العدد 5029 - الإثنين 13 يونيو 2016م الموافق 08 رمضان 1437هـ

حملات التَّبرع... وديعة «بنك الدم»... وبوابة الدخول لـ «الإنسانية» وإنقاذ المرضى

النشيط: عطاء الدماء يبني الأوطان... والأصمخ: يُجسد الشراكة المجتمعية... ومجدي: نحتاج إلى جمعية خاصة

إحدى حملات التبرع بالدم
إحدى حملات التبرع بالدم

أصبحت حملات التبرع بالدم التي تشهدها البحرين على مدار العام، بمثابة «وديعة» لبنك الدم المركزي التابع لوزارة الصحة، فهي تُعد أحد الطرق الرئيسية التي يحصل البنك من خلالها على أكياس الدم، وفي أغلب الحملات يُحدد البنك عدد الأكياس التي يحتاجها، وفقاً للطاقة الاستيعابية لتخزين الدم.

حملات التبرع التي يمتد أقدمها إلى أكثر من 17 عاماً، صارت بوابة يدخل منها المتبرعون إلى كل الإنسانية، وينقذون بدمائهم حياة المرضى ومن يتعرضون لحوادث مرورية بليغة.

وتحتفل البحرين ودول العالم اليوم الثلثاء (14 يونيو/ حزيران 2016)، باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، والذي وضعت له منظمة الصحة العالمية موضوعاً هذا العام يؤكد على أن «الدم يربط بيننا جميعاً»، وذلك انطلاقاً من شعار هذا العام «شارك الحياة، وأعط دماً».

رئيس اللجنة العليا لحملة الإمام الحسين للتبرع بالدم (ع)، فاضل النشيط، ينطلق من شعار هذا العام بالتأكيد أن «هناك من يريق الدم، وهناك من يعطي الدم، وشتان بين من يريق ومن يعطي، فمن يريق يهدم الإنسانية، ومن يعطي يبني ويرتقي بالإنسانية».

وأشار إلى أن من يتبرع بالدم «ينسج وشائج المحبة والسلام بين كل البشر، بلا تمييز لأي لون أو مذهب أو دين أو طائفة، أو معتقد أو مبدأ، ولذلك يبقى عطاء الدم هو قمة النبل الإنساني».

وبسؤاله عن مساعي الحملة لتسجيل اسمها في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، نظراً لأنها جمعت أكثر من 10 آلاف كيس دم خلال 17 عاماً، أوضح النشيط أن هذا الأمر كان أحد المقترحات المقدمة لإدارة الحملة، مشيراً إلى أنهم سيسعون لتوثيق حملتهم في موسوعة «غينيس».

وبسؤاله عن إقبال المواطنين على المشاركة والتبرع في الحملات التي تقام على مدار العام، أفاد النشيط بأن الإنسان البحريني دائماً معطاء، ليس من الآن، ولكن منذ تاريخ هذه الأرض، فهو يحب للخير لنفسه وللآخرين، وأحياناً يقدم الآخرين على نفسه.

ورأى أن عطاء الدم استمرار لعطاءات أخرى يقدمها المواطن البحريني، فما يميزه هو الجد والكفاح والمثابرة، والسعي لعمل الخير.

ونبّه إلى أنهم سيعقدون الاجتماعات التحضيرية للنسخة الـ 18 لحملة الإمام الحسين (ع) للتبرع في الدم، مؤملين دخول دماء جديدة في الإدارة العليا للحملة.

وبدوره، أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة لحملة الإمامين العسكريين (ع) في عالي، يوسف الأصمخ، أن أكثر ما يربط المجتمع ببعضه حملات التبرع بالدم، مشدداً على سعي جمعية عالي الخيرية، وهي الجهة المنظمة للحملة، للتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وتفعيل الشراكة المجتمعية، وهو الأمر الذي جسّدوه من خلال تعاونهم مع جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر في تنظيم النسخة السادسة من حملة الإمامين العسكريين للتبرع بالدم.

وقال الأصمخ إن استمرارهم في إقامة الحملة، يهدف إلى نشر ثقافة التبرع بمفهومها الإنساني الواسع، وتوفير أكياس دم لبنك الدم المركزي، وإنقاذ حياة الآخرين.

وأضاف «من خلال الحملة الماضية، أعطينا الأمل لمرضى السكلر، وأردنا إيصال رسالة للمجتمع بأن هذه الفئة ليست منبوذة، بل يمكنها العطاء والبذل في المجتمع».

وبسؤاله عمّا إذا كانت ثقافة التبرع منتشرة في البحرين، أوضح أن هذه الثقافة منتشرة في البحرين، ولكن تحتاج إلى مزيد من العمل لنشرها على نطاق أوسع، مشيراً إلى أن حملات التبرع تعد عملاً إنسانياً بحتاً، ولذلك لا يسأل المتبرع عن الشخص الذي سيستفيد من الدم الذي تبرع به، وهو الأمر الذي يعكس الصورة الجلية للتعاون والمشاركة والإنسانية، وفيه سر نجاح حملات التبرع بالدم. وأضاف «لحظنا الإقبال الكبير على النسخة السادسة من الحملة في العام الماضي، وعاتبنا الكثيرون بسبب قصر المدة المحددة للتبرع، إذ إن أكثر من 70 شخصاً حضروا للتبرع ولم يتمكنوا، كما ان النساء عتبن لعدم تخصيص أماكن لهن، وهي ملاحظات سنأخذها بعين الاعتبار في النسخة المقبلة من الحملة».

إلى ذلك، تحدث أحد مؤسسي حملة الإمام زين العابدين للتبرع بالدم، وهو مجدي النشيط، عن تجربة تأسيس الحملة، مبيناً أنهم نظروا إلى تجربة حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم في النعيم، وانطلقوا من خلالها في حملتهم، التي هدفها خلق قاعدة للتعاون بين مؤسسات مدينة عيسى، وهو الأمر الذي تحقق من خلال تعاون المساجد والمآتم والصندوق الخيري.

وبيّن النشيط أن الهدف الرئيسي من إقامة حملات التبرع بالدم، إنساني، وهو ما يجعل المتبرعين بعيدين عن دائرة سؤال الشخص الذي سيستفيد من دمائهم.

وأشار إلى أن الكثيرين من الأشخاص الذين كانوا يتبرعون عبر الحملات، أصبحوا الآن ينتظرون الحالات المستعجلة في المستشفى، ويتوجهون للتبرع لهم بالدم.

وذكر أن حملتهم التي بدأت في العام (2000) تقريباً تتكرر فيها وجوه المتبرعين كل عام، مقدرة نسبة الوجوه المتكررة بنحو 60 في المئة من المتبرعين، فيما النسبة الأخرى متبرعون جدد.

ولفت النشيط إلى أن فكرة طُرحت قبل نحو 13 عاماً (2003) لإنشاء جمعية موحدة للتبرع بالدم، تحمل اسم الإمام الحسين (ع)، وتضم ممثلين عن الجمعيات والصناديق الخيرية، وأن يكون مجمع السلمانية الطبي مركزاً رئيسيا للتبرع بالدم من خلال الجمعية.

وأوضح أنه كان أحد الأشخاص الذين كتبوا النظام الأساسي للجمعية، وكانت تهدف إلى مركزية التبرع على مدار العام، بدلاً من تشتيت الجهود في حملات مختلفة، إلا أن الإجراءات لم تتواصل نحو إنشاء الجمعية وتسجيلها.

يشار إلى أن عدداً من مناطق البحرين تشهد إقامة حملات للتبرع بالدم، وخصوصاً في المناسبات الدينية. ويعمد القائمون على حملات التبرع إلى ربط اسمها بالمناسبة الدينية، فيما تحرص على وضع شعار خاص في كل عام.

العدد 5029 - الإثنين 13 يونيو 2016م الموافق 08 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً