العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ

الأمم المتحدة قلقة لوجود 20 ألف طفل محاصرين في الفلوجة

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته للجيش العراقي قرب الفلوجة - reuters
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته للجيش العراقي قرب الفلوجة - reuters

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أمس (الأربعاء) عن وجود ما لا يقل عن عشرين ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة التي تنفذ قوات عراقية عمليات لتحريرها من سيطرة «داعش».

وقال ممثل المنظمة في العراق، بيتر هوكينز في بيان إنه «وفقاً لتقديرات (منظمة اليونيسيف) هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة».

وأشار السكان القلائل الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ انطلاق العمليات العسكرية إلى معاناة الأهالي العالقين في المدينة جرّاء نقص الغذاء ومياه الشرب.


القوات العراقية تواصل عمليات تحرير المناطق المحيطة بالفلوجة وتحاول كسر دفاعات «داعش»

قرب الفلوجة (العراق) - أ ف ب

واصلت القوات العراقية أمس الأربعاء (1 يونيو/ حزيران 2016) هجماتها للتقدم باتجاه وسط الفلوجة في إطار هجومها الهادف لاستعادتها من أيدي مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» حيث تواجه مقاومة عنيفة فيما لا يزال حوالى 50 ألف مدني عالقين في المدينة.

واحتشدت قوات عراقية على أطراف مدينة الفلوجة، أحد ابرز معاقل المتطرفين في العراق، لكنها تواجه مقاومة قوية.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء مصير 20 ألف طفل في المدينة يواجهون مخاطر «التجنيد القسري».

وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لوكالة «فرانس برس»: «قواتنا توصل تنفيذ العمليات لاقتحام مدينة الفلوجة لكن هناك مقاومة عنيفة من داعش».

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي أمس (الأربعاء) إن وجود عشرات آلاف المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة وراء البطء في تنفيذ معركة تحرير المدينة.

وقال العبادي خلال لقاء مع قادة أمنيين في أحد المقرات قرب الفلوجة، نقلته قناة «العراقية» الحكومية، «كان من الممكن حسم هذه المعركة لو لم تكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الأساسية».

وبدأت القوات العراقية الإثنين، بعد أسبوع من انطلاق عمليات تحرير الفلوجة، مرحلة جديدة عبر إحكام السيطرة لاقتحام المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد.

لكن الاقتحام الذي كان يتوقع أن تعقبه حرب شوارع داخل المدينة لم يتم حتى الآن. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة يتواجد على أطراف الفلوجة «كلما تحاول قواتنا اقتحام الفلوجة تتفاجأ بدفاعات قوية من داعش».

وشكل تقدم القوات الأمنية وسيطرتها باتجاه ضاحية على الأطراف الجنوبية للفلوجة أكثر ما حققته للوصول نحو مركز المدينة، لكنها واجهت مقاومة شرسة الثلثاء.

وتحدث قادة أمنيون عن مقتل عشرات من المسلحين منذ انطلاق العملية فجر 23 من الشهر الماضي، دون الكشف عن عدد ضحايا القوات الأمنية.

اطفال محاصرون

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أمس (الأربعاء) عن وجود ما لا يقل عن عشرين ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة يواجهون مخاطر تجنيدهم قسراً.

وقال بيتر هوكينز ممثل المنظمة في العراق في بيان إنه «وفقاً لتقديرات (منظمة) اليونيسف هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة».

وقال هوكينز إن «الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القسري وضغوط أمنية مشددة إضافة للعزل عن عائلاتهم». وأضاف أن «الأطفال المجندين يجدون أنفسهم مرغمين على حمل السلاح والقتال في حرب الكبار وحياتهم ومستقبلهم في خطر».

وأشار السكان القلائل الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ انطلاق العمليات العسكرية في 23 مايو/ أيار الماضي إلى معاناة الأهالي العالقين في المدينة جراء نقص الغذاء ومياه الشرب.

وأكد آخرون لا يزالون في المدينة عبر اتصالات هاتفية أن ظروف الحياة قاسية جداً فيما يسكن بضع مئات من العائلات التي استطاعت الهرب من قبضة المتطرفين في مخيمات على أطراف الفلوجة.

وجددت منظمة اليونسيف الدعوة لإنشاء ممرات أمنية تسمح بهروب المدنيين من أهالي الفلوجة.

وتتهم الأمم المتحدة تنظيم «داعش» باستخدام الأهالي المدنيين دروعا بشرية في معركته للدفاع عن أحد معاقله الرئيسية.

ولم تدخل الفلوجة أي مساعدات منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، ما دفع الأهالي للاعتماد على تناول التمر وعلى مياه لا تصلح للشرب من نهر الفرات.

معركة طويلة وضحايا

وتوقع العديد من الضباط العراقيين أن يطول القتال ضد المتطرفين لتحرير الفلوجة أكثر مما تطلب لمدن أخرى مثل تكريت والرمادي.

وتعد الفلوجة، ثاني أكبر المدن بعد الموصل التي يسيطر عليها التنظيم في العراق، يتواجد فيها مسلحون متطرفون.

واستقبلت المحافظات الشيعية الاكثر مناهضة للتنظيم المتطرف، بينها النجف عدداً من جثامين قوات الأمن الذين قضوا خلال الاشتباكات التي تجري منذ عشرة أيام حول الفلوجة.

وقال أحد عناصر الأمن المتواجدين على طريق رئيسي يؤدي إلى مقبرة وادي السلام، أكبر مقبرة إسلامية في العالم تقع في النجف، أمس (الأربعاء) لـ «فرانس برس»: «استقبلنا حوالى 70 شهيداً منذ بدء الهجوم على مدينة الفلوجة».

وعلى جبهة أخرى في سورية المجاورة، فتحت قوات سورية الديمقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية جبهة جديدة ضد تنظيم «داعش» في مناطق تعد منافذ لدخول المقاتلين الأجانب، على الحدود مع تركيا.

وأطلقت هذه القوات معركة ضد المتطرفين في مدينة منبج، أحد أبرز معاقلهم في شمال سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الأربعاء).

طفل عراقي فر مع عائلته من مواقع القتال في الفلوجة - afp
طفل عراقي فر مع عائلته من مواقع القتال في الفلوجة - afp

العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:38 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله لماذا لا تخرج العائلات المتبقيه في الفلوجه

اقرأ ايضاً