العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ

قصة نجاح تاجر يمني في مقاطعة فوجيان الصينية

"الناس هنا طيبون، وأشعر بسهولة التعايش معهم. لا أشعر بأن هناك مسافة تفصل بيني وبين الصينيين، بل أشعر بأنني في بلدي." هكذا تحدث التاجر اليمني مروان أحمد عقلان ( الذي اختار لنفسه اسماً صينياً ماوان)، عن انطباعه الأولي حول الصين.

يبلغ مروان 38 عاماً، وقد جاء إلى الصين في سنة 2001، حيث استقر بمدينة شيشي بمقاطعة فوجيان، لممارسة الأعمال التجارية. وفي سنة 2013، قامت مدينة شيشي بتكريم مروان على إسهامه البارز في دفع التبادل الثقافي بين الصين والخارج.

بدأ مروان في سنة 2003، وفقاً لصحيفة "الشعب" الصينية، جلب عينات من الملابس والأحذية الأجنبية إلى مدينة شيشي، لتصميمها وتصنيعها، ثم إعادة تسويقها في الشرق الأوسط. وفي سنة 2006، بدأت تجارته تتوسع باستمرار، وغطت أعمال شركته كل من السعودية واليمن ومصر والإمارات، وغيرها من دول الشرق الأوسط، كما وفر منصة للتفاوض التجاري بين الزبائن الأجانب والشركات الصينية في مدية شيشي.

"تطور أي شركة يجب أن يكون خطوة خطوة، وكل خطوة يجب أن تتأسس على الثقة." يقول مروان. إذ يحرص على تفقد السلع بدقة، بما في ذلك الخيوط والأزرار، وينجز على حلقة على أحسن وجه، ما مكنه من تكوين مجموعة من الزبائن الأوفياء، وهؤلاء الزبائن اصطحبوا معهم على زبائن آخرين، وهكذا بدأ نطاق أعمال الشركة يكبر باستمرار.

وحينما تحدث بعض الخلافات بين التجار القادمين من الشرق الأوسط والشركات الصينية حيال العقود، يستطيع مروان بمعرفته الواسعة على مساعدتهم لمعالجة هذه الخلافات بشكل جيد.

حينما قدم إلى الصين، لم يكن مروان يتحدث شيئا من اللغة الصينية، كما لم تكن معه الكثير من الأموال، ويمكن القول أنه كان بدون سند في بلد يأتيه لأول مرة. لكنه تعلم اللغة الصينية شيئا فشيئا من خلال معاملاته التجارية، وفي البداية كان مروان يأخذ معه دفتر ليكتب عليها ما سمعه لتعلم اللغة الصينية. ومن الكلمات البسيطة مثل "الماء"، "الهاتف"، "سيارة الأجرة" الى الجملات الكاملة، تحسنت لغته الصينية شيئا فشيئا، وتطورت من المحادثة البسيطة الى القيام بحوار بسيط. وأثناء حوارنا معه، قال مروان بتواضع أن لغته الصينية، ليست جيدة كما ينبغي.

ويقول مروان "الأطباق الصينية من بين أكثر الأشياء التي نالت إعجابي. أنا أحب تناول فواكه البحر، لذا كل ما توفر لدي وقت، آخذ عائلتي وأذهب إلى المطاعم المحاذية للبحر، فأتناول فواكه البحر وأستمتع بمشاهدة مناظر البحر الجميلة." إلى جانب ذلك، دائما ما يستغل مروان عطلته للسياحة في مختلف أنحاء الصين، وهو يحب خاصة جبل ووإي، الذي يقول بأنه قلة ما يوجد الجبال العالية الخضراء مثل جبل ووإي في الشرق الأوسط.

كأجنبي يعيش في الصين، شاهد مروان بإم عينه مسيرة النمو السريع الذي شهدته الصين خلال السنوات الأخيرة، ويرى أن هذه التغيرات كانت مثيرة للدهشة. مثلا، يذكر مروان، أنه حينما جاء إلى مدينة شيشي في سنة 2001، كانت هذه المدينة صغيرة، وكان الأجانب فيها قليلون جدا. أما الآن، فقد توسعت المدينة وتطورت بنيتها التحتية، وأصبح مظهر المدينة أكثر جمالا، وأوضاع الإقامة أفضل وظروف ممارسة التجارة أحسن. ويقول مروان بأن بيئة التجارة في الصين أصبحت أكثر تنظيما، كما بات الإجراءات أكثر سهولة وتبسيطا.

ويضيف مروان "مدينة شيشي تعد مكانا مثاليا لممارسة التجارة، وأنا أسعى إلى أن أكون ساكنا محليا" يقول مروان، ويضيف بأنه سيواصل تقديم إسهاماته في تعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين والخارج".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:07 ص

      سبحان الله ..... الإخوان من اليمن خصوصا الحضارمة تجار ولهم وزنهم بالذات في جنوب شرق آسيا (ماليزيا واندونيسيا بالذات)، ولهم باع طويل في التجارةو التعايش مع السكان.

اقرأ ايضاً