العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ

الإعلانات التلفزيونية في رمضان

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

من الجميل أن نشهد اهتمام الشركات الكبرى بالجانب الاجتماعي ترحيباً بشهر رمضان المبارك. اهتمام يتنوع في طرق التعبير عنه والالتفات إليه، وتتجلى مظاهره على سبيل المثال في طرق الإعلان عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وهو الجانب الذي بدأ ينتشر خلال السنوات القليلة الماضية.

بدأت بعض الشركات الكبرى والمؤسسات الأهلية والرسمية تهتم بتوجيه جزء من مصروفاتها المخصصة للإعلان والترويج نحو تعزيز بعض المفاهيم المميّزة في المجتمع. وفي إطار مسئوليتها الاجتماعية وبدلاً من أن يكون إعلانها مقتصراً على الأغنيات والرقص والضحك على الذقون، صارت تهتم بنشر بعض التعليمات أو التشجيع على بعض الأخلاقيات والسلوكيات، وهو ما قلل من تلك الإعلانات التي كنّا نخجل من عرضها في هذا الشهر باعتبارها لا تتناسب وحرمته وروحانية أجوائه. هذا السلوك من قبل تلك الشركات شكّل نقلةً نوعيةً في طرق تفكير القائمين على أقسام التسويق والعلاقات العامة في الشركات من جهة، وفي عقول وطرق تفكير أصحاب هذه المؤسسات ومدرائها من جهة أخرى.

أن تقوم مؤسسةٌ ما بنشر إعلان للتأكيد على أهمية حسن الظن على سبيل المثال، والاهتمام بمشاعر الآخرين، ومحاولة إيجاد الأعذار لكل خطوةٍ يخطوها أحدٌ ما، لهو أمرٌ جيدٌ خصوصاً ونحن نعرف الكلفة الإنتاجية لأي إعلان فضلاً عن كلفة بثه.

وأن تقوم شركةٌ أخرى بنشر إعلان يستهدف تلك الشريحة التي لا ترى في شهر رمضان إلا شهر مائدة، فتسعى لملء مخازنها بشتى أنواع الأطعمة، وكأن ما هو متوفرٌ في السوق سينفد إن لم تسعَ إلى شرائه قبل فوات الأوان. فتقدّم الشركة إعلاناً بطريقة مبتكرة بشأن الإسراف وكيف أن هنالك من يُجْهَد من أجل توفير هذه السلعة أو تلك، في حين أننا نقدّمها سهلةً للقمامة بعد أن نطمع ونسرف ولا نستهلكها كلها.

أمثلة كثيرة تصبّ في ذات الجانب، فهذه الشركة تسعى لتعزيز الاهتمام بجانب التبرع للمحتاجين، وتلك تهتم بنشر ثقافة التواضع والتسامح والقناعة، وتلك تؤكد على أهمية صلة الرحم والتواصل بين الأهل والأصدقاء وبالتالي بين أفراد المجتمع، وتلك تقدّم مادةً دعائيةً بشأن خطر الطائفية أو الإرهاب. كل هذه النماذج تشعرنا بالحبور ونحن نجدها تزداد عاماً بعد عام، وتتناول مواضيع شتى بطريقة مشوّقة وجميلة، بعضها جديد وآخر مكرر.

هذه الثقافة لابد أن تُشكر وتُقابَل بالعرفان منا، ونحن نتمنى لو أن جميع الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة تسعى إلى ذات الهدف وتربط إعلاناتها بقيم وأخلاقيات ومبادئ نتمنى أن تعود إلى مجتمعاتنا التي ابتعدت عنها إلا من رحم ربي.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5026 - الجمعة 10 يونيو 2016م الموافق 05 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً