العدد 5003 - الأربعاء 18 مايو 2016م الموافق 11 شعبان 1437هـ

حقوق الملكية كانت مصانة في روما القديمة!

على غرار المنتجات الايطالية في أيامنا هذه، كانت السلع وحتى الأفراد في روما القديمة يحملون "شهادة منشأ" على ما يظهر من معرض مقام في العاصمة الايطالية.

المعرض بعنوان "صنع في روما، ماركات إنتاج وملكية في مجتمع العصور القديمة" ويستمر حتى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني. ويشكل المعرض طريقة للوقوف على "مجتمع روما من خلال أشياء صغيرة" على ما أوضح المشرف على الممتلكات الثقافية في روما كلاوديو باريزي.

وبفضل أكثر من 150 قطعة من بينها سدادات جرار تشكل شهادة منشأ وبيانا بكمية المحتوى، إلى أجزاء من تواقيع فنانين مشهورين مثل براكسيتيليس وأختام حرفيين ولافتات متاجر، يكشف المعرض "نظاما معقدا ومركبا من الرموز للتعرف" على السلع.

وأظهرت دراسة وثائق 150 صيدلية على سبيل المثال أن 50 منها كانت بإدارة نساء مما وفر معلومات ثمينة جدا عن عمل النساء في العصور القديمة.

ويقول مفوض المعرض سيمون باستور ان "الحاضر الأكبر في المعرض هي علامات الجودة على السلع وعلى الإنسان".

ويضيف انه في العصور القديمة لم تكن ثمة قوانين لحماية حقوق الملكية الا انه كان بالإمكان "التعرف" على المنتجات بفضل هذه العلامات.

وكانت هذه العلامات تأخذ شكل طوابع أو تواقيع وتشكل "شهادة جودة" وتضمن النوعية على غرار مثلا ما توفره عبارة "صنع في ايطاليا" من ضمانة في العالم بأسره اليوم على ما يشدد باريزي.

لذا فان التواقيع على التماثيل لم تكن موجهة ليراها المارة بل لتثبت انه تمت الاستعانة بحرفيين على قدر من الموهبة.

"نحو مجتمع هجين"

وتدريجا بدأت ترتسم معالم مجتمع "سابق للثورة الصناعية" قام في ظله نظام انتاجي وتجاري واسع النطاق مع متاجر ومؤسسات وحرفيين ووسائل نقل مع رموز مشتركة متعارف عليها في كل منطقة البحر المتوسط.

ويقول باستور "كانت سلع +صنع في روما+ تعني للشعوب التي لم تكن تعرف بعضها البعض من شعوب ايبيريا إلى شعوب داقية، إمكانية الجمع بين تقاليدهم لتشكيل تقليد واحد مشترك" وإقامة "مجتمع هجين" بالتالي.

والى جانب القطع المتعلقة بالحياة اليومية مثل الجرار الايطالية والاسبانية والإفريقية لوضع الزيت والغاروم وهو نوع من التوابل المصنوعة من السمك المنقوع والتي كانت تسوق في كل أرجاء الإمبراطورية، يضم المعرض قطعا خارجة عن المألوف كانت أيضا تحمل "علامة" روما.

ومن هذه القطع السهام المصنوعة من الرصاص التي عثر علماء أثار على شتائم محفورة عليها لتصل إلى جيش العدو.

لكن الأفراد أيضا كانوا يحملون "علامة" للشهادة على أصلهم ووظيفتهم و"جودتهم" أحيانا أن صح التعبير.

فالجنود كانوا يدقون على أجسامهم اسم فيلقهم "من قبيل الفخر ومن اجل ثنيهم عن الفرار" على ما يوضح باستور.

أما المدانون فكانوا يوشمون "بختم الخزي" شأنهم بذلك شان العبيد الذين كان سكان روما يعاملونهم كأشياء.

وفي إحدى الواجهات عقد وقلادة حفرت عليها معلومات حول هوية العبد، هذا أن لم توشم المعلومات مباشرة على جلده. وكتب على هذه القلادات "إذا هربت، أعيدوني إلى سيدي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً