العدد 5021 - الأحد 05 يونيو 2016م الموافق 30 شعبان 1437هـ

كأس اوروبا 2016: "معركة الاحذية" بين عمالقة التجهيزات الرياضية

تشكل كأس أوروبا 2016 التي تحتضنها فرنسا اعتبارا من يوم الجمعة، فصلا جديدا من الصراع بين عمالقة التجهيزات الرياضية التي تتنافس في ما بينها بالقدر الذي تتنافس فيه المنتخبات على أرضية الملعب وذلك من خلال السعي إلى تقديم أفضل منتجاتها للاعبين الذين يمثلونها في المستطيل الأخضر.

ومن المؤكد أن الأموال الهائلة التي تصرفها هذه الشركات من اجل رعاية لاعبين مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو (نايكي) والألماني مسعود اوزيل (اديداس) والفرنسي انطوان غريزمان (بوما)، تهدف بالطبع إلى استقطاب الجمهور وتشجيعه على شراء منتجاتها التي تروج لها وتسوقها من خلال هؤلاء النجوم.

وبين حذاء "ميرسورييل" الخاص بنايكي، و"ايس" التابع لاديداس أو ايفوسبيد الخاص ببوما، سيكون أمام محبي كرة القدم مرة أخرى مروحة واسعة من الخيارات في ما يخص الحذاء الرياضي، لكن كيف بالإمكان إقناع الشاري المستقبلي؟. بالنسبة لريشار توسييه، المدير العام لشركة بوما في فرنسا، الخيار يرتكز على "حافزين".

وواصل في حديث لوكالة فرانس برس: "الاول هو حافز وظيفي: (هل هذا منتج يناسب اسلوب لعبي بشكل افضل)؟، والثاني هو (هل اللاعب الذي احبه كثيرا يرتدي هذه الماركة؟) ولهذا السبب لدينا انطوان غريزمان واوليفييه جيرو"، أي ثنائي خط الهجوم في المنتخب الفرنسي المضيف.

وعلى رغم غياب الألماني ماركو رويس والايطالي ماركو فيراتي عن النهائيات القارية بسبب الإصابة، ستكون بوما ممثلة بشكل جيد من خلال غريزمان الذي تألق هذا الموسم مع فريقه اتلتيكو مدريد الاسباني ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، كما يعول عليه ليكون مفتاح نجاح فرنسا في البطولة القارية.

 

قدم اللعب أفضل من الإعلان التلفزيوني

وكما حال الأندية التي تسعى دائما لخطف خدمات أفضل اللاعبين، تبحث شركات التجهيزات الرياضية عن أفضل اللاعبين لارتداء أحذيتها، هذه التجارة التي تبلغ قيمتها 2.5 مليار يورو وتشكل 44 في المئة من مجمل مبيعات التجهيزات الرياضية بحسب مؤسسة "بي آر ماركيتينغ".

ويقول رينو فاسكالد، المحلل الرياضي في مؤسسة "ان بي دي غروب" الاستشارية" لوكالة فرانس برس: "خلال مباراة في كرة القدم ترون النجم 500 مرة مع منتج لاديداس، نايكي أو بوما. وهذا أفضل من شراء 30 ثانية من إعلان تلفزيوني على تي اف 1 (225 ألف يورو تقريبا)"، مشيرا إلى أن شركات التجهيزات الرياضية تفضل أن تكون متواجدة على شاشات التلفزة لدقائق المباراة التسعين من خلال شراء عقد رعاية لاعبين مثل الفرنسي بول بوغبا الذي يدافع عن ألوان يوفنتوس الايطالي.

وكان بوغبا آخر المنضمين "الكبار" إلى شركة اديداس بعدما وقع معها في مارس/ آذار الماضي عقد رعاية، لينضم بذلك إلى نجم برشلونة الاسباني والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي أو نجم ريال مدريد الاسباني والمنتخب الويلزي غاريث بايل.

وقد دفعت اديداس مبلغ 40 مليون يورو مقابل التعاقد مع بوغبا لعشرة أعوام بحسب صحيفة "غازيتا ديلو سبورت" الايطالية.

ومن الأهداف الأساسية التي تدفع شركات التجهيزات الرياضية إلى التعاقد مع لاعب معين هي قدرته "على جذب هواة كرة القدم إلى جانب استقطاب نوع آخر من الجمهور المرتبط باللعبة بشكل اقل"، وذلك بحسب ما قال لوكالة فرانس برس جان-فيليب دانغلاد صاحب كتاب "التسويق والمشاهير".

وهذا الأمر يتحقق من خلال إشراك هؤلاء النجوم بإعلانات تبث على شاشات التلفزة ومواقع الكترونية مثل تويتر وفيسبوك، كما حال شركة نايكي التي اختارت الحديث عن مشوار لاعب منتخب فرنسا بلاز ماتويدي من أيام شبابه وصولا إلى مشاركته مع منتخب بلاده، وذلك بهدف "سرد قصة تتجاوز كرة القدم" بحسب ما يشير دانغلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً