العدد 4999 - السبت 14 مايو 2016م الموافق 07 شعبان 1437هـ

النانتا الكورية: الكوميديا وموسيقى «السامول نوري» بسكاكين وقدور المطبخ

تقدم عرضها السبت المقبل في الصالة الثقافية...

الطهاة الكوريون في صورة جماعية
الطهاة الكوريون في صورة جماعية

سول - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

يخفف الطهي كثيراً من التوتر... يقال إن قطع الخضراوات على لوحة القطع كفيل بتخليص الجسم من كثير من الطاقة السلبية. يقال أيضا إن المطابخ وأماكن الطهي هي في الواقع مخازن طاقة ايجابية هائلة. فرقة النانتا الكورية تؤمن بذلك كثيراً، ويؤكد أعضاؤها أن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد، فتجربة الطهي تحمل متعة وإثارة من نوع خاص وتطلق مواهب أدائية إيقاعية مختلفة ومميزة.

الفرقة ابتكرت عرضاً مميزاً أطلقت عليه اسم عرض Cookin’ Nanta، قامت من خلاله بتحويل تجربة الطهي إلى عرض ايقاعي موسيقي مذهل، سيكون الجمهور البحريني على موعد معه في السابعة من مساء يوم السبت المقبل (21 مايو/ أيار 2016) على مسرح الصالة الثقافية. ويأتي العرض ضمن احتفالات السفارة الكورية ومملكة البحرين بالذكرى الأربعين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

فرقة النانتا هي أحد أشهر الفرق الأدائية في كوريا الجنوبية، تمكنت بفضل عرضها المميز من أن تجتذب قلوب الجمهور بشكل غير مسبوق في داخل كوريا الجنوبية منذ عرضها الأول في (10 أكتوبر/ تشرين الأول 1997). حطمت عروضها أرقام مشاهدة قياسية ووصلت إلى قلوب جمهور عالمي متنوع في 18 دولة من دول العالم، ستكون البحرين المحطة التاسعة عشرة من بين هذه المحطات. كذلك تمكنت الفرقة من أن تضع نفسها في مصاف الفرق العالمية حين وصلت بعرضها إلى مسرح البورودواي في نيويورك العام 2004، وقبلها حين انتزعت جائزة مهرجان Edinburg Fringe Festival لأفضل أداء العام 1999، وجائزة Best Urban Program العام 2009 في تايلند.

السامول نوري بأدوات المطبخ

زرت مسرح فرقة النانتا في مدينة سول بكوريا الجنوبية أثناء زيارتي لها (مطلع شهر إبريل/ نيسان 2016). بالمناسبة فإن مسرح هونغداي نانتا الذي زرته، هو واحد من ثلاثة مسارح تقدم الفرقة عروضها عليها بشكل دائم في كوريا الجنوبية، وهي إلى جانب مسرح هونغداي، مسرح ميونغدونغ نانتا ـ ومسرح تشنغيونغنو نانتا. حين دخلت، أثارت انتباهي أدوات المطبخ المنتشرة في كل أرجاء المسرح. مقلاة، قنينة ماء بلاستيكية، قدور طهي، ألواح تقطيع، سكاكين، وكثير من أدوات المطبخ. استقبلني مؤدو العرض وعددهم أربعة، التقيتهم قبيل عرضهم بساعات قليلة.

سألتهم عن فكرة العرض وعما يحدث على المسرح، فجاءني الرد من أحدهم وهو الذي يؤدي دور رئيس الطهاة: «سنقدم عرضا كوميديّاً إيقاعيّاً، يتضمن ألعاباً بهلوانية، وخدعاً سحرية، وفن التمثيل الإيمائي. سنقدم الموسيقى التقليدية الكورية «السامول نوري» samulnori، لكن عبر أدوات موسيقية مختلفة هي ألواح التقطيع، وعلب المياه والسكاكين».

وتدور قصة العرض الكوميدي الإيقاعي حول ثلاثة طهاة يعملون في مطبخ نانتا، يبدأون يومهم بشكل اعتيادي، لكن يفاجئهم رئيس الطهاة سيئ الطباع، في صباح اليوم الذي تدور فيه أحداث العرض، بأن يطلب منهم تجهيز وليمة لحفلة عرس قبل الساعة السادسة من ذلك اليوم. ما يزيد الأمر سوءاً هو أنه يأمرهم بأن يدربوا ابن أخيه الذي لا يتقن الطبخ. يتحول المطبخ بسبب ذلك الى فوضى عارمة ويفقد الطهاة أعصابهم وهم يحاولون انجاز مهمتهم قبل الموعد المحدد.

سألت الممثل الذي يؤدي دور رئيس الطهاة عن سبب اختيار المطبخ مكاناً للعرض، قال: «منتج العرض أراد أن يصل بعرضه إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم، فبحث عن مسرح للعرض شائع بين الناس من مختلف الثقافات، وهكذا جاءت فكرة المطبخ، فالناس في كل مكان لا يستطيعون العيش بدون مطبخ، أيًّا يكن شكل هذا المطبخ أو نوعه».

عرض صامت بإيقاع صاخب

ينطلق العرض من المطبخ، يتحول الطهي إلى تجربة مختلفة، سيعمل الطهاة على إصدار أصوات موسيقية وإيقاعات باستخدام أدوات المطبخ. سيكون الناتج هو عرض ايقاعي موسيقى يمزج الإيقاع الكوري التقليدي مع الكوميديا والدراما في المطبخ، لن تمل طوال مدة عرضه التي تصل إلى حوالي الساعة والنصف. لكن سيقابل تلك الأصوات المنسجمة المتداخلة بما يشبه الفوضى الجميلة، صمت في الحوارات. سنشاهد عرضاً صامتاً في حواراته، صاخباً في إيقاعه.

عن أسباب جعل العرض صامتاً، قال رئيس الطهاة: «رغبة في الحصول على جمهور عالمي، قررنا عدم استخدم أية لغة، ولذلك جاء عرضنا غير ناطق وخال من أية حوارات. ربما ينطق الممثلون بكلمة هنا أو هناك أو يطلقوا بعض الأصوات، لكن ذلك لا يعتبر لغة، ولذلك فان هذا العرض يعتبر مقبولاً من قبل الجمهور في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن لغاتهم».

يقدم العرض تجربة مسرحية مميزة وممتعة للغاية، ربما لأن أدوات المطبخ وقعت في أيدي أعضاء فرقة النانتا الكورية. لعلهم طهاة ولعلهم موسيقيون، وربما كانوا مؤدين كوميديين بارعين... الأمر سيان ... إنهم يتقنون المهام الثلاث. يقطعون الخضراوات ويحضرون لوليمة العرض ويمتعون الجمهور بموسيقى وإيقاع رائعين وبمرونة ورشاقة في الحركة والأداء.

وتعليقاً على مرونتهم تلك، يقول رئيس الطهاة: «عرضُنا يتطلب الكثير من التدريب، تصل مدته إلى ستة أشهر من التدريب اليومي من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء، وخلال هذه الفترة نخصص وقتا كبيرا لتعلم بعض من الحركات التي نقدمها أثناء العرض مثل إلقاء الأطباق أو بعض ادوات المطبخ».

سنكسب قلوب البحرينيين

لن تتوقف رشاقة المؤدين عند ذلك، لكن ذلك يمتد إلى الأصوات المنسجمة والمتناغمة الصادرة عن ارتطام السكاكين بأدوات القطع، وعن حركة باقي أدوات المطبخ، بحيث يصبح الناتج لحناً إيقاعيًّا ممتعاً. الممثلون الذين التقيتهم يؤكدون أنهم ليسوا بحاجة إلى خلفية موسيقية ليبرعوا في تقديم ذلك الإيقاع معاً، ويشير رئيس الطهاة «في الواقع تضم فرقة النانتا عشرة فرق، يتكون كل فريق من خمسة مؤدين وهؤلاء لديهم خلفيات مختلفة تماماً عن بعضهم الآخر، بعضهم يحمل خلفية موسيقية وبعضهم الآخر جاء من عالم الرياضة. ويضيف مؤكداً أن التمكن من تقديم عرض ناجح مثل عرض النانتا هذا، يتطلب «العديد من المواهب، لكن أهمها القدرة على التواصل مع الجمهور والقدرة على التعبير عن الذات».

وحين سألته عن الجمهور البحريني وكيف تنوي فرقة «النانتا» كسب قلبه، أجاب «أولاً علينا أن نتعرف على بعض التفاصيل والاختلافات الثقافية بيننا وبينكم، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى معرفة بعض الكلمات البسيطة من لغتكم لنستخدمها أثناء العرض».

وعن سر نجاح العرض، أشار إلى أن «القصة قوية جداً، والتنافس بين العارضين قوي جدا في اجتذاب انتباه المتفرجين بحيث لا يجعلهم يديرون وجههم عنه، بالإضافة إلى ذلك فإن المؤدين يحملون شغفا عاليا وطاقة ايجابية تبدو واضحة خلال العرض».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً