دعا فرانسوا هولاند وأنجيلا ميركل أمس الأحد (29 مايو/ أيار 2016) إلى حماية أوروبا «الهشة» من الانقسامات في مواجهة الأزمات، وذلك خلال إحياء الذكرى المئوية لإحدى المعارك الأكثر دموية في الحرب العالمية الأولى في فيردان.

وقال الرئيس الفرنسي أمام آلاف من الصلبان البيض في مقبرة دوومون (شرق)، «واجبنا المقدس محفور في أرض فيردان المدمرة، إنه يختصر في بضع كلمات: فلنحب وطننا ولنحم منزلنا المشترك، أوروبا، التي سنكون من دونها معرضين لعواصف التاريخ».

وفي السياق نفسه، قالت المستشارة الألمانية التي استقبلت بلادها أكثر من مليون لاجىء في 2015 «من المهم من أجل بقائنا ألا ننغلق على أنفسنا بل أن ننفتح على الآخر». وشدد الزعيمان على الوضع الهش الذي تشهده أوروبا حيث «تنشط قوى الانقسام والإغلاق مجدداً»، وذلك عشية استفتاء في 23 يونيو/ حزيران قد يؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس الفرنسي أن أوروبا «فضاء كبير هش» يتطلب حماية، مشدداً على أن «لفرنسا وألمانيا مسئوليات محددة» بينها «استقبال السكان الذين يفرون من المآسي والمجازر». وقال أيضاً «علينا ألا ننسى أبداً، وخصوصاً هنا، أن التاريخ يمكن أن يكون مأسوياً، أن تصنعه تقلبات يمكن أن تلقي فجأة ببلد، بمنطقة، في الفوضى كما نلاحظ في الشرق الأوسط». وشكل التقاطع بين تصاعد القوميات قبل العام 1914 والتوتر الذي تواجهه أوروبا راهناً أحد عناوين اليوم الطويل في فيردان.

وقالت ميركل لدى استقبالها في مقر بلدية فيردان في سابقة لمسئول ألماني في منصبها إن «اسم (فيردان) يرمز إلى فظاعة وعبثية غير معقولتين للحرب، وكذلك إلى العبر والمصالحة الفرنسية الألمانية». ورد الرئيس الفرنسي بالقول إن «فيردان مدينة تمثل في وقت واحد الأسوأ، حينما خسرت أوروبا نفسها قبل مئة عام، والأفضل، حين تمكنت المدينة من الاتحاد من أجل السلام والصداقة الفرنسية الالمانية. فلتعش الصداقة وروحية فيردان».