العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ

نصب تمثال بورقيبة مجدداً... رمزية تثير الجدل

تمثال بورقيبة أعيد إلى مكانه بعد أن أزاله الرئيس المخلوع بن علي عام 1988
تمثال بورقيبة أعيد إلى مكانه بعد أن أزاله الرئيس المخلوع بن علي عام 1988

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

عاد مجدداً إلى مكانه في قلب العاصمة تونس، تمثال الحبيب بورقيبة الذي يعتلي فيه "الزعيم" صهوة حصانه ملوحا بيده، كما فعل حين عودته من فرنسا إلى تونس يوم عيد النصر في الأول من يونيو/حزيران 1955، معلنا قرب استقلال البلاد.

أثار قرار السلطات التونسية نصب تمثال الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة مجدداً وسط العاصمة تونس، في مكانه الأصلي بعد مرور خمسة سنوات على ثورة كانت الحرية والكرامة من أهم مطالبها؛ جدلا في تونس بين مؤيد ورافض لذلك، بحسب تقرير لقناة "الجزيرة" اليوم الخميس (2 يونيو / حزيران 2016).

وقد أزال الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي تمثال بورقيبة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1988، أي بعد أشهر من نجاح "انقلابه الطبي" على بورقيبة، ليضع مكانه ساعة عملاقة سماها "ساعة 7 نوفمبر 1987"، وهو تاريخ توليه الحكم، سعيا منه إلى طمس كل ما يمكن أن يذكّر الشعب بسلفه بورقيبة.

واختارت السلطات مكان نصب التمثال لرمزيته ولتقاطع المعاني والدلالات فيه، فهناك تقريبا وقع أكبر تجمع احتجاجي ضد نظام بن علي يوم سقوطه. وهناك أيضا نصب الاستعمار الفرنسي سابقا تمثالا لجول فيري أحد أهم المنظرين الفرنسيين لاحتلال تونس، لتتم إزالته مباشرة بعد الاستقلال، وعلى بعد مئات الأمتار من المكان ذاته استقر التمثال الشهير للمفكر عبد الرحمن بن خلدون.

خطوة إيجابية

ورأى مصطفى السويسي -وهو من المواطنين الذين شاركوا في الاحتفالات التي تزامنت مع التدشين الرسمي للتمثال- أن هذه الخطوة إيجابية، معتبرا أن بورقيبة هو "رمز عزة تونس" وأنه من ساهم في "إشعاعها في الخارج" وفي "إنقاذ التونسيين من الفقر والذل الذي عاشوه أثناء الاستعمار الفرنسي..."، بحسب قوله.

وأكد السويسي أن إرجاع التمثال هو أقل ما يمكن أن يقوم به التونسيون لـ"إعادة الجميل للمجاهد الأكبر...".

من جانبه، اعتبر رئيس تيار المحبة المعارض الهاشمي الحامدي -في كلمة ألقاها خلال وقفة احتجاجية نظمها منذ أيام ضد إرجاع تمثال بورقيبة- أن "من عملوا على إرجاع التمثال يظنون أن التونسيين ما زالوا في عهد الدكتاتورية والظلم في زمن بورقيبة...".

وأضاف الحامدي في كلمته أن "الأموال التي أهدرت على التمثال كان من الأجدى أن تصرف على المناطق المحرومة والمهمشة وعلى الفقراء".

معركة وتناقض

من جهة أخرى، رأى المؤرخ والباحث في تاريخ الحركة الوطنية التونسية محمد ضيف الله أن إعادة تمثال بورقيبة تأتي في إطار "معركة رمزيات" تريد فرضها من وصفها بـ"المنظومة القديمة"، بعد "إعادة تموقعها في الساحة السياسية".

واعتبر ضيف الله -في تصريح للجزيرة نت- أن الرجوع إلى تمثال بورقيبة اليوم هو من باب غياب الفكرة والخيال السياسي والبرامج السياسية عند المسؤولين الذين أخذوا هذا القرار، على حد قوله.

وأضاف أن "نصب التمثال لا علاقة له بمطالب الثورة التي رفعها الشباب، وعلى رأسها التنمية والتشغيل، والتي لم تتحقق إلى اليوم، بل هو يتناقض معها".

أبعاد ورمزية

واتخذت فعاليات إعادة التمثال إلى مكانه بعدا رسميا، بحضور كل من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد ورئيس مجلس النواب محمد الناصر، كما حضر جمع من المواطنين المساندين للخطوة ورفعوا شعارات تمجد بورقيبة وتعدد مناقبه.

وقال السبسي إن الهدف من إعادة تمثال الزعيم بورقيبة ليس ما وصفها بـ"الشخصنة"، بل هو بعد رمزي "لأن تاريخ الأول من يونيو لا مثيل له في تاريخ تونس، فهو تاريخ وحّد كل التونسيين"، في إشارة إلى عيد النصر الموافق للأول من يونيو/حزيران 1955.

وأضاف السبسي في تصريح لوسائل الإعلام أن تونس في حاجة ماسة لهذه الوحدة لمواجهة "التحديات".

وأكد أنه يتفهم منتقدي إرجاع تمثال الحبيب بورقيبة، قائلا "إن الثورة كفلت حرية التعبير للتونسيين وعلينا احترامها".

ورافق إرجاع تمثال الحبيب بورقيبة إلى وسط العاصمة تونس جدلا بين مؤيدي الخطوة ومنتقديها، خاصة أن تكاليف نقل التمثال وترميمه بلغت 250 ألف دولار.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً