العدد 5021 - الأحد 05 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ

زراعة الطحالب في زنجبار تعاني من المياه الحارة والمنافسة الآسيوية

زنجبار (تنزانيا) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

تعاني محاصيل الطحالب في زنجبار في المحيط الهندي من ارتفاع حرارة المياه فضلا من منافسة اسيوية كبيرة.


وتقول مزارعة الطحالب منذ اكثر من عشرين عاما متوموا فواي امير وهي واقفة في المياه التي تغطيها حتى مستوى الخصر في بلدة مونغوني في هذا الارخبيل التنزاني شبه المستقل "لقد اصابنا اليأس. بعض المزارعين تخلوا عن هذه المهنة".


وفيما تطرح زنجبار تساؤلات حول مسؤولية الاحترار المناخي في التراجع الكبير في محاصيلها، تفاقم الوضع سوءا المنافسة الاسيوية التي تحطم الاسعار وتستحوذ على حصة كبيرة في الاسواق.


وتتمتع الطحالب الحمراء المزروعة في زنجبار بشهرة عالمية. وهي تؤكل او تستخدم في صناعة مستحضرات تجميل وادوية في آسيا واوروبا واميركا الشمالية.


بدأت زراعتها في "جزيرة التوابل" كما تسمى زنجبار، العام 1989 مع دعم تنزاني من جامعة دار السلام ليصبح الارخبيل ثالث منتج عالمي لهذا النوع من الطحالب وراء اندونيسيا والفيليبين. وفي العام 2015، حصد نحو 24 الف مزارع اكثر من 16 الف طن من الطحالب 90 في المئة منها من الطحالب الحمراء على ما تفيد السلطات المحلية.


وتشكل النساء 80 في المئة من هؤلاء المزارعين. وفي منطقة تفتقر الى موارد الرزق، تضمن زراعة الطحالب للنساء في هذا المجتمع الذي يشكل المسلمون 98 في المئة من سكانه، الاستقلال المادي.

 مياه اعمق

وتراوح حرارة المياه المثالية لزراعة الطحالب الحمراء بين 25 و30 درجة مئوية الا انها تصل في بعض الاماكن حول زنجبار الى 31 درجة.


ويقول عالم الاحياء في معهد العلوم البحرية في جامعة دار السلام ناريمان جيداوي "عندما ترتفع حرارة المياه كثيرا لا يمكن للطحالب ان تنمو بشكل جيد وتموت".


ويضيف "ادى ذلك الى توقف الكثير من النساء عن زراعة الطحالب".


وتسجل هذه الظاهرة منذ العام 2012 الا انها اخذت بعدا جديدا في الربع الاول من العام 2016 مع انتاج زنجبار 1400 طن من الطحالب اي اقل بثلاث مرات ونصف المرة تقريبا عما كان الانتاج عليه قبل سنة (3300 طن خلال الربع الاول من 2015).


ويرى معهد العلوم البحرية في جامعة دار السلام ان الاحترار المناخي مسؤول عن هذه الظاهرة وثمة دراسة تجرى الان لتأكيد ذلك علميا.


وبانتظار نتائج الدراسة، يحث المعهد بعد اجراء تجارب ناجعة، المزارعين على زراعة الطحالب في مياه اعمق الامر الذي يصعب مهمتهم.


وثمة بديل اخر يرتسم في الافق وقد اعتمده بعض المزارعين مثل امير يقوم على زراعة طحالب اخرى معروفة باسم "كوتوني" وهي اكثر مقاومة ومردودية من الطحالب الحمراء هذه.


الا ان زنجبار مضطرة الى خفض اسعارها للمحافظة على هامش منافسة حيال الطحالب الاقل كلفة التي تنتج في آسيا.


فكيلوغرام من الطحالب الحمراء الذي كان يباع قبل مدة قصيرة ب700 شيلينغ تنزاني (0,28 سنت من اليورو) بات يباع الان ب300 شيلينغ. اما سعر طحالب كوتوني فتراجع من 1100 الى 700 شيلينغ.

- الخاسر الاكبر - ويقول عريف مازروي مدير شركة "زانكه اكوا فارم" التي تنتج االطحالب وتصدرها "ليس لدينا اي سلطة على الاسعار وعلينا التكيف معها للمحافظة على زبائننا. والمزارعون هم الخاسر الاكبر عندما نكيف الاسعار".


لكن ذلك لا يكفي اذ ان الاسعار تبقى اعلى من اسعار اندونيسيا والفيليبين حيث تحسنت نوعية زراعة الطحالب الحمراء في السنوات الاخيرة وبات انتاج آسيا يستحوذ على حصص سوق كانت تسيطر عليها زنجبار.


يضاف الى ذلك ان الزبائن الاميركيين والصينيين الكبار اقرب جغرافيا الى اندونيسيا والفيليبين منه الى زنجبار. وتكون تاليا كلفة نقل الطحالب التنزانية اعلى على اي حال.


ويؤكد مازروي ان "انتاج الطحالب في زنجبار اصبح صعبا ويعاني المزارعون والمصدرون من ضيق. الا اننا نشجع المزارعين على الاستمرار في انتاجهم املا في ان ترتفع الاسعار مجددا في المستقبل القريب".


ووعد رئيس زنجبار علي محمد شين الذي اعيد انتخابه في نهاية اذار/مارس لولاية ثانية بالاهتمام بالمشكلة عبر تحسين التجهيزات خصوصا.


وتسعى الحكومة ايضا الى الترويج لتحويل الطحالب محليا لمواجهة الاعتماد على صادرات الطحالب الخام. ويقول هاشم مؤمن رئيس دائرة الزراعات المائية في وزارة الموارد البحرية والصيد "ندعو السثمرين الى اقامة مصانع تستخدم الطحالب كمكون رئيسي".


اما الخيارات المتاحة امام المزارعين راهنا فقليلة جدا وتقول المزارعة امير "رغم الاسعار المتدنية والانتاج الكارثي، لست مستعدة بعد للتخلي عن هذا العمل المضني. فانا بحاجة الى المال لاعالة اسرتي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً