العدد 4997 - الخميس 12 مايو 2016م الموافق 05 شعبان 1437هـ

"الفاو" وحملة جوائز "نوبل" يتصدون لمشكلتي الجوع والعنف

يستحيل تحقيق السلام من دون تأمين الأمن الغذائي ولا يمكن تحقيق الأمن الغذائي من دون السلام: هذه هي الرسالة المشتركة لمجموعة من حملة جوائز نوبل انضموا إلى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أجل التصدي لمشكلتي الجوع والعنف من خلال تحالف جديد انطلق في روما.


سيشكل أوسكار أرياس سانشيز، وتوكل كرمان وبيتي وليامز ومحمد يونس - الحائزين على جوائز نوبل للسلام لجهودهم في وقف الحرب الأهلية والدفاع عن حقوق النساء وتوفير القروض الصغيرة للفقراء وانهاء النزاعات الدينية –  مجموعة استشارية لمنظمة "فاو" حول سبل تعزيز العلاقة بين السلام والأمن الغذائي في إطار العمل الذي تقوم به المنظمة لدعم التنمية المستدامة والصمود حول العالم.


وقال المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا خلال حفل تدشين "تحالف الفاو وحملة نوبل للسلام" إن "تخليص العالم من الجوع والعوز هي مساهمة أساسية في تحقيق السلام الدائم". وأضاف أنه في الأوضاع التي تشهد نزاعات فإن "الزراعة والأمن الغذائي يوفران حياة جديدة للعائلات والمجتمعات المتضررة – إنهما يجمعان الناس معا ويدفعان باتجاه التعافي".


وشدد غرازيانو دا سلفا على أن المناطق الريفية وقاطنيها لا تزال أكثر المناطق تضرراً في النزاعات إذ تؤدي الهجمات على المجتمعات الزراعية إلى تقويض مصادر كسب العيش في الأرياف وتهجير السكان من ديارهم. وهذا يعني أن مساعدة المزارعين مسألة أساسية لوقف حركات النزوح على نطاق واسع ووضع الأسس لإعادة البناء.
وأكد مؤسس بنك جرامين محمود يونس: "أن تقديم الدعم للمشاريع الريفية هو في صميم العمل لتوفير الحلول للجوع وعدم الاستقرار، وشدد على الحاجة إلى إعادة تصميم المؤسسات القائمة لتفادي الفشل الذي منيت به في الماضي".


وقال يونس "نعرف الأعمال باعتبارها وسيلة لجني المال. ولكن يمكن أن يكون هناك نوع آخر من الأعمال – الأعمال من أجل حل المشكلات،" مشدداً على الحاجة إلى بناء الاعتماد على الذات والمنافع المتأتية من استخدام الأعمال كمحرك لحل المشكلات الاجتماعية.


وتابع أن "سكان الأرياف يمكن أن يكونوا رواد أعمال مثلهم مثل أي أشخاص آخرين – نحتاج إلى مؤسسات مالية لدعمهم،" بحيث يؤمن الشباب بوجود مستقبل لهم في المناطق الريفية ويصبحون المحرك للتوظيف والتنمية الاقتصادية عوضاً عن الهجرة إلى المدن بحثاً عن العمل.


ويدوره، قال الرئيس السابق لكوستاريكا أوسكار أرياس سانشيز، إن "الفقر والخوف لا يحتاجان لجواز سفر للانتقال،" لافتاً الانتباه إلى دور الجوع والتوق للحصول على الفرص في التسبب بأكبر أزمة للهجرة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ عقود.


وأضاف "هناك أعمال العنف التي تضرب بالسلاح وتلك التي تزحف ببطء،" مستعرضاً الطرق التي تؤثر بها الحرب على المجتمعات الزراعية والبيئة.  وأضاف إن "غياب القدرة على التكيف وانعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان هو بمثابة عنف خالص ليس إلا".


وشدد أرياس سانشيز في معرض تذكيره الحضور بأن أول قصيدة مكتوبة كانت عن الحرب، على الخيار الذي يواجهه المجتمع الدولي اليوم وقال: "لم يكتب أحد بعد القصيدة الأخيرة، لا يزال في ريشتنا حبر،" وتابع "علينا أن نقرر إذا كنا سوف نصوّر مشهداً لصحراء توّج فيه الموت ملكاً أو أن نقرر أن نكتب عن المياه والخبز والهواء وعصارة الأشجار. علينا أن نقرر إذا كنا سنكتب قصيدة أخيرة عن الحرب أو قصيدة عن السلام والأمن الغذائي لدينا".


 وفي رسالة إلى الاحتفال، أكد الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، والحائز على جائزة نوبل للسلام، أن الجوع والتنافس على الموارد الزراعية يمكن أن تفاقم التوتر الاجتماعي ودعا إلى نهج شامل للتعامل مع الأمن الغذائي والسلام.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً