العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ

«كراكيب».. درس في مسرح الطفل

الوسط - محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

كريم دكروب أحد أهم الفنانين العاملين في مسرح الدمى عربيا وعالميا، قدم عبر مسيرته، التي بدأت قبل سنوات طويلة، عشرات الأعمال التي اقترب فيها من الأطفال، ونجح بأعماله في التواصل مع جمهور الكبار والصغار معا، وفي كل عمل له يطرح فكرة جديدة يعتمد فيها على الدمى، ويستخدم الإبهار في الشكل والديكور والموسيقى ومختلف مجالات المسرح، عبر فريق متجانس يجيد كل فرد فيه دوره ويتناغم مع الآخرين ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأحد (29 مايو / أيار 2016).

في عمله الأخير «كراكيب»، الذي قدمه مساء أمس الأول على مسرح الدسمة ضمن فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الرابعة، يقترب دكروب كثيرا من الأطفال، وتحديدا الفئية العمرية من 2 إلى 10 سنوات، وهي الفئة العمرية الأصعب لأن التعامل معها يحتاج إلى فهم كبير لعقليتها، إذ انها تتعامل مع الأشياء من خلال الألعاب، لذا يعتمد العمل، أي عمل موجه لها، في قدرته على التعاطي مع ما تريد دون الخوض في مفهوم الأرقام أو الكلمات أو الحوارات.

تتناول المسرحية قضية أساسية تتعلق بالألعاب التي تكون لدى الأطفال، واهمية المحافظة عليها، وتقدم شخصيتي طفلين هما سلمى وسالم، الاولى لديها لعبة واحدة هي «المضباح لطفي» الذي يضيء لها الطريق ويشكل عامل تفاهم وانسجام معها، والآخر هو سالم الطفل الذي لديه هواية التخلص من ألعابه والبحث عن ألعاب جديدة، وعندما يلتقيان وهما الجاران، يحدث بينهما حوار جميل حول الألعاب والاشياء التي يمتلكانها، ثم يذهبان معها بحثا عن الشخص الذي يجمع «الكراكيب» ليكتشفا أن معظم هذه الكراكيب هي من مقتنيات سالم التي تخلص منها، وتنتهي المسرحية بتوجيه النصح للأطفال بأهمية احترام ألعابهم وعدم التفريط بأشيائهم، ومساعدة الآخرين.

 

رؤية إخراجية

اعتمد المخرج في عمله المسرحي، كما في كل أعماله السابقة، على التعامل مع الدمى بطريقة متطورة بحيث يظهر حامل الدمية أمام المشاهدين يحركها في كل الاتجاهات، وهو أمر يقرب الصورة من الطفل خاصة للفئة العمرية التي تتوجه إليها المسرحية.

واستخدم المخرج لغة اللون في الملابس والأزياء والديكورات المتنقلة ليقترب أكثر من الطفل الذي يعشق اللون، وهذا أمر شكل جمالية في الصورة المشهدية، وعلى صعيد اللحن جاءت الموسيقى في أروع صورها خاصة أن العرض اعتمد بالدرجة الأولى عليها مع التقليل من الحوارات، ومع ذلك فقد جاءت الحوارات بسيطة إلى درجة كبيرة بعيدة عن اللغة المقعرة، وتميزت بسهولتها وبساطتها لتقترب أكثر من الطفل.

 

درس عملي

«كراكيب» درس عملي في مفهوم التعامل مع الطفل في كل مكان، ساعد في تقديمه الرؤية الجميلة التي خاطب بها المخرج جمهوره، لذا لم يجد الأطفال الذين حضروا العرض صعوبة في التواصل معه، كما كان الحضور من الكبار أكثر سعادة في الانسجام مع عرض مبهر.

المسرحية من سيناريو وإخراج كريم دكروب، فكرة وحوار فاتنة وهبة، موسيقى وكلمات الأغاني أحمد قعبور، تنفيذ وتصميم الدمى وليد دكروب، تصميم الديكور هدى حطيط.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً