العدد 5018 - الخميس 02 يونيو 2016م الموافق 26 شعبان 1437هـ

"الإمبراطور" تيريم متعطش إلى انجازات جديدة مع المنتخب التركي

يلقبونه بـ "الإمبراطور". أسطورة حية في بلاده، المدرب السلطوي فاتح تيريم حقق سابقا العديد من الحملات الناجحة مع المنتخب التركي، ولكنه لا يزال يسعى الى المزيد وهو يقول: "ليس هناك أحد متعطش للنجاحات مثلي".

يقود تيريم تركيا للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية، ولم يتوان في كل مرة عن ترك بصمته البارزة، وبالتالي فان كأس أوروبا في فرنسا لن تخرج عن هذا الاطار وسيطمح فيها الى الذهاب إلى أبعد دور ممكن الا وهو المباراة النهائية.

كأس أوروبا في فرنسا هي أول بطولة كبرى تتأهل اليها تركيا في السنوات الثماني الاخيرة، وتحديدا منذ تحقيقها افضل انجازاتها في العرس القاري وهو دور الاربعة عام 2008 ... بقيادة تيريم.

خلال ملحمة سويسرا والنمسا، خرج المنتخب التركي بصعوبة على يد المانيا 2-3. لكن تركيا لم تلعب اي بطولة كبرى مذذلك الحين. لجأ الاتحاد التركي الى خدمات تيريم للمرة الثالثة عام 2013 لمدة عام واحد بامل انعاش اماله في التصفيات الاوروبية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل مع مواصلة اشرافه على الادارة الفنية لفريق غلطة سراي.

وقتها قال رئيس الاتحاد التركي ييلديريم ديميرونن خلال توقيع العقد: "فكرنا في مدرب محنك وخبير ومتعطش للنجاحات ويحل مشاكلنا وبالتالي فاوضنا تيريم".

خلف تيريم مواطنه عبدالله اوجي الذي دفع ثمن النتائج المخيبة للمنتخب في تصفيات اوروبا المؤهلة لمونديال 2014.

قاد تيريم تركيا في المباريات الاربع التي كانت متبقية لها في التصفيات وفشل في انتزاع بطاقة النهائيات، وعلى الرغم من ذلك مدد الاتحاد التركي عقده ولم يخيب اماله وقاده الى كأس اوروبا 2016.

واشرف تيريم، المدافع الدولي السابق في الفترة بين 1975 و1985، على منتخب بلاده مرتين الاولى من عام 1993 الى عام 1996 وقاده الى نهائيات كأس اوروبا في انجلترا وهي سابقة في تاريخ المنتخب التركي، والثانية من 2005 الى 2009.

أصر تيريم مع اقتراب الموعد الكبير في فرنسا قائلا: "أتمنى ان نكرر انجازنا او نبني مشوارنا على أساس نجاحنا في كأس اوروبا عام 2008".

وأضاف دون تردد: "آمل أن نلعب مباراة نهائية كبيرة في يوليو المقبل" في اشارة الى النهائي المقررة في 10 المقبل.

"القائد" وهو لقبه الثاني، يمكنه التعويل على لاعب وسط برشلونة الاسباني اردا توران وصانع ألعاب باير ليفركوزن الالماني هاكان جالهان اوغلو لمحاولة الخروج اولا من مجموعة الموت (الرابعة) التي تضم منتخب بلاده إلى جانب اسبانيا حاملة اللقب في النسختين الاخيرتين وكرواتيا وجمهورية التشيك.

علق تيريم على المجموعة قائلا: "نحن في مجموعة خطيرة. إنها مجموعة تضم منتخبات ذات جودة في اللعب وتاريخ عريق في البطولة".

يتميز تيريم بمواهبه القيادية وفلسفته الهجومية في اللعب وخططه التكتيكية التي تترجم من كونه صاحب افضل سجل في تاريخ المدربين الاتراك، فهو احرز لقب بطولة الدوري المحلي 6 مرات مع غلطة سراي وقاد الاخير الى الفوز بكأس الاتحاد الاوروبي عام 2000 وكأس تركيا مرتين ومثلها الكاس السوبر التركية.

لا يتوقف تيريم عن شد همة لاعبيه وتحميسهم للعب على الرمق الاخير، وهو ما أكدته تصفيات كاس اوروبا 2016 كون تركيا نجحت في ضمان تأهلها كصاحبة افضل مركز ثالث في المجموعة الاولى (خلف تشيكيا وايسلندا، وامام هولندا) بفضل هدف متأخر في مرمى ايسلندا في الجولة الاخيرة سجل من ركلة حرة في الدقيقة 89.

 

المعلم فاتح

ينتظر الشعب التركي الشىء الكثير من منتخب بلاده وتحديدا تيريم الذي يتمتع باحترام جميع الاطياف السياسية في البلاد التي تواجه موجة من التفجيرات المرتبطة بالنزاع الكردي أو المنسوبة إلى جهاديي الدولة الإسلامية (داعش).

وفي هذا الصدد وفي تصريح لقناة "تي ار تي" الرياضية، يقول تيريم المشهور بكونه مقرب من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي لا يتوقف عن الثناء ب"المعلم فاتح": "أنا شخص يتساءل باستمرار كيف يمكن أن يكون مفيدا لبلاده".

لكن المشوار التدريبي لتيريم شابه الفشل ايضا خصوصا في رحلته الى الديار الايطالية والتي استمرت فترة قصيرة فقط مع ناديي فيورنتينا (2000-2001) وميلان (2001-2002).

بعد انجاز كأس الامم الاوروبية 2008، استقال تيريم في العام التالي، بعد أن فشل في قيادة تركيا الى نهائيات كأس العالم 2010. يشتهر تيريم بصراحته واحيانا بالتعالي، وهو حذر لاعبيه قبل العرس القاري بالقول: "إن البلد الذي يريد أن يحقق النجاحات لا يمكن أن يتقبل تصريحات من قبيل، نلعب مباراة كل ثلاثة أيام، نحن متعبون".

يتقاسم تيريم الحلم مثل السلاطين العثمانيين قبله: السيطرة على أوروبا بين يديها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً