العدد 4992 - السبت 07 مايو 2016م الموافق 30 رجب 1437هـ

بالصور ... العالم الافتراضي يسعى للسيطرة علينا... فكيف نعود لحياتنا الطبيعية؟

كشفت دراسة قامت بنشرها جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية وذلك بمناسبة تدشين منتدى الرياض الاجتماعي الثالث لهذا العام 2016 حلول التغيرات التي أحدثها العالم الافتراضي من تصرفات وسلوكيات وعلاقات أفراد المجتمع بعضهم البعض. 

وتشير الدراسة بأن انشغال الناس بهذا العالم الافتراضي مع الانغماس في برامج التواصل الاجتماعي أثر بشكل كبير على حياة الفرد من عدة نواحي ما عكس بشكل سلبي على علاقة الفرد مع من حوله في المجتمع، بل أشار التقرير بأن هذا العالم يسعى للسيطرة على حياة البشر بشكل كامل وهذا مؤشر خطير على تلاشي العلاقات الودية المتعارف عليها بين الناس تدريجياً.    

وبينت الدراسة بأن عدد المستخدمين للانترنت تجاوز الـ 60 في المئة وهذا في حد ذاته مؤشر خطير على أن استخدام الانترنت وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كـ "تويتر" و"الفيس بوك" و"الواتسب" فاق التوقعات وأن الفرد يقضي أغلب أوقاته اليومية داخل العالم الافتراضي.

كما أشارت الدراسة بأن يتم رفع 72 ساعة فيديو على "يوتيوب" في كل دقيقة حول العالم وهذا مؤشر كبير ودليل رقمي آخر يؤكد على استحواذ هذا العالم بحياة الناس والسيطرة عليها.

ومتابعة للدراسة تبين بأنه يتم نشر 277 ألف تغريدة على برنامج التواصل الاجتماعي"تويتر" بشكل مستمر.

كما أن "للواتس أب" نصيب الملوك في هذا العالم حيث وبحسب الدراسة - تبين بأن مشتركي هذا البرنامج يشارك بـ 374 ألف صورة خلال فترة زمنية قصيرة.

ولم تتوقف الدراسة على برامج محدد من برامج التواصل الاجتماعي بل كشف القائمون على هذه الدراسة بأن نسبة المحتويات التي تنشر على "فيس بوك" وصلت إلى ما يقارب 2 مليون و500 محتوى.

وفي دراسة لجامعة ساو باولو العام 2012 وهي جامعة حكومية فيدرالية وتعتبر من أكبر الجامعات الحكومية في البرازيل قالت: "بأن مواقع التواصل الاجتماعي وبالخصوص الـ "فيس بوك" ساعد في نشر الكراهية بين فئات المجتمع الواحد بسبب المواد المنشورة التي يكثر فيها السخرية من طرف لطرف".

وفي توسع أكثر لدراسة أرقام العالم الافتراضي اتضح بأن استخدام الفرد الانترنت وصل لقرابة الـ 20 دقيقة من كل ساعة أي بمعدل 25 سنة من عمر مستخدمي الشبكة العنكبوتية.

ولم تخلوا الدراسة من البحث عن تأثر الجانب الاجتماعي والأسري من علاقة الأفراد بالعالم الافتراضي حيث ارتفع بشكل لافت معدل نسبة الطلاق إلى 50 في المئة بسبب الخلافات على انشغال الأفراد بالمشاركة والمتابعة لما ينشر من أحداث على برامج التواصل الاجتماعي وعدم التفرغ لواجباتهم المنزلية ورعاية الأبناء وأن نسبة الأشخاص الذين لا يقضون أوقاتهم مع عوائلهم ارتفعت من 8 في المئة العام 2000 إلى 34 في المئة العام 2016 أي بمعدل 26 في المئة خلال 17 عاماً.

ولم تخلو الدراسة من مدى التأثير الصحي والغذائي على من مستخدمي الانترنت حيث تبين أن 32 في المئة يتناولون وجباتهم اليومية وهم يتصفحون ويتابعون آخر الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد خضم هذه الدراسة التي بينت حجم التأثير النفسي والاجتماعي والصحي والغذائي على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام بسبب التصفح والمتابعة المستمرة للشبكة العنكبوتية، يبقى هناك سؤال راسخ في الأذهان.

هل استعمرنا العالم الافتراضي؟ وهل سيطر على مجمل حياتنا وعلاقاتنا مع المحيط المجتمعي؟ أم أن هناك فرصة للعودة لحياتنا الطبيعية وتحديد وقت مخصص للعالم الافتراضي بدلاً من هذه السيطرة الإلكترونية التقنية التي شغلت الفرد والمجتمع عن أهم الاهتمامات الرئيسة والأساسية في حياته؟





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً