العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ

معاً نخلق مستقبلاً واعداً للتعاون العربي الصيني (2/2)

تشي تجين هونغ

سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين

النتائج المثمرة للتبادل الثقافي

في سبتمبر 2014 تم الإعلان عن افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان الفن العربي، وقد أقامت الصين فيما بين ذلك سلسلة من الفعاليات منها: منتدى وزراء الثقافة في الصين والدول العربية، ومنتدى رؤساء المكتبات، ومنتدى سلسلة ثقافات طريق الحرير وغيرها. وخلال العاميين الماضيين قامت الصين بإرسال أكثر من ثلاثين فرقة فنية للدول العربية ما مجموعه 900 شخص، كما قامت بدعوة أكثر من 140 من الفنانين العرب لزيارة الصين وعرض فنونهم، وقد تم إنشاء ما يقارب المئة مؤسسة مشتركة بين الصين والدول العربية تقوم على أساس التعاون المباشر.

في العام 2015 قدمت الصين 3066 منحة دراسية للدول العربية، حيث يصل عدد الطلبة العرب في الصين الآن إلى 14000 طالب وطالبة. وقد قامت الصين بإنشاء 11 فرعاً لمعهد كونفوشيوس في 9 دول عربية و3 فروع لأكاديمية كونفوشيوس، ويبلغ عدد المستفيدين من دروس تعلم اللغة الصينية إلى 36563 طالباً وطالبة. كما بلغ عدد المستفيدين العرب من البرامج التدريبية المختلفة التي طرحتها الصين منذ انعقاد الدورة السادسة لمنتدى التعاون 3363 شخصاً.

ارتفع عدد الرحلات الجوية بين الصين والعالم العربي ليصل إلى 183 رحلة أسبوعياً، حيث تحولت 12 دولة عربية إلى وجهة رئيسية للمواطنين الصينيين. وتعتبر مملكة البحرين وجهة رئيسية حيث تمنح المملكة تأشيرة هبوط للمواطنين الصينيين، ويعمل الجانبان على تفعيل اتفاقية «الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الدبلوماسية و وظفي المهمات الرسمية» والتي بدورها تساهم في توطيد التواصل بين مواطني البلدين.

التحسين المستمر لفرص التعاون المؤسسي

منذ انعقاد الدورة السادسة لمنتدى التعاون، أقيمت في إطاره العديد من الفعاليات، منها اجتماع مسئولين رفيعي المستوى، وحوار السياسات الاستراتيجية على مستوى كبار المسئولين، ومنتدى التعاون الصيني - العربي للإذاعة والتلفزيون، والاجتماع العام للتعاون في مجال الطاقة، ومؤتمر أصحاب الأعمال وفرص الاستثمار، ومنتدى التعاون الصحي، ومؤتمر حوار الحضارات والعلاقات الصينية العربية وغيرها من فرص التعاون المؤسسي.

خلال السنتين الجارية والمقبلة، وضمن إطار منتدى التعاون، سيتم تطبيق ثلاثة من المشاريع الكبيرة بين الجانبين الصيني والعربي، وهي إنشاء المركز الصيني العربي لبحوث التطوير والتنمية، وإعداد خطة للتدريب المشترك للترجمة بين الصين والدول العربية، وإنشاء بيت الخبرة العربي الصيني لبحوث القضايا المشتركة. كما عقدت إلى الآن خمس فعاليات مؤسسية، منها التعاون المشترك في مجال الطاقة وإطلاق حوار أصحاب الأعمال وحوار الحضارات، والتعاون في مجال البث الإخباري، واجتماع لجمعية الصداقة بين الجانبين.

وبإلقاء نظرة مستقبلية على آفاق التعاون، فمن الملاحظ أن الجانب الصيني والعربي قد دخلا مرحلة مهمة في مجال التنمية. فقد بدأت الصين بتنفيذ قرارها الحاسم بخلق مجتمع رغيد وزاهر على جميع المستويات وذلك بتعميق وتأصيل عملية التطوير، وتعمل من أجل ذلك على توسيع المنفعة المشتركة والتقارب مع كل الدول والتشجيع على الفوز المشترك. في الجهة المقابلة فإن الوضع الجيو- سياسي في منطقة الشرق الأوسط يمر بمرحلة تغيير وإصلاح، كما أن المنطقة في مواجهة مهمة صعبة في مجالي الإصلاح السياسي والتحول الاقتصادي. إن التحديات المشتركة في عملية الارتقاء بالأمة تتطلب من الجانبين المضي قدما في تجسيد «روح طريق الحرير» وزيادة القوة الدافعة للتنمية والتطور، والدفع المشترك بعلاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية.

احترام خيارات التطوير وطرقها

إن الدول العربية لاتزال تسعى حثيثاً لاكتشاف طرق التنمية، وإن الجانب الصيني على استعداد تام للتشارك بالخبرة مع الأصدقاء العرب على كل الصعد وتبادل الممارسات الحكيمة التي حققت التنمية للحضارتين العريقتين منذ القدم. إن الجانب الصيني يدعم باستمرار الإجراءات والجهود المبذولة من قبل حكومة البحرين لحماية أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية، ويحترم كذلك الخيار البحريني لطرق التنمية الخاصة بالمملكة وفقاً لحاجاتها وظروفها.

الاستمرار بالتعاون من أجل المنفعة المتبادلة والفوز المشترك

«الحزام والطريق» هي رؤية ونهج لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، والتي ستقود اقتصادات جميع الدول الواقعة على ذلك الخط للمزيد من القوة والاندماج المتماسك، وسيكون الدفع بتطوير البنية التحتية للدول العربية منطلقاً جديداً للمزيد من الأعمال التنموية والاقتصادية. إن الجانب الصيني على استعداد للمزاوجة الإيجابية بين استراتيجية «الحزام والطريق» ورؤية الخطة الاستراتيجية البحرينية «2030» وتقديم الدعم لمملكة البحرين في سبيل توسيع التنمية الاقتصادية وتطوير الأعمال.

تشجيع الحوار من أجل السلام

إن الجانب الصيني يدعم باستمرار عملية السلام في الشرق الأوسط ويدعم قيام دولة فلسطينية، ويأمل في اتخاذ جميع الأطراف لتدابير عملية لكسر الجمود في محادثات السلام؛ وينادي أيضاً بحماية سيادة سورية ووحدة أراضيها، ويدعو إلى الإسراع في تنفيذ انتقال سياسي شامل والتعجيل بحل مشكلة اللاجئين السوريين وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية؛ ويدعم كذلك إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، ويدعو لحل الخلافات العربية مع إيران عن طريق الحوار؛ ويعارض كل أشكال الإرهاب، ويأمل في تعزيز التبادل المعلوماتي مع دول المنطقة والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. إن الصين على استعداد للمشاركة البناءة في شئون المنطقة العامة وتتمسك بنهج العدالة والمساواة على طول الطريق مع الدول العربية للدفع بحل جميع النزاعات عن طريق الحوار، وإن الصين على استعداد لتقديم المزيد من السلع العامة في سبيل حل مناسب للمشاكل في المناطق ذات القضايا الساخنة.

إن الشعبين الصيني والعربي قد خلقا حضارتين متألقتين عبر التاريخ، وفي خضم التغيرات الزمنية في العصر الحديث ها هما يواجهان التحديات مرة أخرى، وإن ازدهار الأمتين الصينية والعربية هو مبتغى كلا الطرفين. فلنضع أيدينا معاً ولنحيي «روح طريق الحرير» ونعمق التعاون الصيني العربي، ونكافح معاً من أجل تحقيق الازدهار العربي والحلم الصيني!

إقرأ أيضا لـ "تشي تجين هونغ"

العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً