو مرة، فسيصبح نمطًا ثابتا في التعامل من قبله معك، وسيفترض أنك تتقبل ذلك.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 3:19 م

      سكرتيرة مدير بالبلديه الشماليه

      اغتنم الفرصه بهذي الصفحة اعتراف لما أراه وشاهدته بيض الله وجهك اختي فاطمه الغاليه الطيبه خير مثال في البلديات ونعم السكرتيره اخلاق وموده ورحمه وبيض الله وجه رئيسها مدير الموارد البشريه الاستاذ الأخ الوقور احمد الرميحي قدوه ومثال للاخلاق الراقيه والقلب الرحيم والتعاون والعدل لايترك اثر في قلب موظف ولايقبل الظلم لأحد ولا يطرق باب مكتبه موظف الا راضي ويبتسم

    • زائر 24 | 2:48 م

      المراسل عندنا الامر الناهي

      نتبع الاشغال والبلديات والقسم يرجف عند المراسل لانه اللي يحطه براسه بيشوف عذابات الارض قبل السماء طبعا جاسوس وينقل اخبار الموظفين ومزور واللي يكرهه يدمره بمباركة مديرته

    • زائر 22 | 12:12 م

      احنا في العمل السايق هو المتسلط

      وعلى مزاجه يقبل او يتجاهل المراسلات اللي المفروض توصل للوزرات بصوره عاجله و مايوديها الا يكون الموضوع او المناسبه انتهت ، على مزاجه ! اذا مزاجه زين مع موظف خدمه واذا ماعاجبنه يطنش والسبب ان المدير رازنه و مخلنه يشتري لزوجته ريوق كل يوم وهي مرتاحه في البيت الاميره !

    • زائر 19 | 10:05 ص

      ضدهم
      هذا هو الواقع عند الاكثر ية ،ولكن بالنسبة لي والحق يقال ان سكرتيرة الوزير في الجوازات تساعدت معي ذات مرة وكان اسلوبها لائق في التعامل
      جوازي كان ضائع وتمرمرت على ما اطلع بدل فاقد وفي النهاية بعد 6 اشهر فرجت .

    • زائر 17 | 9:28 ص

      Security or Sectaria
      ليس بسر ولا بسحر أن تكون الأسرار مخزنها السكرتيرات، خاصة لدى المدراء والوكلاء وغيرهم. فلا تؤمن أسرارك عند أحد إلّا عند السكرتيرة السرية فلن تكون أسرارك في بئر ماء وإنما في سرية دائمة. فما شعور أو إحساس المدراء الرجال عند ما يكون مدير مكتبه من النساء؟ وما شعور أو إحساس المراة المديرة ومدير مكتبها أو خازن أسرارها من الرجال؟

    • زائر 16 | 8:56 ص

      فعلا .. احدى السكرتيرات تأمر وتنهي .. والاوراق والرسائل لا توصلها للمدير. وعندما نسأل المدير .. نكتشف انه لا يعلم عن اي شي. المدير له دور في هذا الوضع. لكن السكرتيرة هي اللي تستفرد بالقرارات.

    • زائر 11 | 1:59 ص

      إن كيدهن عظيم

      العلاقات الخاصة بين السكرتيره و المدير هي من تعطيها صلاحيات المطلقه

    • زائر 10 | 1:58 ص

      للاسف خرجنا من المقال بخفي حنين .. تحليل عام لا يستطيع الشخص معرفة الخطوات الواجب عملها تجاه المتسلط او كيفية مواجهته والتغلب عليه وتحجيمه ..

    • زائر 9 | 1:35 ص

      اقول هذا والله اعلم

      اذا السكرتيره متسلطه لحد الطغيان اماتكون عارفه امور يخشى افشاؤها او هو لايريد اغضابها لامور بين الاثنين وابليس مامات

    • زائر 13 زائر 9 | 2:35 ص

      أوئيّد كلامك ولكن

      كلامك صحيح 100% ولكن ليس شرطاً أن تكون السكرتيرة هي المتسلطة قد يكون المدير أو المدير العام هو بنفس هذه الشخصيه المتسلطه ويمارس هذا السلوك المشين مع الآخرين والسبب أيضاً خوفه من إنكشاف أمره ( إما ضعف في معلوماته ومهنيته أو فساد فيه أو خلفيه دونيه ) تجعله يتوجّس من الآخرين.
      علي المراجعين أو زملائه الموظفين الآخرين عدم الانصياع لسوء أخلاقه والرد عليه إن أمكنهم أو رفع أمره لجهات أعلي منه

    • زائر 14 زائر 9 | 3:53 ص

      ...

      إذا كان الشخص المتسلّط رجلاً فاعلم أنه يخضع لأخري متسلطه عليه في البيت ولا يستطيع الرد عليها أو مواجهتها
      عموما الاشخاص المتسلّطون والبذيئون لا يشعرون براحة الضمير وعندهم مايقلقهم فلذالك تراهم سريعوا الغضب مع الآخرين ولا يتحكمون في إنفعالاتهم مع زمالائهم ومرؤوسيهم في العمل ويستخدمون لغه حاده ومهينه دونما داع لذلك
      عكس الشخص الذي يشعر براحه نفسيه ويتمتع بالكفائه في عمله ولايوجد ما يخيفه تراه منشرح النفس ومنبسط الوجه ويتعامل بأريحيه مع الجميع

    • زائر 8 | 12:55 ص

      أحسنتين! مقال روعة! تعجبني الأخت الكاتبه الصادقة فاطمة النزر! أحسنتين أختي العزيزة! أحب أقرئ منش! رائعة! الله يعطيش راحة البال ويباعد عنش الوجوه البومه المنكدة على الناس حياتها بحق محمد وأل محمد!

    • زائر 7 | 12:39 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل! هذيلين المتسلطين يبي لينا أنسوي لأهلهم يوم مفتوح أنجيب فيه أهلهم نشتكي عليهم عن فضاضتهم في العمل!أعجبني هاشتاغ أجنبي متداول يدعوا الآباء لعمل يوم مفتوح في عملهم يأخذون فيه أبنائهم ليتحدثوا مع زملاء الآباء في العمل حول سلوكيات الأب في معاملة زملائه في العمل. أتمنى فعلا أن يقوم المدراء في الدول العربية بعمل يوم مفتوح يجلبون فيه أبنائهم ليتحدثوا مع الموظفين الذين لدى آبائهم ليعرف هؤلاء الأبناء سلوكيات آبائهم في معاملة من تحتهم وإذا كانوا يحسنون للناس أم يسيؤون لهم ويهينونهم

    • زائر 6 | 12:37 ص

      حاسبوا من هذيلين المتسلطين لأنه طبيعتهم يتعاونون ويرمونكم بأمراض وإتهامات فيهم (رمتني بدائها وإنسلت) وهذيلين فيهم قلة أدب وفضاضة في إدارة الموظفين!

    • زائر 15 زائر 6 | 7:48 ص

      زائر 5

      عجبني تحليللك وتعليقك
      عملت مع أشخاص هذه صفاتهم بالضبط
      وتستغرب أنهم موظفون أجانب كانوا عاطلين عن العمل في بلدانهم وأتي الله بهم الي هذه الارض الطيبه ليكرمهم وحصلوا علي وظائف قياديه ( مدي الحياة ) !!
      ولكن بدل أن يشكروا الله علي هذه النعمه طغوا وتجبّروا وأصبحوا يحاربون المواطن في رزقه وسمعته ويرمونه بصفات وتهم هي فيهم ومن صميم شخصياتهم

    • زائر 5 | 12:34 ص

      ترى أنتبهوا من هذيلين المتسلطين! فيهم طبيعة أنهم يرمونك بكلام مثل السم ولما أتكلمهم يتعمدون يفهمون كلامك خطأ ويسوون روحهم مجروحين!ممثلين!ويتقصدون أن يجعلونك تفقد صوابك ويرغبونك بالأوهام وزيادة رواتبك وأنك بتحصل فلوس عبرهم ويرهبونك بأنهم بيتسببون بطردك من وظيفتك وضياع مستقبلك فأتم أتفكر فيما قالوه ليك طول الليل ما تقدر أتنام! هدفهم أنهم يسيطرون عليك عبر جرح مشاعرك والتلاعب بأحاسيسك فعليكم أن تصبروا بتكثيف الصلوات والصبر والحلم والتخطيط مع أصدقائكم لمواجهة هؤلاء وإستعمال الدفع بالحسنة قبل السيئة!

    • زائر 3 | 10:59 م

      مختصر مفيد

      هؤلاء الأشخاص المهوسون بالتسلط أو بتعقيد الأمور أيّاً كانت وضائفهم( قد يكون مجرد بواب )هم يعانون من عقد نقص لا يستطيعون تجاوزها أو التغلب عليها فيمارسون العناد والتكبّر في التعامل مع الآخرين للتغطيه علي مشاعرهم الدونيه وهم علي وجل من انكشافهم للآخرين فيلجؤون للعناد( وهم في حقيقة الامر يعاندون أنفسهم أكثر من عنادهم للآخرين )
      كما أنَّ مشاعر النقص والدونيه تعطيهم سبباً لكره الآخرين وبغضهم والحقد عليهم
      ويتم ترجمتها في تصعيب الامور علي الآخرين

    • زائر 2 | 10:44 م

      مو منهم

      من المدير اللي عاطنهم الصلاحية يتحكمون فالموظفين

    • زائر 4 زائر 2 | 12:25 ص

      فاطمة

      عسل عسل كلام جميل ومفيد جدا .

    • زائر 1 | 9:55 م

      فراش المدير مدير

      ينطبق مقالتك المتميزه على الكثير من السكرتيرات فهم يتحكمون و يأمرون و يتحدثون بشكل سلطوي لموظفين اعلى منهم في الرتبه و المؤهلات و الخبرات لكن استاذتي الفاضله فراش المدير و سواقه مدير فما بالك بالسكرتيره او السكرتير

اقرأ ايضاً