العدد 4991 - الجمعة 06 مايو 2016م الموافق 29 رجب 1437هـ

استحضار لإنجازات الراحل وإضاءات على رؤيته في خدمة الدين

في مجلس التأبين المركزي للعلامة السيدجواد الوداعي...

حضور كبير من العلماء والمواطنين في مجلس تأبين السيدجواد الوداعي - تصوير : محمد المخرق
حضور كبير من العلماء والمواطنين في مجلس تأبين السيدجواد الوداعي - تصوير : محمد المخرق

تصدرت إنجازات الراحل العلامة السيدجواد الوداعي - رحمه الله - في خدمة الدين والوطن ودعم طلبة العلم وجهوده في ترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية، مجلس التأبين المركزي، الذي أقيم مساء الخميس (4 مايو/ أيار 2016)، في مأتم سار، بحضور علماء البحرين والمشاركين من مختلف مناطق البحرين تحت عنوان «على خطى المتقين».

وتوالت الخطابات في مجلس التأبين مستحضرة إنجازات الراحل ومسار إضاءات للأدوار التي لعبها طيلة حياته على صعيد الفكر الإسلامي من جهة، وخدمة الوطن من جهة أخرى، وفي كلمة الحوزة العلمية التي ألقاها الشيخ محمود العالي عرفان بجهود الراحل كعالم فذ وكرمز ديني قضى عمره في كسب العلم وقرن ذلك بالعمل والإخلاص منطلقاً من حرصه على أن تكون شريعة الله هي الحاكمة وهدى الدين منتشراً فقضى عمره في نشر فضائل الدين وقضاء حوائج المؤمنين.

وعلى رغم شيخوخته وتقدم عمره، لم يألو جهداً في مواصلة عطائه ولم يمنعه ذلك عن حمل مسئولياته فلم يتأخر عن نصرة الحق ومناصرة المظلومين بما آتاه الله من علم، فهو عالم يمتلك من وضوح الأفق والرؤية ليتحرك وفق مصلحة الدين، وحمل للناس الإرشاد والتوجيه والارتباط بالدين لما يمثله ذلك من عزة وتوفيق وتسديد للمؤمنين.

وأضاف «قضى الفقيد الكبير عمره راعياً للحركة العلمية وطلاب العلم، وكان أباً عطوفاً لهم يغمرهم بمحبته وعطفه الصادق، فكم له من إسهام مادي ومعنوي في رفد أهل العلم حيث يتفقدهم ويسأل عن غائبهم، وقد نتج عن هذه الرعاية تشييد حوزة الإمام الباقر عليه السلام التي تضم جملة من أهل العلم، وهي من الصالحات الباقيات للفقيد الراحل»، كل ذلك أكسبه حب الناس وكذلك بحضوره الاجتماعي في مختلف المناسبات، وأن الراحل، وإن غاب عنا، لكن حاضر بمناقبه ومآثره ومواقفه وأبوته وعطفه.

وتحت عنوان «في دروب الخالدين»، قدم الشاعر محمود القلاف قصيدة جاء فيها:

لست ميتاً تغيب كي تتجدد

هكذا البحر جزره يتبع المد

ضاقت الأرض واتسعت كثيراً

ولذا للسماء صعدت تخلد

بعد تسعين طلة من عطاء

قلت للموت حان بالموت أولد

إن لحد التراب محض افتراء

لست في الأرض أنت في الأفق تلحد

وجاءت كلمة العلماء التي ألقاها الشيخ محمد صالح الربيعي لتتنقل بين ذكريات العلماء مع الراحل في النجف الأشرف قبل ربع قرن من الزمان إلى سنة عودته إلى البحرين في العام 1969 وبدأ بإصرار وعزيمة يرشد الناس ويعلمهم ويحيي الكثير من السنن التي كانت مندثرة أو تكاد، ومنها صلاة الجماعة في المساجد حين لم تكن تقام إلا في أماكن محدودة، وإحياء ليلة القدر والاهتمام البالغ بها وإطلاق موكب العلماء ليلة العاشر من المحرم، بالإضافة إلى نشر الاعتكاف في جميع مناطق البلاد.

ومن إنجازاته تأسيس حوزة الإمام الباقر عليه السلام، ورعايته لطلبة العلم فقد كانوا همه الأكبر، ليعظمهم في أعين الناس حتى المبتدئ منهم في التحصيل، وكان لا يألو جهداً في رعايتهم مادياً ومعنوياً، مضيفاً الشيخ الربيعي «ولا أذكر أن عرضت عليه حاجة أحدهم فتردد في إجابتها، وفي جميع الأحوال، كانت علاقته مع إخوته العاملين في الحقل الديني يسودها الاحترام حتى في حالة وجود خلافات في وجهات النظر»، فبتواضعه وأدبه الجم كان يأبى أن يتعامل مع طلبة العلوم الدينية كإخوة وأصدقاء.

وقدم الشاعر السيدعلوي الغريفي قصيدته التأبينية والتي جاء فيها:

قيل هاذي البحرين قلت ادخلوها

بسلام في أرضها آمنينا

واحة العلم بقعة من نضار

من ثراها تفرع الياسمينا

حلقات تحوي لآليء فكر

صاغ منها التاريخ عقداً ثميناً

إلى أن يقول:

وإذا شع للوداعي نور

تتجارى سلالة الأكرمينا

شيدوا هذه الأرض فكراًووعياً

ثم عنها ترجلوا سائرينا

خطوة خطوة يسيرون مجداً

وهو سير على خطى المتقينا

واختتم المجلس بكلمة عائلة الراحل ألقاها السيدعلوي الوداعي عبر فيها عن العرفان والتقدير لكل المآتم والهيئات الحسينية التي مازالت تقيم الفعالية تلو الفعالية حتى زادت على 90 فعالية في شرق البحرين وغربها، والتي آزرتنا ووقفت معنا في التشييع وفي مجالس العزاء وفي مجلس التأبين، واصلاً الشكر إلى اللجنة المنظمة على ما بذلته من جهد مشكور في إقامة هذا المجلس.

العدد 4991 - الجمعة 06 مايو 2016م الموافق 29 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً