العدد 4996 - الأربعاء 11 مايو 2016م الموافق 04 شعبان 1437هـ

إطلاق مبادئ توجيهية جديدة حول استعمال المبيدات الحشرية

تهدف للتخلص من السموم الخطرة بشكل أسرع

أطلقت كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية جديدة تهدف للحد من الضرر الناجم عن استعمال المبيدات الحشرية خصوصاً تلك التي تحتوي على سموم عالية الخطورة تجاه صحة الإنسان والبيئة.

وتعد المبيدات الحشرية عالية السمية السبب وراء العدد المرتفع لحالات التسمم الفورية، لا سيما في البلدان النامية، في حين قد تتسبب المبيدات ذات الآثار السمية المزمنة السرطان أو اضطرابات في النمو لدى الأطفال اليافعين.

وعلى الرغم من أن المبيدات الحشرية المعروفة بخطورتها المرتفعة قد لا تكون مسموحةً في البلدان الصناعية أو تخضع لقيود استخدام صارمة، إلا أنها تظل متوفرة على نطاق واسع في البلدان النامية. كما يمكن أن تتسبب المنتجات عالية الخطورة التي لا يزال استخدامها مسموحاً به في الدول الصناعية في مشكلات حادة في الدول النامية حيث تختلف ظروف الاستخدام بشكل كبير. 

وفي كثير من الأحيان، لا يمتلك صغار المزارعين في البلدان النامية على وجه الخصوص معدات الوقاية اللازمة أو لا يقومون باستخدامها عند التعامل مع المبيدات الحشرية، حيث يقومون في الغالب باستخدام أجهزة الرش المحمولة على الظهر والتي تشكل خطراً كبيراً. ومن الصعب فرض قيود على استخدام مثل هذه المواد عالية الخطورة، وهو ما يؤدي إلى استخدامها على نطلق واسع من قبل أشخاص غير مدربين. وينجم عن مثل هذه الممارسات ارتفاع عدد حالات التسمم وتلوث الأغذية بالإضافة إلى الأضرار البيئية. 

التركيز على المسببات

غالباً ما تتسبب مجموعة صغيرة نسبياً من المبيدات الحشرية شديدة الخطورة في معظم حالات التسمم ولكن يمكن في كثير من الحالات الاستعاضة عن مثل هذه المنتجات بأخرى أقل خطورة أو حتى أفضل من ناحية المكافحة المتكاملة للحشرات والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية.

وتوفر المبادئ التوجيهية الجديدة خارطة طريق لمساعدة البلدان على تحديد المبيدات الحشرية شديدة الخطورة وكيفية التعامل معها، إذ تشتمل خارطة الطريق على أمور عدة منها عملية الجرد وتقييم المخاطر والاحتياجات الفعلية، ومن ثم اتخاذ التدابير المناسبة للتخفيف من تلك المخاطر. ويتم في كثير من الحالات التخلص من هذه المنتجات، ولكن في الحالات التي لا تتوفر فيها بدائل جيدة، يمكن النظر في اتخاذ تدابير أخرى لتخفيف المخاطر. كما يجب أن تكون الظروف المحلية للاستخدام وجدوى إمكانية اتخاذ تدابير رقابية عاملاً مهماً في عملية صنع القرار.

وأطلقت منظمة الفاو نظام تسجيل المبيدات الحشرية لمساعدة الحكومات على إجراء تقييمات الأخطار والمخاطر كجزء من الجهود الوطنية لتلك الحكومات على الموافقة على المبيدات الحشرية. كما يمكن استخدام هذا النظام في إعادة تقييم المنتجات التي تم الموافقة عليها في الماضي، ولكن تصنف الآن بأنها شديدة الخطورة.

تحرك عالمي مكثف

ازدادت وتيرة الجهود المبذولة لتحسين إدارة المبيدات الحشرية العام الماضي عندما اعتمد مؤتمر النهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيميائية قراراً يدعو إلى اتخاذ إجراءات منسقة حول التعامل مع المبيدات الحشرية عالية الخطورة. وفي هذا الخصوص، تقدم كل من الفاو ومنظمة الصحة العالمية الآن التوجيه المطلوب للمضي قدماً في هذا الاتجاه.

يتم حث الحكومات على استخدام المبادئ التوجيهية الجديدة ونظام تسجيل المبيدات الحشرية لمراجعة القوائم الحالية للمبيدات المعتمدة بغية تحديد تلك المصنفة بأنها شديدة الخطورة واتخاذ التدابير اللازمة للحد من المخاطر على المستخدمين والمستهلكين والبيئة. وهذا يعني أيضا تعزيز المكافحة المتكاملة للحشرات بوصفها دعامة أساسية لعملية تصميم نظم مستدامة لحماية المحاصيل.

 




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً