العدد 5024 - الأربعاء 08 يونيو 2016م الموافق 03 رمضان 1437هـ

أول سنة صيام.. ذكرى محببة إلى قلوب أطفال لبنان

أول سنة صوم نقطة تحول في حياة أطفالنا وذكرى جميلة لا يمكن نسيانها، فتلك الذكرى تصبح محطّة هامّة في حياة كلّ انسان، منها يبدأ أولى خطوات تعلّم القِيَم وتعاليم العبادة، وفي هذه المرحلة يلعب الوالدان دورًا كبيرًا ليكونا القدوة الحسنة لتشجيع أبنائهم على صوم رمضان، وتحبيبهم بالشهر الفضيل، بدءًا من سن السابعة وحتى سن العاشرة، حيث تكتمل مكوّنات الولد الجسدية والنفسية والإجتماعية والإيمانيّة، فيؤدّي أبناؤنا هذه الفريضة الإلهية بكلّ حب وإخلاص، واكتساب فضائل الشهر الكريم، حيث يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى غرس العديد من القيَم الإسلامية والتربوية، من أجل الارتقاء بهم من النواحي السلوكية والعقائدية وحتى البدنية.

صحيفة "الشرق" القطرية استعرضت تلك التجربة الجميلة مع عدد من الفتيان والشباب، حيث يذكر عبدالله إبراهيم أنه كان لدى صيامه الأول في الصف الأول، وهو الآن طالب في الصف الثالث، ويقول "صمت رمضان لأول مرة قبل عامين، وقد حفظت بعض قصار السور، بتشجيع من والدي، وكم كانت فرحتي كبيره عندما أهداني أبي بهذه المناسبة دراجة هوائية، كي أقضي به نهاري".

ويقول خالد سعادة، "أذكر أنني لم أستطع في السنة الأولى صيام كلّ الأيام، فاضطررت لإفطار بعضها، إلّا أنني في السنة الثانية أصررت على أن أصوم الشهر كاملاً"، و"كانت فرحتي كبيرة، لا سيما عندما كنت أذهب لصلاة التراويح مع والدي، وكيف كانت والدتي تحتضنني عندما أعود من المدرسة وأنا صائم".

أما رامي حمادة، وهو طالب في الصف الثاني، فيقول إنه خاض تجربة الصيام وهو في الروضة و"كنت أتباهى بذلك أمام أصدقائي، وأجمل اللحظات عندي عندما تجتمع الأسرة على مائدة الإفطار، ورؤية مظاهر تعاون أفراد الأسرة على تجهيز مائدة الإفطار، وعند زيارة الأقرباء بعد صلاة التراويح التي نحرص جميعنا عليها، وهذه من أبدع لحظات اللقاء". ويشاركه الرأي صديقه ناصر، الذي أكّد قائلاً: "أنّ صيام شهر رمضان يعلّمني أشياء أهمّها تحمّل المشقّة وحب الآخرين، والشعور بمشاعر الفقراء والمحتاجين".

ويسرد مازن نحلة، ذكرياته مع رمضان وقد أصرّ أن يعرِّف لنا الصيام وشهر رمضان وأسباب فريضته، وكيف نزل القرآن في شهر رمضان والحكمة من الصيام، قائلاً "أنّ الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو ليس فقط الكف عن الطعام والشراب لعدة ساعات من النهار، بل هو ممارسة فعليّة للعبادة، ومنها العطف على الفقراء في كلّ مكان والإحساس بهم، والتقرّب إلى الله من خلال أعمال الخير والبرّ والتقوى، والحرص على دفع زكاة الفطر، وعلى قيام الليل"، ويؤكّد مازن: "لقد ختمت القرآن كاملاً في العام الماضي، وأنا حريص هذا العام على تكرار التجربة بعون الله، وقد حفظت العديد من السور والآيات ولله الحمد، كما أنني حريص على أداء صلاة التراويح، وأستمتع كثيرًا بلحظات الإفطار مع الأسرة".

ويشدد أحمد علوان على أهمّية أن يتعلّم الأطفال صوم رمضان في وقت مبكر من العمر ويقول: "رمضان يهذّب النفس ويعوّدها على تحمّل المشقّات، وأنا أشعر بسعادة كبيرة عندما أشارك أهلي وأصدقائي في تأدية طقوس رمضان والاستيقاظ لتناول السحور، بل إنني أظل مستيقظَا حتى الفجر، لكي لا تفوتني صلاة الصبح بعد تناول طعام السحور".

تبقى أيام الصوم الأولى محفورة في الوجدان والخاطر، نعود إليها كلّما استرجعنا أيام الطفولة البريئة... يوم ذهبنا للمدرسة نتباهى أمام أصدقائنا بأننا صائمون، وكانت وسيلة الاختبار الوحيدة، أن نمد ألسنتنا فإن كانت بيضاء، فهي دليل الصوم، وإن كانت حمراء فهي دليل الإفطار، وكانت عقوبة مفطر رمضان أن يتحلّق الأطفال حوله يردّدون بعض الأهازيج والأغاني التي تعيّره، وتحثّه على الصيام.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً