العدد 5002 - الثلثاء 17 مايو 2016م الموافق 10 شعبان 1437هـ

حسين: أسماء كثير من قرى البحرين تكررت في بلدان عربية

الباحث والمؤرخ حسين محمد حسين متحدثاً حول أسماء القرى والمناطق البحرينية
الباحث والمؤرخ حسين محمد حسين متحدثاً حول أسماء القرى والمناطق البحرينية

ألقى الباحث والمؤرخ حسين محمد حسين، الضوء على أسماء القرى البحرينية وتشابه تسمياتها مع مناطق ومدن وقرى في الوطن العربي، لافتًا إلى أن هناك وحدة ثقافية تجمع الإقليم، ما يؤكد أهمية الاعتماد على المنهج المقارن في حال البحث عن أصل التسميات.

وجاءت المحاضرة ضمن سلسلة الندوات والمحاضرات التاريخية في مجلس الشيخ عبدالأمير الجمري في بني جمرة مساء الإثنين (16 مايو/ أيار 2016)،

وتحدث حسين في ورقته عن مسميات القرى والمناطق البحرينية، فأكد في البداية أن هذا الموضوع من المواضيع التي شغلت الكثير من الناس منذ القدم، وربما يعود الاهتمام بهذا الأمر قبل أكثر من ألف سنة، وكتب الكثير من المهتمين والمؤرخين والباحثين عن مسميات القرى ومعاني البلدان ولايزال هذا الموضوع مجال بحث وكتابة حتى اليوم، لكنه أكد أن الإشكال الأساسي هو غياب (منهجية البحث) في استقصاء أصول التسميات.

وقال مبسطًا الفكرة للحضور: «حين نبحث ونكتب في الوقت الراهن عن أسماء قرى ومناطق، قد لا نتمكن من تخيل بعض الأمور التي ترتبط بقرى مذكورة قبل 800 أو 900 سنة، وحين نتكلم عن الاسم أو المفردة اللفظية، فهي تتغير دون شك حتى بعد مرور 20 إلى خمسين سنة فما بالك بأسماء مرت عليها مئات السنين؟ لذلك، فحين يتم البحث في أصل تسمية منطقة ما لابد من دراسة الألفاظ التي وردت في المعاجم القديمة والمفردات المتداولة في تلك الفترة».

وأوضح أن تحليل الإسم وفق اللفظ الحديث ومعناه قد يكون مطابقًا وقد يكون غير ذلك، ثم هناك نقطة مهمة، ألا وهي أنه حين نتحدث عن تسمية قرية أو بلدة في البحرين نرى أن الحديث عنها وكأنها مفردة أو مسمى خاص بالبحرين، لكن البحرين كبلد حضاري وبه الكثير من القرى بأسمائها الشهيرة لابد أن نربطها بالوحدة الثقافية والحضارية في المنطقة العربية ككل وخصوصًا في شرق الجزيرة وعمان وصولاً إلى العراق والشام، فهذه المنطقة كمنطقة حضارية واحدة تأثرت بذات الثقافة وأشكالها، فالمنهج يلزم أن يكون ضمن وحدة ثقافة المنطقة ولا يمكن فصلها عن بعضها بعضاً في حال البحث عن أصول أسماء القرى والمناطق.

وساق مثلًا على ذلك بالقول: «الباحث في جامعة أوكسفورد كلايف هولز عاش في البحرين لسنين ودرس اللهجة المحلية وكتب عنها، لكنه حين عاش في عمان وزار الكثير من القرى العمانية النائية في الجبال، سمعهم يستخدمون مفردات تتشابه مع لهجة أهل البحرين، فالعامل المشترك هنا هو الوحدة الثقافة في اللهجات الحضرية، ولكن يبقى أن هناك خصوصيات لكل لهجة كما لها عموميات، وتبرز الصعوبة في التفريق بين العموميات والخصوصيات وهذا ينطبق على أسماء القرى».

وفي معرض حديثه عن الوحدة الحضرية في المنهج المقارن، فلو بحثنا في مواقع الانترنت على سبيل المثال ضمن الوحدة الجغرافية المشتركة من شمال غرب الجزيرة العربية إلى اليمن إلى شرق الجزيرة وصولاً إلى البحرين سنجد وحدة حضارية وتشابهاً حضاريّاً وتشابهاً في اللهجات، وكذلك في التكوين القديم للقبائل، وهناك أيضًا وحدة حضارية بين المنطقة وبلاد وادي الرافدين، وحتى في المناطق التي لم تظهر في الخرائط، ربما نجد أن هناك أسماء متشابهة وأخرى لقرى اختفت، وبتقديري (غير الدقيق) أرى أن هناك 40 في المئة من مسميات قرى البحرين متكررة في مناطق أخرى من الجزيرة العربية.

وتناول مسمى العاصمة «المنامة» بقوله: «هناك نظريات وفرضيات وقصص عديدة تحدثت حول أصل تسمية المنامة بهذا الاسم، ومنها كونها مكاناً ينام فيه الحاكم، لكن هل هذه التسمية خاصة بالبحرين؟ فالتسمية موجودة في 6 مناطق على الأقل في المنطقة، فهناك (المنامة) في الإمارات وعمان واليمن وقطر فهل كان أصلها هي مكان نوم الحاكم؟ أضف إلى ذلك أن تسمية (السهلة) تكررت في المنطقة ربما على خمس مناطق، ولنأخذ الغريفة، المصلى، النعيم، سار، المرخ، الظهران، الهملة، الزنج، القدم، سند، الحجر تكررت أسماء تلك المناطق في عدة مناطق عربية، فحين نبحث عن أصل التسمية وقصتها لابد أن نبحث في مصداقية القصة، ومدى تطابقها مع اللجهات المختلفة.

وكذلك الحال بالنسبة لتسمية (البرهامة) والذي يعود إلى اسم شجرة وردت مرتبطة بالنبي إبراهيم الخليل (ع)، هناك منطقة تحمل ذات الاسم في منطقة القرنة بالعراق بل وكانوا يقيمون حولها الطقوس، وفي فلسطين أيضًا مع تسمية أخرى لها (بلوطة إبراهيم الخليل)، وفي الحقيقة لا نعرف الأسباب التي أدت إلى التمسك بالمسميات وإن كان بعضها يعد نوعًا من التبرك والقدسية، وإذا أتينا إلى مسمى (فاران)، وهي الجنبية القديمة، سنجد أن الاسم ورد في العديد من المناطق ويحمل نوعًا من القدسية.

ونوه في خلاصة البحث إلى أن التحقيق في أسماء القرى والمناطق يلزم إيجاد منهج للتحقيق وملاحظة العموميات والخصوصيات ولاسيما بالنسبة للتسميات التي تكررت في 5 أو 6 بلدان، وأن يكون التحليل مبنيّاً أيضًا على المفردات التي كانت سائدة في المناطق القديمة التي يعود تاريخها إلى ما بين 600 و1000 سنة، ومن الصعب الخروج بحقائق إذا افتقرنا إلى منهج التحليل.

العدد 5002 - الثلثاء 17 مايو 2016م الموافق 10 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً